مسكوكات وقهوة.. السعودية تكشف نماذج ثقافية وطنية في الاجتماع التشاوري الإسلامي بالمغرب
انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات معرض المسكوكات والمخطوطات الإسلامية، وذلك على هامش الاجتماع التشاوري الأول، حول «المؤشرات الاستراتيجية للتنمية في العالم الإسلامي: مؤشر المعرفة نموذجًا»، وكذلك الدورة الـ43 للمجلس التنفيذي الإيسيسكو، الذي تتبناه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
وتحتضن العاصمة المغربية الرباط أعمال الاجتماع التشاوري، اعتبارًا من اليوم الأربعاء، وتستمر 4 أيام، بحضور عدد من مسؤولي التعليم والثقافة في الدول الإسلامية الأعضاء.
الاجتماع التشاوري الإسلامي في المغرب
وافتتح معرض المسكوكات الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، برعاية رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والعلوم والثقافة وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، ووكيل وزارة التعليم للتعاون الدولي الدكتور صالح بن إبراهيم القسومي، وأمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أحمد بن عبد العزيز البليهد، ويستمر أربعة أيام، على أن يختتم أعماله يوم 24 ديسمبر الجاري.
وبدعم من اللجنة الوطنية السعودية للتربية والعلوم والثقافة، يوفر معرض المسكوكات نماذج من مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز العامة.
وقال مدير المكتبة الدكتور بندر المبارك، إن المكتبة دفعت بأهم ما لديها من مخطوطات ومسكوكات مهمة، يتم عرضها حاليًا وترجع إلى حُقب زمنية مختلفة، تكشف جوانب من التاريخ القديم في العديد من الدول الإسلامية، وما شهدته من مراحل تطورات وأحداث فترة بعد أخرى، موضحًا أن العرب كانوا يتعاملون بالنقود البيزنطية والساسانية وغيرها، قبل أن يأتي الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وبادر بتعريب النقود العربية الإسلامية على مراحل، موجهًا بصك النقود الأموية.
وقدم المعرض نماذج للدنانير والدراهم الأموية على مراحل مختلفة، بداية من العام 78هـ، وحتى العام 126 هـ، وهو ما تم عرضه للنقود العباسية أيضًا، بداية من العام 138 هـ في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور، وحتى العام 343 في عهد الخليفة جعفر المتوكل، وبعدها جاءت نقود مصر وبلاد الشام، ونقود مغرب ومشرق العالم الإسلامي، وصولًا إلى نقود الجزيرة العربية، وما شهدته من حضارات كبرى، تركزت المدينة المنورة ومكة المكرمة، وقيام خلفاء البيت الحاكم بصك عملات كثيرة، تمثل العصور التي صُكت فيها، كما قدم المعرض النقود الإسلامية المضروبة في مدن المملكة العربية السعودية، وما تتمتع به من ندرة وحضارة تتميز بها أقاليم المملكة وعصورها الإسلامية.
ويستقبل المعرض زوّاره من ضيوف الاجتماع التشاوري والمختصين والمهتمين بالمسكوكات الإسلامية، إلى جانب الباحثين والأكاديميين في هذا الشأن.
وعلى هامش معرض المسكوكات، أقيم ركن القهوة السعودية، الذي ركز فعالياته على توضيح مكانة القهوة السعودية، باعتبارها منتجًا ثقافيًا مميزًا للمملكة، وما تحمله من خصوصية في المجتمع السعودي، في كل مراحل إنتاجها، زراعةً وتحضيرًا وتقديمًا، إضافة إلى شهرة المملكة بإنتاج البن الخولاني في جنوب البلاد، وآلية تُحضّر القهوة بلون ومذاق مختلفين في كل منطقة من مناطقها الـ13، وتقدم للضيوف بطرق وأساليب متعددة، ما يمنح القهوة السعودية خصوصيتها، وعمقها الثقافي الفريد.
وبذلت اللجنة الوطنية السعودية للتربية والعلوم والثقافة، التي يرأسها وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، جهودًا كبيرة وملموسة في تعزيز مشاركة المملكة في الاجتماعي التشاوري، وتعزيز الفعاليات السعودية، بداية من معرض «المسكوكات والمخطوطات الإسلامية»، مرورًا بركن القهوة السعودية، للتأكيد على الشخصية والهوية الثقافية السعودية الفريدة، وما تتمتع به من مكانة عمق ثقافي مميز.
وقال أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أحمد بن عبد العزيز البليهد، إن الاجتماع التشاوري كان استثنائيًا، حضره ممثلون عن 54 دولة إسلامية، وتم التركيز على المؤشر المعرفي في الدول الإسلامية، وغدًا ستبدأ ورش العمل، على أن تنطلق بعد ذلك اجتماع المجلس التنفيذي للدورة الثالثة والأربعين.
ووصف البليهد معرض المسكوكات بأنه حدث مهم ورائع، من خلال عرض مسكوكات، يرجع عمر بعضها إلى آلاف السنين، مشيرًا إلى أن المعرض حظي بإقبال كبير من الزوار الذين أبدوا دهشتهم مما شاهدوه من مسكوكات قديمة بكل ما تحمله من تميز وعمق تاريخي، تحكي جانبًا من التاريخ الإسلامي القديم.
وأكد أن الكثير من زوار المعرض كانوا يعتقدون أن المعروضات عبارة عن صورة طبق الأصل من المسكوكات الأصلية، ولكن اندهشوا عندما علموا أنها أصلية، ترجع إلى آلاف السنين، على سبيل المثال، القرآن الكريم الذي كُتب من قبل شخصيات إسلامية معروفة.
وقال البليهد إن المملكة دولة فاعلة في عمل المنظمات الإقليمية والدولية، بما لديها من مكانة عالية، جعلت منها دولة مؤثرة في محيطها الدولي.
وأضاف: المملكة أرادت من خلال مشاركتها في الاجتماع التشاوري، تقديم رسائل حضارية وثقافية إلى المجتمع الدولي، تتحدث عن ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها، مشيرًا إلى أن معرض المسكوكات سوف ينتقل إلى اليونسكو، لعرض محتوياته أمام العالم.
ويشار إلى أن الاجتماع التشاوري يهدف إلى تكوين رؤى وتصورات مستقبلية، كخطوة نحو الارتقاء بأداء الدول الإسلامية في مؤشر المعرفة العالمي والمؤشرات ذات الصلة، إلى جانب تبادل الخبرات على المستوى الإسلامي في مجالات التعليم، والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، فضلًا عن تعزيز الهياكل اللازمة، والارتقاء بالبشرية وبرامج البحث والابتكار من أجل المشاركة في إنتاج المعرفة، وتعزيز المساهمة الفعالة للعالم الإسلامي في الناتج المعرفي البشري.