الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عودة سارتر المصري

الإثنين 09/يناير/2023 - 08:55 م

خلال النصف الأول من القرن الماضي وبالتحديد في عام 1901 بدأت الأكاديمية السويدية في منح جائزة نوبل في مجال الآداب، والتي على غرارها استلهمت بعض المؤسسات والدول في العصرين الحديث والمعاصر الفكرة واستحدثت جوائز أخرى، الجوائز التي ساعدت القراء والمثقفين على الانفتاح للاطلاع على أعمال جديدة وثقافات مختلفة، فتوسعت أعمال الترجمة، وانتشرت الأعمال الأدبية والفكرية في مختلف بقاع العالم، مما أحدث تحولا كبيرا في الأصول الاجتماعية والسياسية لعصرنا، الأمر الذي دفع البعض ليأخذ خطوة نحو رفض هذه الجوائز بحثا عن موضوعية محضة، وربما عن أشياء أخرى تتعلق بشخصيته وأفكاره وظروف مجتمعه، ليظل رفض الجوائز الأدبية والتكريمات محل جدل حتى يومنا هذا.

هل من الممكن أن يكون الرفض مبنيا على أساس موضوعي؟

رغم كل شيء لا يسع المرء إلا ملاحظة كيفية اقتراب رفض بعض الكتَّاب والأدباء للجوائز من محاولات البعض الآخر للتوارى وتتجنب إبداء الرأي بشأنها خوفا من الوقوع في فخ عدم الموضوعية والإنصاف، ليظل التساؤل قائما وتظل إشكالية الرفض والقبول موضع جدل واختلاف وفق تقدير تقريبي.

الكاتب والمترجم النمساوي بيتر هاندكه، اتهمه النقاد بتبرير جريمة الحرب الصربية عندما خالف الرأي العالمي بموقفه المؤيد للصرب في الحرب اليوغوسلافية، مما أثر بالسلب على ترجمة أعماله وانتشارها، لكن فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 2019 أعاده للواجهة من جديد، ليؤكد أن الجوائز قادرة على أن تلعب دورا أكبر من مجرد التكريم.

حدث ذلك في الماضي وتجدد الأمر في الساعات القليلة الفائتة، عندما طالعتنا الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي بفوز الكاتب والروائي شادي لويس بجائزة ساويرس للرواية – كبار الكتاب، عن روايته تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة، ليعلن بعدها الكاتب مباشرة تنازله عن الجائزة ماديا ومعنويا، محتفظا بها لليلة واحدة، ومستلهما رفض الكاتب والفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر لجائزة نوبل للآداب عام 1964 – وهذا شيء مثير للدهشة، ربما لكثرة انتقاد  شادي لويس للدولة الفرنسية وسياساتها، لكن من جانب آخر لا يعد ذلك مدهشا، لأن ملفات الأكاديمية السويدية التي أفرج عنها بعد خمسين عاما تشير إلى أن رفض سارتر للجائزة لم يكن يخص الأكاديمية السويدية ولا حتى الجائزة بل كان متعلقا بفكرته عن الجوائز بشكل عام، وحتى لا يعرضه التكريم لضغط لا يريده.

هذه مجرد دلالة على أن رفض الكاتب والروائي شادي لويس لجائزته الأخيرة لم يكن اعتراضا على الجائزة وقيمتها أو حتى من أجل الشهرة وإثارة الجدل، بل هو التزام حقيقي ناحية الكتابة وقيمتها قل ما يحدث.

تابع مواقعنا