بعد تكريم الرئيس السيسي له.. الشاب أحمد مترجم لغة الإشارة بصلاة الجمعة: السرطان لم يمنعني عن عملي
تعلم لغة الصم والبكم كان أسمى أهدافه في الحياة، حتى يصبح مترجمًا معتمدًا لمجرد حبه للأصم، ورغم إصابته بمرض السرطان لم يمنعه ذلك من القيام بعمله التطوعي خاصة في نشاط الإعاقة الحركية، حتى أنه أصبح مترجمًا لخطبة صلاة الجمعة في المساجد، إلى أن كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، على هامش مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي.
نشاط الصم وضعاف السمع
قصة الشاب أحمد فؤاد، والذي رواها خلال حديثه مع القاهرة 24، ملهمة ونموذجية لكل شاب يحمل في جوفه أخلاقًا وحب العطاء، فرغم عمره الذي لم يصل إلى الـ 30 عامًا بعد، إلا أنه أصبح مسؤولًا عن نشاط الصم وضعاف السمع في إحدى منظمات المجتمع المدني، ومترجمًا خطبة الجمعة لهم، وكذلك مسؤولا عن عمليات زراعة القوقعة للصم.
أحب فؤاد الصم وكان لديه رغبة دائمة في مساعدتهم، لذلك قرر أن يتعلم لغة الإشارة رغم عمله كفني بترول، وكذلك يؤهل الآخرين للتعامل مع الأشخاص الصُم من ناحية لغة الإشارة، وكذلك مساعدتهم نفسيًا للتغلب على أي مشاعر سلبية لديهم.
كانت الحياة طبيعية لفؤاد إلى أن تم تشخيصه بمرض السرطان، ولكن لم يكن عائقًا لطريقه يومًا، فمثلما كان ملتزمًا بجرعة الكيماوي كذلك التزم بنشاطه وترجمته اليومية للصُم في مختلف الأماكن.
لم تنحسر أخلاق أحمد عند هذا الحد، فقد تعرض لحادث سير خلال طريقه لرحلة لأطفال مصابين بالشلل الدماغي، وكان المسؤول عنهم والتحدث إليهم، ورغم ذهابه للمستشفى بعد الحادث، إلا أنه كان حريصًا على الرجوع إليهم وإدخال السعادة على قلوبهم.
ولعل أصعب المواقف التي مرت على أحمد هي وفاة رجل غريب كان جالسًا بجانبه في المواصلات، فلم يتركه أحمد كما فعل البقية حتى يخلي مسؤوليته، بل ظل معه حتى وصل به إلى أسرته ومن ثم دفنه في المقابر.
أصبح أحمد مسؤولًا عن عمليات زراعة أو صيانة القوقعة، فبرغم حالته الصحية إلا أنه كان يرغب في مساعدة كل شخص غير قادر على التحرك، ويرى أن أهم شيء يقوم به هو وراثة التطوع ونشر حب المساعدة.
واختتم أحمد حديثه مع القاهرة 24 عن أمنيته قائلًا: نفسي أطلع عمرة وأخف تماما من الكانسر ومتعالجش تاني بإذن الله.