مرصد الأزهر: مخيم الهول يوقظ آمال داعش ويؤرق المجتمع الدولي
سلط مرصد الأزهر في تقرير له؛ الضوء على مخيم الهول الذي أنشئ أوائل عام 1991م لإيواء اللاجئين العراقيين إبان حرب الخليج الثانية، وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003م، وهو أحد 3 مخيمات على الحدود السورية - العراقية، ويضم أعدادًا كبيرة من اللاجئين بلغت ما يقرب من 54000 شخص، نصفهم من الأطفال دون الـ 12 عامًا - الفارين مع عائلاتهم في المدة (2018- 2019م)، بعد أن فقد تنظيم داعش الإرهابي آخر معاقله في الأراضي السورية، ولذلك يمثل هؤلاء الأطفال قلقًا كبيرًا للمجتمع الدولي، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة وتحويلها إلى كارثة إنسانية، وتهديد إرهابي خطير.
مخيم الهول
وينقسم مخيم الهول في الوقت الحالي إلى 8 أقسام ومُلحق أجنبي، تضم 4 أقسام نحو 27 ألف مواطن عراقي، مقابل 18200 سوري بداخل الأقسام الأربعة الأخرى، إضافة إلى ما يقرب من 8000 شخص من 50 دولة مختلفة بالملحق الأجنبي.
وحلت روسيا في المرتبة الأولى من حيث أعداد اللاجئين بالمخيم، ويقدر عددهم 1500 مواطن، تلاها الصين بنحو 1300 مواطن، ثم تركيا بـ 1100 مواطن، كذلك يضم الملحق الأجنبي أيضًا؛ مجموعة من الأستراليين والفرنسيين والهولنديين والعديد من المواطنين الآخرين، بما في ذلك الأفراد الذين سافروا من دول أخرى للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
ونوه مرصد الأزهر في تقريره، بأن قوات سوريا الديمقراطية تشرف على تأمين المخيم منذ العام 2016م، لكن سُرعان ما تدهورت الأوضاع مع زيادة أعداد اللاجئين، وارتفاع معدلات العنف وجرائم التنظيم الإرهابي الوحشية، ما تسبب في تحول المخيم إلى أحد أخطر الأماكن على وجه الأرض.
وتابع المرصد: مع هذا فقد تمكنت قوات سوريا الديمقراطية في سبتمبر الماضي، من تنفيذ عملية أمنية شاملة عُرفت باسم (المطرقة الحديدية) بهدف طرد عناصر تنظيم داعش الإرهابي من المخيم، حيث تمكنت على مدى (24) يومًا من اعتقال 300 من عناصر التنظيم الإرهابي وقياداته، إضافة إلى أعداد القتلى، ومصادرة مجموعة من الأسلحة والقنابل اليدوية والمتفجرات كانت مخبأة في كهوف وحُفر بدائية.
ونوه بأن بعض من المحللين؛ حذروا من عودة تنظيم داعش الإرهابي للظهور في العراق مجددًا بناءً على بعض المؤشرات والشواهد، مثل تصاعد وتيرة الهجمات جنوب غربي البلاد، والهجمات الانتحارية بالقرب من بغداد ومناطق أخرى من البلاد، فضلًا عن إحباط القوات الأمنية للعديد من العمليات الإرهابية.
مرصد الازهر يدعو دول العالم إلى تجفيف منابع العنف والإرهاب
ويدعو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، دول العالم للعمل على تجفيف منابع العنف والإرهاب، وغلق المنافذ التي تتسلل من خلالها التنظيمات الإرهابية إلى عقول وأذهان العديد من الأطفال والشباب، لا سيما الأطفال الذين يعيشون في المخيمات التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، كما أن تعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية والتطرف وتعاون الدول استخباراتيًّا وعسكريًّا؛ لا بد وأن يحول دون ظهور هذه التنظيمات في أماكن جديدة، أو على الأقل يحد من ظهورها. يُذكر أن المرصد كان قد حذر مرارًا من خطورة العائدين من داعش، إذ إن كثيرًا منهم يحملون أفكارًا مُتطرفة تضر بمجتمعاتهم وأوطانهم.