قبل سنوات من تصريحات مصطفى الفقي.. نجيب محفوظ يعلق على جائزة نوبل: سببت لي متاعب وعداوة
أثار الدكتور مصطفى الفقي الجدل بتصريحاته الأخيرة حول استحقاق نجيب محفوظ لجائزة نوبل التي أكد فيها أن توفيق الحكيم كان أكثر استحقاقا للجائزة، لكن كتابته في الإسلاميات حرمته من الجائزة.
لم يكن تصريح مصطفى الفقي حول مدى عدم استحقاق نجيب محفوظ لجائزة نوبل هو الأول ولن يكون الأخير، بل قد سبقه كثيرون إلى ذلك، ونجيب محفوظ نفسه يؤكد أن جائزة نوبل سببت له المتاعب، بسبب شعور العدائية تجاهه من قبل كثير من الكتاب.
يقول نجيب محفوظ: لا شك أن الجائزة كانت مصدر سعادة كبيرة بالنسبة لي، وساهمت في تحسين أحوالي المادية، واتساع حركة الترجمة الخاصة بروایاتی، بل وبالأدب العربي.
ويتابع محفوظ، في كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ من إعداد الكاتب رجائي النقاش: ساهمت نوبل كذلك في زيادة توزيع روایاتی في الداخل والخارج بشكل ملحوظ.
ويوضح نجيب محفوظ: في مقابل هذه المميزات كانت للجائزة أضرارها ومتاعبها، وأظن أنها متاعب خاصة بنا نحن وليس بكل الأدباء الذين حصلوا عليها، فمنذ إعلان فوزي بالجائزة لم يمر يوم إلا وهناك طلب لإجراء حوار صحفي أو إذاعي أو تلفزيوني من مصر أو من دول العالم، موضحا أن هذا يتعارض مع طبيعته كشخص انطوائي.
قبل سنوات من تصريحات مصطفى الفقي.. نجيب محفوظ يعلق على جائزة نوبل سببت لي متاعب وعداوة
ويتابع محفوظ: ومن المتاعب التي سببتها لي جائزة نوبل، تلك المشاعر العدائية التي ظهرت عند بعض الأدباء، واستطعت أن أعالجها وأمتصها بشكل عقلاني، وساعدني في التغلب على هذه المشاعر العدائية فرحة البسطاء التي كنت أصادفها في كل مكان أذهب إليه، أو من خلال رسائل البريد، ففي خلال الشهور الأولى للحصول على الجائزة تلقيت كمًّا هائلًا من الرسائل من كل الدول العربية ومن الدول الأوروبية أيضا، خاصة إنجلترا وفرنسا وألمانيا وفنلندا والسويد، بعضها كان مجرد تحية وإعجاب، والبعض الآخر تضمن آراء وتعليقات كنت أضطر للرد على أصحابها.
ويختتم محفوظ: وبشكل عام فإن الأثر الإيجابي للجائزة كان أكبر بكثير من متاعبها، ويكفي أنها ساهمت في تغيير نظرة الشعوب الغربية إلينا نحن العرب، تلك النظرة التي كانت سائدة في أفلامهم السينمائية وبعض صحفهم غير المحايدة، والتي تصور العرب على أنهم شعوب بدوية.
