أبناؤها تخلوا عنها.. قصة مُسنة تفترش الرصيف لبيع الخضار ببني سويف: نفسي في بيت يحميني من المطر| فيديو
وجه تملأه التجاعيد تظهر عليه علامات التقدم في السن وابتسامة رضا، هذا أكثر ما يميز الحاجة محاسن، صاحبة الـ 75 ربيعًا من العمر، وهي تفترش الأرض لبيع الخضار والفاكهة داخل سوق حي الغمراوي بمدينة بني سويف، لتتمكن من توفير قوت يومها، حيث إنها استطاعت أن تنفق على زواج 4 بنات و3 أولاد، وأصبحت تعيش بمفردها في غرفة جدرانها من الطوب اللبن وسقفها من البوص وجريد النخيل.
الحاجة محاسن تروي قصة كفاحها ومعاناتها بعد زواج أبنائها
وتقول الحاجة محاسن محمد علي، والمعروفة بين زبائنها بـ أم جمال، في بث مباشر عبر القاهرة 24، إنها تفترش الرصيف لبيع الخضار والفاكهة منذ 55 عامًا، حتى تمكنت من تربية أبنائها الـ 7 وتعليمهم وتلبية احتياجاتهم إلى أن تزوجوا، مشيرة إلى أن أبنائها الشباب بعد زواجهم سافروا للإقامة في محافظة القاهرة، وبناتها الـ 4 تزوجن بجوارها في محل إقامتها بقرية كوم أبو خلاد، ولكن ظروف حياتهن شغلتهن عنها.
وتابعت: أنهض يوميًا مبكرًا لأداء صلاة الفجر وأجلس أتضرع إلى اللّه بالدعاء، حتى أن يظهر ضوء النهار ثم أحمل بضاعتي وأتوجه إلى السوق، ثم أفترش الأرض وأعرض بضاعتي من الخضار أو الفاكهة، وما يتبقى مني أعود به إلى المنزل مع قدوم المساء، لافتة إلى أنها لا تجني مكسبًا سوى ما يسترها من العوز أو الحاجة لأحد.
وواصلت حديثها والدموع تنهمر من عينيها: بدعي ربنا يفرجها عليا ويفك الضيقة اللي أنا فيها، لو قعدت مش هلاقي أّكُل، ونفسي أبني الغرفة اللي عايشة فيها، وعيالي مبيسألوش فيا ولا بيرفعوا عليا التليفون، وقالت: ربنا هو اللي بيقويني على الشغل عشان أكافح.
وأوضحت، أنها تواجه معاناة وتشعر بالخوف دائمًا في فصل الشتاء بسبب تساقط الأمطار، حيث يشكل ذلك حالة من الخطر عليها بسبب إقامتها بمفردها داخل تلك الغرفة المبنية من الطوب اللبن، ولكنها لا تملك المال الكافي حتى تبنيها بشكل صحيح، ولم يتدخل أي أحد من أجل مساعدتها.
واختتمت الحاجة محاسن، أنها تتمنى أن تجد من يساعدها في بناء غرفتها التي تقيم بها، بالإضافة إلى أنها تتمنى زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة، قائلًا: نفسي أعمل عمرة وأصلي في الكعبة.
