الاحتلال يخشى روسيا.. تضارب أمريكي إسرائيلي بسبب مطالب واشنطن بإرسال ذخائر من تل أبيب لأوكرانيا
أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية ذخائر مخزنة لدى الاحتلال الإسرائيل لأوكرانيا قبل نحو أسبوع رغمًا عن قيادة الاحتلال الإسرائيلي، كما طلبت واشنطن من تل أبيب إرسال صواريخ مضادة للطائرات من طراز هوك لكييف، ولكن الاحتلال الإسرائيلي تهرب من ذلك بحجة أن أنظمة هوك المطلوبة غير صالحة للاستخدام خشية من تدهور علاقاتها مع روسيا.
وبحسب ما نشرته صحيفة معاريف العبرية، طلبت إدارة بايدن مؤخرًا من الاحتلال الإسرائيلي الحصول على صواريخ قديمة مضادة للطائرات من طراز "هوك" تم إخراجها من الخدمة وموجودة في مستودعات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من أجل نقلها إلى أوكرانيا بغرض تعزيز نظام دفاعها الجوي ضد هجمات القوات الروسية.
وقال مسؤول كبير في الاحتلال الإسرائيلي إن درور شالوم، رئيس شعبة السياسية والأمن في وزارة الدفاع، أبلغ نظرائه في وزارة الدفاع الأمريكية أنه لا يوجد تغيير في سياسة الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في رفض توريد أسلحة لأوكرانيا.
وأضاف شالوم لنظرائه في البنتاجون إن أنظمة «هوك» في الاحتلال الإسرائيلي غير صالحة للاستخدام ولا يمكن أن تعمل لأنها مخزنة لسنوات عديدة دون أي صيانة، مشيرا إلى أن استخدامها الوحيد يمكن أن يكون كخردة معدنية.
ويزعم مسؤولون كبار بالاحتلال الإسرائيلي أن هذا الادعاء غير دقيق، وبحسبهم، فإن المئات من صواريخ "هوك" الاعتراضية المخزنة لدى الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن تخضع للتجديد والعودة إلى الاستخدام العملي.
وأفادت الصحيفة العبرية، أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ألمح إلى الطلب الذي قدمه الإدارة الاحتلال الإسرائيلي بشأن صواريخ "هوك" في خطاب له يوم 10 يناير الجاري، ولكنه لم يحظى الأمر باهتمام كبير.
إرسال ذخائر أمريكية من الاحتلال الإسرائيلي لأوكرانيا
قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون الأسبوع المنصرم إن البنتاجون يستغل مخزونا هائلًا من الذخيرة الأمريكية لدى الاحتلال الإسرائيلي للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا الماسة لقذائف المدفعية في حربها مع روسيا.
وبحسب ما نشرته نيويورك تايمز في تقرير لها، يوفر مخزون أسلحة وذخيرة للبنتاجون في الاحتلال الإسرائيلي لاستخدامها في صراعات الشرق الأوسط، كما تسمح الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي بالوصول إلى هذه الإمدادات في حالات الطوارئ عند الحاجة إليها.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي رفض باستمرار إمداد أوكرانيا بالأسلحة خوفًا من الإضرار بالعلاقات مع موسكو، وأعرب في البداية عن مخاوفه من الظهور بمظهر التواطؤ في تسليح أوكرانيا إذا سحب البنتاجون ذخائره من المخزون لديها لدعم أوكرانيا.
كما يُذكر أنه عندما أثار البنتاجون العام الماضي فكرة سحب الذخائر من المخزون، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم بشأن رد فعل موسكو، وفرض الاحتلال الإسرائيلي حظرًا شبه كامل على بيع الأسلحة إلى أوكرانيا، خوفًا من أن ترد روسيا باستخدام قواتها في سوريا للحد من الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف القوات الإيرانية وقوات حزب الله هناك.
وبحسب نيويورك تايمز، فقد قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن نحو نصف طلقات المدفعية الـ300 ألف المتجهة إلى أوكرانيا تم شحنها بالفعل إلى أوروبا وسيتم تسليمها في نهاية المطاف عبر بولندا.
وأوضح التقرير إنه وفقًا لمسؤولين إسرائيليين كبيرين، وعدت الولايات المتحدة الاحتلال الإسرائيلي بأنها ستجدد ما تحصل عليه من المستودعات في أراضيها وستشحن الذخيرة على الفور في حالة الطوارئ الشديدة إلى أوكرانيا.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنه مع استمرار الحرب في أوكرانيا، توصل البنتاجون والإسرائيليون إلى اتفاق لنقل حوالي 300 ألف قذيفة عيار 155 ملم لدعم أوكرانيا.
وتم الاتفاق على ذلك في محادثة هاتفية جمعت بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي بني جانتس والذي انتهت ولايته في قيادة الاحتلال الإسرائيلي، وعرض جانتس الأمر حينها على مجلس الوزراء الإسرائيلي السابق وتمت الموافقة على الأمر تجنبًا لحدوث خلاف مع الولايات المتحدة، نظرًا لأن ملكية مخزون الذخيرة تعود إليها من الأساس.
وكان قد أكد مسؤول بالاحتلال الإسرائيلي صحة التقرير في تصريح لوكالة رويترز، قائلًا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد وافق على ذلك، رغم أن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى مثل تلك الموافقة بشكل رسمي.
ولم تعلق سفارة الولايات المتحدة في في الاحتلال الإسرائيلي على تقرير نيويورك تايمز، بينما السفير الأوكراني، يفجن كورنيتشوك، في تصريح لرويترز عبر الهاتف أنه ليست لديه أدنى فكرة حول ما إذا كان التقرير صحيحًا، فيما أحجمت السفارة الروسية في الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق.