أول لقاء سوري تركي منذ 10 سنوات.. بحث عن حل أم ترويج انتخابي؟
احتضنت العاصمة الروسية موسكو، اليوم الأربعاء، أول مباحثات سورية تركية منذ 10 سنوات، بعدما تسببت الحرب الأهلية في سوريا بانقطاع العلاقات بين دمشق وأنقرة؛ ومن المتوقع أن يكون لقاء اليوم باكورة سلسلة من اللقاء بين مسؤولي البلدين، تنتهي بقمة سورية تركية، بين الرئيسين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان.
وعُقد اللقاء في إطار آلية ثلاثية بمشاركة روسيا، وجمع اللقاء وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في سوريا وروسيا وتركيا، وهي آلية كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، عن اقتراحه إياها على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي قابلها بإيجابية، بحسب قوله.
ووصفت وزارة الدفاع التركية، اللقاء بأنه “عُقد في أجواء بناءة”، واتفق المجتمعون على استمرار الاجتماعات الثلاثية من أجل ضمان الاستقرار والحفاظ عليه في سوريا والمنطقة، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع التركية.
وأفاد البيان، بأن الاجتماع التركي الروسي السوري في موسكو ناقش الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والكفاح المشترك ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.
بحث عن حل للأزمة السورية
وجاء اللقاء في توقيت تحدثت فيه تقارير سورية، برغبة النظام في دمشق بتأجيل أية خطوة باتجاه العلاقات مع تركيا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في يونيو المقبل، لكن الرغبة التركية بعقد مثل هذه اللقاءات في إطار الترويج السياسي قبل الانتخابات، ربما عجلت بلقاء أنقرة ودمشق، بحسب محللين.
ويقول رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اللقاء ليس غريبا وتحدث عنه الرئيس التركي من قبل، لكن “المضحك” -من وجهة نظره- أن يأتي اللقاء في الشهر الذي قتلت فيه القوات التركية ما لا يقل عن 44 عنصرا من قوات النظام السوري، بينهم ضباط في قصف جوي تركي بالمسيرات والمدفعية.
ورأى عبدالرحمن، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن هذا التقارب يخدم النظامين في سوريا وتركيا، خصوصا مع مواجهة الأول “انهيار قويا ورفضه عرضا بالعودة إلى الحضن العربي”، ومع اقتراب الانتخابات التركية، مؤكدا كذلك أن “اللقاء بين أردوغان وبشار الأسد، سيكون دعما كبيرا لأردوغان في الانتخابات الداخلية القادمة”.
وذكر أن أردوغان، يحاول التقارب مع سوريا، من أجل إنقاذ أوراقه في الداخل التركي، بعد الفشل الاقتصادي والسياسي ومحاولته “شكلا” نبذ الإخوان المسلمين، منوها بأن الرئيس التركي يركز على ملف اللاجئين السوريين بـ"إعادة وهمية" لهم إلى سوريا تحت ذريعة خدمة الداخل التركي.
وأشار إلى أن الرئيس التركي “يستميت للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتزامنها مع مرور 100 عام على اتفاق لوزان لينتهي بذلك، وبموجب ذلك تستطيع تركيا التمدد واستعادة الأمجاد العثمانية التي حُرمت منها”، على حد قوله.
واعتبر عبدالرحمن، أن “هذا اللقاء لن يجلب الخير للشعب السوري، ونحن نعلم أن أردوغان هو من أكبر المتاجرين بالملف السوري”.
أين ذهبت شروط أنقرة؟
من جهته، تساءل المعارض السورين العميد أحمد رحال، في تعليقه على لقاء موسكو، قائلا: ما هو مصير الشروط الخمسة التي أعلنها المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن؟
وأشار إلى أن قالن، سبق وقال إن اللقاء بين بشار الأسد وأردوغان، ليس من شأننا ولن يكون على حساب المعارضة السورية وأن أية مصالحة يجب أن تبدد المخاوف التركية وتؤمن المسار السياسي وعودة الأمن للحدود التركية، ويضمن أمن العائدين إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وذكر أن كل هذه الشروط الخمسة ذهبت في مهب الريح، ولا يمكن للنظام السوري، أن يقدم أيا من ذلك، لكن تركيا تعي ذلك وتعيد الاهتمام بهذا الملف من أجل الانتخابات القادمة، ومن أجل سحب بعض الملفات من المعارضة التركية، حسب قوله.