يحارب هدر المياه ويوفر 4 مليارات متر مكعب.. مشروع تبطين الترع بين الإيجابيات والسلبيات
أثار حديث الدكتور هاني وسيلم وزير الموارد المائية والري، أمام مجلس النواب خلال الأسبوع الماضي، لغطًا حول حقيقة تجميد مشروعي الري الحديث وتبطين الترع، بعد تأكيده أنه لن يتم تبطين جميع أنواع الترع، وأن الري الحديث؛ يرفع ملوحة التربة، إذ لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح.
وزير الري: سلبيات للري الحديث.. لن يتم تبطين جميع الترع
فتح الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، ملفي تبطين الترع والري الحديث، مؤكدًا أن الري الحديث له إيجابيات وسلبيات، ومن إيجابياته؛ زيادة الإنتاجية المحصولية، تحسين نوعية المحاصيل المنتجة، ورفع إمكانات التصدير، بالإضافة إلى رفع كفاءة الري الحقلي، وزيادة العائد من وحدة المياه والأرض.
وعن النتائج السلبية؛ قال الدكتور سويلم خلال تصريحاته أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي، إنه يتم التأثير سلبًا على كميات مياه الصرف الزراعي التي تدخل في المنظومة المائية، من خلال إعادة الاستخدام بالخلط الوسيط، والتأثير على جودة الأراضي حال زيادة الملوحة بها.
وحول تأهيل الترع، أكد وزير الموارد المائية، أن تأهيل الترع يأتي بعد المعاينة، وتحديد مدى احتياجها للتأهيل وأولوية التأهيل - مقارنة بالترع الأخرى، وأنه لن يتم تبطين جميع الترع.
حقيقة وقف مشروعي تبطين الترع والري الحديث
من جانبه؛ نفى الدكتور محمد غانم، متحدث وزارة الموارد المائية والري، خلال حديثه مع القاهرة 24، أنباء وقف برنامجي الري الحديث وتبطين الترع، مؤكدا أنها غير صحيحة.
وتابع غانم: يتم منح الأولوية في نظام تبطين الترع للترع الأكثر احتياجًا، كما أنه ليس جميع الترع بحاجة للتبطين.
وأكد متحدث الري، أن قرار تبطين الترع من عدمه؛ يأتي وفقًا لما تحدده لجنة المختصين من وزارة الري، موضحًا أن هناك لجنة مختصة بالقرار.
متحدث الري: تبطين الترع قائم.. وتبطين المصارف أمر غير ممكن
وأوضح أن الهدف الرئيسي من مشروع تأهيل الترع هو إعادتها لوظيفتها الأساسية، وهي توصيل المياه للمنتفعين بالكمية والجودة والتوقيت المناسبين، بالإضافة إلى نظافة مجرى المياه.
ولفت غانم، إلى أن هنالك فرقا بين تبطين الترع وتبطين المصارف، مؤكدًا أنه لا يمكن أبدا تبطين المصارف، لأن ذلك سيؤدي لقطع خط رشح المياه من الأراضي الزراعية للمصارف الزراعية.
ونوه بأن تبطين المصارف ينعكس سلبًا على النبات، نظرًا لانخفاض نسبة الهواء بين حبيبات التربة، مضيفًا أنه لا يمكن تبطينها، لأن التبطين يتعارض بشكل كبير مع طبيعتها.
توفير 4 مليار مكعب من المياه.. لماذ تبطين الترع مشروع هام؟
من جانبه، ذكر عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مشروع تبطين الترع وتأهيل المساقي، يرشد في استهلاك المياه، كما أنه يمنع 4 مليارات متر مكعب من المياه من الهدر.
وأوضح شراقي خلال تصريحات لـ القاهرة 24، أن جوانب الترع كانت تتسبب في إهدار مليارات الأمتار من المياه، مضيفًا أنه ليس جميع الترع تحتاج إلى تبطين بسبب طبيعتها، ويتم حاليًا تبطين الجزء الذي يحتاج للتبطين فقط.
وأردف: الترع في الوادي الجديد والدلتا أراضي طينية حركة المياه فيها ضعيفة، لذلك كان من الضروري الاهتمام بتبطينها أولا، مؤكدًا أن نظام تبطين الترع وفّر في نحو ثلث المياه سنويا.
زيادة ملوحة التربة.. كيف يمكن معالجة سلبيات الري الحديث؟
وأكد أن الري الحديث أفضل من الري بالغمر بمراحل، موضحًا أن هناك عدة سلبيات وفقا لما قاله وزير الري، ويجب التعامل بحذر معها.
وتابع متحدث الري: زيادة الملوحة في التربة من ضمن سلبيات الري الحديث، لذلك يتم تغيير نوعية المحصول الذي يتم زراعته في الأرض، فمثلًا الأرض ذات الملوحة العالية يتم زراعة محصول الأرز بها، لأنه محصول يحتاج لكمبات وفيرة من المياه وعند زراعة محصول شره للمياه؛ يتم تقليل الملوحة في التربة.
واستكمل شراقي: محصول الأرز باعتباره محصولًا شرهًا للمياه بزراعة الأراضي به يتم غسل وتنقية التربة، والأرض التي تم زراعة محصول شره للمياه بها؛ يمكن بعدها استخدام الري الحديث في محاصيل أخرى بكمية مياه أقل، لافتًا إلى أنه تم حاليًا زراعة مليون فدان بالأرز.
