في ذكرى ميلاده الـ77.. جهود شيخ الأزهر في التجديد وتحقيق السلم المُجتمعي ودعم حقوق المرأة والطفل
حلت أمس الجمعة، الذكرى الـ 77 لمولد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف الـ 77، حيث ولد في 6 يناير عام 1946 ميلادية.
الإمام الطيب والتَّجديد
وفي هذه المناسبة، نشر مركز الأزهر العالي للفتوى الإلكترونية، تقريرا حول نشأة الإمام الأكبر، وجهود شيخ الأزهر في التجديد.
وكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: كان الأزهر الشريف طيلة ما يزيد على ألف عام مُجدد علوم الأمة الإسلامية، وحامل لواء الوسطية والتيسير؛ بما ينفع الناس، ويحقق مصالحهم؛ دون تنكُّر للدين ومُسلَّماته، وهذه حِرفةٌ صعبة تحتاج لعلماء أفذاذ راسخين؛ زَخَرَ بهم الأزهر الشريف طيلة هذه الفترة.
وتابع: وإن الإمام الطيب حفظه الله لواحد من رجالات هذا الفن، المهتمون به، المتميزون فيه، ومن أبرز جهود فضيلة الإمام في هذا الشأن:-
▪️ تطوير مناهج الأزهر الشريف بما يُناسِب روح العصر، ويجمع بين أصالة النص، ومعاصرة تطبيقه في واقع الناس، من خلال إنشاء اللجنة العليا لإصلاح التعليم، ولجنة إعداد وتطوير المناهج، وهي لجنة تضم علماء مُتخصِّصين، وخبراء تربويين.
▪️استعادة دور هيئة كبار العلماء الرائد في تجديد الخطاب الديني، والحفاظ على الثوابت الإسلامية في كثير من القضايا المُجتمعية والثقافية، من خلال أبحاث ومُؤلفات ومُلتقيات فكرية شبابية.
▪️إنشاء مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية؛ متابعةً لمستجدات الواقع المعاصر، وتجديد الرؤية الشرعية للعديد من القضايا الفقهية المستحدثة.
▪️إنشاء مركز الأزهر للتراث والتجديد، وهو مركز مُتخصص يُعنَى ببحث مسائل وقضايا الفقه الإسلامي، ويجدد النظرة الشرعية لها؛ بما يحفظ أصالة النص، ويواكب مُستجدات الواقع المُعاصر؛ وفق شروط التجديد، ودواعيه، وضوابطه، وثبات بعضِ أحكام الشَّريعة، وتغَيُّر بعضها.
▪ تطوير برامج الرّواق الأزهري في الجامع الأزهر وفروعه في محافظات الجمهورية؛ ليؤدي دوره التعليمي والدعوي للمصريين والأجانب من الناطقين بالعربية والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية؛ وفق منهج الأزهر الوسطي والمُستنير؛ ويجري العمل فيه من خلال عدة أروقة داخلية:
-هي رواق القرآن الكريم؛ لتحفيظ أبناء المسلمين القرآن الكريم من المصريين والوافدين، وفق برامج مناسبة لظروف وأحوال الدارسين، وعلى يد نخبة من معلمي الأزهر من حفظة القرآن الكريم الذين اجتازوا اختبارات لجنة مراجعة المصحف الشريف.
-ورواق التجويد والقراءات؛ لتعليم أحكام التجويد، وأوجه القراءات الصحيحة والمتواترة عن سيدنا رسول الله ﷺ.
-ورواق العلوم الشرعية: ويمر الدارس بثلاثة مراحل دراسية: التمهيدية - المتوسطة - المتخصصة، وتُدرس العلوم العربية والشرعية وفق المنهج الأزهري الوسطي على يد علماء متخصصين.
▪️استحداث وحدة فتاوى التنمية والاستثمار التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتقديم الفتاوى الاقتصادية المتخصصة لجمهور المستفتين حول الاقتصاد وفقه المال والأعمال بما يواكب مستجدات الواقع ويراعي مصالح الناس.
الإمام الطيب وتحقيق السلم المُجتمعي ودعم حقوق المرأة والطفل
كما أشار إلى جهود شيخ الأزهر في تحقيق السلم المُجتمعي ودعم حقوق المرأة والطفل، قائلا: حَفَل تاريخ الأزهر الشريف بمشاركات مُجتمعية رصينة ومُؤثرة؛ هدفت إلى تحقيق الأمن والسِّلم المُجتمعي، ودعم حقوق المرأة والطفل، وقد كانت ولاية الإمام الطيب لمشيخة الأزهر الشريف امتدادًا لهذا الدور الرائد، حيث قام حفظه الله بالآتي:
▪️ تأسيس بيت العائلة المصري من أجل الحفاظ على وحدة النسيج الوطني لأبناء مصر؛ مسلمين ومسيحيين، والتأكيد على القيم العليا والقواسم الإنسانية المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات.
▪️ تعاون الأزهر الشريف مع كافة مؤسسات الدولة في تنفيذِ برامج دعوية وتوعوية وقِيمية مُشتركة، ومُجابهةِ الظواهر المُجتمعية السَّلبية.
▪️ تعزيز دور لجنة المصالحات بالأزهر الشريف المنوط بها إصلاح ذات البين بين المواطنين، وإعلاء المصلحة العليا للوطن، وحفظ الأرواح والأعراض والممتلكات، ونبذ العصبية القبلية المتوارثة، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في الدَّولة.
▪️ تمكين المرأة المصرية من القيام بأدوار مجتمعية ودينية مؤثرة، ومن ذلك: استحداث «قسم فتاوى النساء» بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتقوم عليه نخبة متميزة من المفتيات المتخصصات للرد على التساؤلات الشرعية للمرأة المسلمة في مصر والعالم، بالإضافة لتعيين واعظات ومفتيات يتبعن مجمع البحوث الإسلامية، وينتشرن في جميع أنحاء الجمهورية للتواصل المباشر والبنَّاء مع سيدات مصر الفُضليات بشكلٍ واعٍ وفعَّال.
▪️ إطلاق برنامج التوعية الأسرية والمجتمعي» التَّابع لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لتنمية مهارات التواصل الأسري، وتأهيل المقبلين على الزواج، ومواجهة الظواهر المجتمعية السلبية؛ لا سيما المنتشرة بين الشباب.
▪️ استحداث وحدة لم الشمل التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للحدِّ من ظاهرة انتشار الطلاق، وتعتمد الوحدة آلية التَّدخل الميداني في حالات النزاع الأسري؛ لرأب صدع الأسرة المصرية، والحفاظ على الأطفال من أخطار التَّفكك الأسري.
▪️ استحداث وحدة «بالمعروف» التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لدعم ثقافة الطلاق الآمن عند استحالة العشرة الزوجية، وتأهيلًا للمنفصلين من خلال منظومة تثقيفية وتدريبية ترسم ملامح حياة ما بعد الانفصال، وتضع ركائز المعاملة الراقية التي تضمن استقرار الحالة النفسية لدى النَّاشئة.
▪️ دعم فضيلته حقوق الطفل بشكل دائم ومستمر في مشاركاته الدولية، والتي منها: مشاركته في مؤتمر الأديان تحت عنوان: «تعزيز كرامة الطفل» بالفاتيكان.
▪️ إطلاق حملات توعوية إلكترونية لمناهضة العنف ضد الأطفال مثل حملة: «جنَّة»، وحملة: «إنها رحمة».
▪️ استحداث وحدة «الدعم النفسي» التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية للتواصل البناء مع الشباب بما يعينهم على حل مشكلاتهم، وإطلاق مبادرتها «أنت غال علينا»؛ لسماع الشباب، ومساعدتهم في تجاوز تحديات حياتهم.
الإمام الطيب ودور الأزهر الإنساني
ولفت الأزهر للفتوى إلى دور الأزهر الإنساني في عهد الإمام الطيب، قائلا: يضطلع الأزهر الشريف بقيادة شيخه الطيب بدور إنساني راقٍ في مصر والعالم يُولي الضُّعفاء والمرضى والمضطهدين اهتمامًا ودعمًا وإعانة، ويواسي المكروب، ويمسح دمعة المُصاب، ومن الأمثلة على ذلك:
▪️متابعة الأزهر الشريف وشيخه الطيب أحوال المسلمين حول العالم، ودعم المستضعفين منهم، واستنكار الممارسات العنصرية ضدهم.
▪️ تسيير قوافل طبية وإغاثية دولية ومحلية، تضم نخبة من أساتذة كليات الطب بجامعة الأزهر الشريف في مختلف التخصصات؛ لإجراء العمليات الجراحية، وما يلزمها من فحوص طبية دقيقة؛ لتخفيف معاناة المُحتاجين، وآلام المرضى.
▪️ تدخلات فضيلة الإمام الطيب لدعم بعض الحالات الإنسانية الفردية، ككفالة سفر بعض الطلاب الوافدين إلى بلدانهم، وتحمُّله تكاليف تعليم بعض الأطفال غير القادرين، أو أصحاب الإنجاز الكبير من محدودي الدَّخل.
▪️ تبرُّع فضيلة الإمام بقيمة «جائزة الأخوة الإنسانية» لدعم المحتاجين، وسداد ديون الغارمين والغارمات.
▪️ مُضاعفة الإعانة الشَّهرية للمُستحقين المستفيدين من خدمات «بيت الزكاة والصدقات المصري» أحد ابتكارات فضيلة الإمام الأكبر -حفظه الله-.
▪️ تكاتف الأزهر مع باقي مؤسسات الدولة المصرية في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وتبرعه بخمسة ملايين جنيه لصالح صندوق «تحيا مصر».
▪️ تكفُّل شيخ الأزهر بتعليم أبناء الأطباء الذين كانوا في صفوف المواجهة الأولى ضد فيروس كورونا المستَجِد، وكانوا ضمن ضحاياه.