عظمة القدرة المصرية
ما بين نجاحات فى الداخل فى مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.. وتقارير وشهادات دولية تشير إلى استقرار قوة الاقتصاد المصرى وقدرته على الصمود والنمو وعبور الأزمة ونجاح تاريخى لزيارة الرئيس السيسى للهند.. وهذه الحفاوة والاحتفاء الرسمى والشعبى بالزعيم المصرى وما حققته الزيارة التاريخية من شراكة استراتيجية لعلاقات البلدين وخلق آفاق جديدة ورحبة نحو التعاون الاقتصادى والاستثمارى والتجارى والسياحى والثقافى والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والطاقة ونجاح كبير فى عرض الفرص والمزايا المصرية واشادة هندية كبيرة بالنهضة التنموية التى تعيشها مصر وما لديها من مزايا وفرص ووجود إرادة سياسية لدى البلدين الصديقين ثم اتجاه صوب اذربيجان فى زيارة رسمية يقوم بها الرئيس السيسى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين سياسيًا واقتصاديا.. بما يؤكد عبقرية التحرك لدى الدبلوماسية الرئاسية فى جميع مناطق العالم.. أوروبا وأمريكا والصين وروسيا والهند وآسيا وأفريقيا والمنطقة العربية بما يحقق مصالح مصر.. ويرسخ الاحترام المتبادل وتعظيم الشراكة والمصالح المشتركة وتبادل المنافع والخبرات والمصالح فى أتون الأزمة العالمية وفى توقيت بالغ الدقة وهو ما يؤكد نجاح شرفاء هذا الوطن فى ترسيخ وزرع الأمل والثقة والتفاؤل فى وجه حملات التخويف والاحباط والتشكيك وفى ظل إساءات وتطاول يعبر عن رداءة المعادن.
لكن تبقى مصر بقدراتها وقيادتها الوطنية المخلصة والشريفة والحكيمة وشعبها العظيم الصامد والصلب فى مواجهة حروب تزييف الوعى ليظل فى حالة التفاف واصطفاف حول الوطن وقيادته السياسية وفى النهاية سيزول ويتلاشى الصغار والأوباش ومحدثو النعمة وتبقى مصر العظيمة الكبيرة.
ليس هناك أعظم من الأمل والتفاؤل المصحوب بالعمل والإرادة.. يبث فى الإنسان القدرة على التحدى.. وعبور الأزمات والتحديات مهما بلغت.. فالإنسان فى مسيرة حياته يواجه الكثير من الصعاب والمحن والشدائد تطبيقا لقول المولى عزوجل «وخلقنا الإنسان فى كبد» تلك هى طبيعة الحياة ما بين اليسر والعسر.. وسنة الله فى الكون وفى الخلق إن بعد العسر يسرا.. إن بعد العسر يسرا.. كررها رب العالمين مرتين للتأكيد وزرع الأمل والثقة فى أن الفرج واليسر آت لا محالة ولو ارتكن الإنسان لليأس والإحباط والاستسلام للمحن والشدائد والأزمات التى تمر فى حياته لضاع وضاعت الدنيا.. فلولا الأمل والعمل.. ما حقق الإنسان كل هذا التطور والتقدم.. دائما يجب أن نتحلى بالأمل والثقة فى الله حتى نتجاوز الأزمات والتحديات.
ومع نشوب الحرب الروسية ــ الأوكرانية وحدوث تداعيات اقتصادية خطيرة شكلت أزمة عالمية طاحنة تذوق الشعوب ويلاتها وظلالها وآثارها القاسية بدأت بعض الأبواق والمنابر تنعق مثل البوم تحاول ان تزرع فينا الخوف واليأس والاحباط والفزع وتبث فينا عدم الثقة.. والتهويل من خطورة الأزمة.. والانشغال فقط بالأكل والشرب والأسعار وهو أمر ضرورى لكن لا يجب أن يمثل جل اهتماماتنا وأهدافنا ويثير مخاوفنا لدرجة الافزاع والافراط فى الانشغال بهذه الأمور وتجاهل أمور أخرى لا تقل أهمية.. وهى التفكير فى كيفية الخروج من الأزمة.. وما النقاط المضيئة لدينا التى يجب استغلالها من أجل عبورها.. وما هو يحتاج تعظيمًا وتنمية.. ونضعه فى قائمة أولوياتنا.. وما أنسب الإجراءات والسياسات لتحقيق أهدافنا.. لكن أن يشعرنا البعض أنه لا يوجد فى الدنيا غير الانشغال بالسلع والأسعار والأكل والشرب.. والتخويف من ذلك فهذا هو الخطر الحقيقى.. فالأمر يحتاج للاطمئنان والإرادة والهدوء من أجل الوصول إلى الحلول.
يقينًا.. كل محاولات تخويف وإفزاع المصريين باءت بالفشل.. وكل محاولات التحريض والتحريك للهدم والتدمير استغلالًا لتداعيات الأزمة العالمية اصبحت منتهية الصلاحية.. وسلعًا فاسدة لا يتوقف ولا يبالى بها المصريون الذين أصبحوا أكثر وعيًا وفهما لما يحاك لهذا الوطن من أبواق الداخل الموالية للخارج.. أو عملاء ومرتزقة وخونة الخارج.. فى ظل غياب مثير للجدل والغموض للنخبة المصرية والمثقفين الذين تراخوا فى مواجهة حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتخويف ولم ينجحوا فى تحديد أهداف وطنية ورؤى يلتف حولها الشعب رغم غزارة النقاط المضيئة والمنورة كما يقولون فى وطن نجح فى عبور أقسى وأشد الأزمات والتحديات المصيرية والوجودية على مدار اكثر من عقد من الزمن.. هؤلاء النخب والمثقفون انشغلوا بأنفسهم ولم ينشغلوا بقضايا وطنهم.. رغم ان ما حدث هو المعجزة بعينها.. ولم يسألوا أنفسهم.. كيف نجح هذا الوطن فى عبور التحديات والتهديدات الوجودية.. ولم يصنعوا مشروعًا وطنيًا لتسطير هذه الملاحم الوطنية سواء فى توثيق الانتصارات المدوية التى حققتها مصر فى مواجهة مؤامرات ومخططات ومحاولات مستميتة لتغيير الهوية الوطنية المصرية.. أو سحق الإرهاب.. أو الوقوف أمام رفض الشعب المصرى كل محاولات الهدم والتدمير على مدار ١٠ سنوات.. ونجاح مصر فى تجاوز وعبور التحديات والانهيار الاقتصادى ولا ما شهدته مصر من انجازات ونجاحات ومشروعات عملاقة خرجت من رحم انهيار غير مسبوق.. لم يساعدوا الوطن فى وضع صياغة اجتماعية جديدة فى ظل مجتمع كاد يضيع عقب أحداث ٢٥ يناير بما شهده من تفسخ ومحاولات للتقسيم حيث كان على شفا حرب أهلية بين أبنائه.
النخبة المصرية اكتفت فقط بإمساك العصا من المنتصف والبحث عن المغانم والمكاسب والمزايا والامتيازات.. والجلوس فوق البرج العاجى.. فرطوا فى واجبهم تجاه الوطن لم تنل قضاياه اهتمامهم.. بل ان بعض عناصر القوى الناعمة المصرية راحت تهرول إلى دعوات مغرية تسعى لاختطاف قوة مصر الناعمة حتى وإن كانت صنعت خارج حدودها.. لكن وقولًا واحدا فإن محاولات اختطاف دور وقوة مصر الناعمة ستبوء بالفشل لعجز هذه الدول وعدم امتلاكها المكونات والاشتراطات.. فما تفعله هو مجرد محاولات لتجميع أجزاء القوة الناعمة مع استيراد هذه الأجزاء.. لكن مصر تمتلك حق الملكية الفكرية ولديها صناعة متكاملة بأدواتها وآلياتها ومكوناتها وعناصرها.. لكن ما استوقفنى هو حالة «الهرولة» واللهث للحصول على المغريات رغم تفاهة ومظهرية هذه الأحداث التى يتم تجميعها خارج مصر.
الحقيقة أن الإعلام الوطنى المصرى هو الوحيد الذى يقاتل من أجل مصر.. ويبذل جهودًا خلاقة ومضيئة وبجرأة وشجاعة من أجل بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح.. وطرح الأفكار والرؤى الخلاقة التى تساعد وتدعم مسيرة الوطن نحو ترسيخ قواه وقدراته الشاملة والتصدى والدفاع عن حقه وريادته.. ضد محاولات التسطيح والتزييف والتشكيك والأكاذيب والتشويه والتخويف.. إنه موقف تاريخى للإعلام المصرى الوطنى الذى يحسب له تخندقه خلف الوطن والانشغال بقضاياه وإفساد كل محاولات بث الفتن وهز الثقة واختطاف قواه الناعمة فى زمن لن يفلح فيه المال فى بناء حضارة أو اختطاف هوية وسيظل هؤلاء مثل المسوخ بلا روح أو هوية.
حضور الإعلام المصرى الوطنى الطاغى فى المشهد وبشجاعة وجرأة لا تبتغى إلا وجه الوطن.. وغياب النخب والمثقفين عن المشهد إلى مشاهد أخرى خارج حدود الوطن.. بل وأحيانا أن هذه النخب والمثقفين يعملون على مكايدة الدولة الوطنية.. وهناك من يتم استخدامهم فى تصفية حسابات سياسية ضد مصر.
من هنا وجدتها فرصة لتحية الإعلام المصرى بقنواته الوطنية.. وصحفه القومية.. وأيضا الخاصة التى تواجه قوى الشر والظلام والإرهاب والخيانة بأسلحة فتاكة تفضح نوايا وأهداف أبواق ومنابر وإعلام الشر.. وتبنى الوعى.
ما أريد أن أقوله إن دعوات الأمل وتصدير التفاؤل والتصدى لمحاولات التخويف أتت ثمارها سواء على صعيد الداخل فى ظل الانفراجات التى حققتها الإجراءات والقرارات الأخيرة سواء الإجراءات المصرفية والنقدية.. وانتهاء أزمة النقد الدولارى وسرعة الإفراج الجمركى عن البضائع المتراكمة فى الموانيء والتى وصلت إلى 12 مليار دولار بالإضافة إلى التطمينات والمتابعة الرئاسية وتجلى النقاط المضيئة سواء الصناعة والطاقة والاكتشافات الجديدة والزراعة والسياحة وقناة السويس.. كل ذلك أثبت أن مصر تمتلك وبجدارة مقومات عبور الأزمة بما لديها من رصيد زاخر من البدائل وكذلك سياسات وإستراتيجيات من خلال ضبط الأسواق وتوافر السلع وامتلاك احتياطى استراتيجى منها.. وانتفاضة الدولة لحماية المواطن.. وأيضا حماية الفئات الاكثر احتياجا.. ناهيك عن علاقات دولية متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والشراكة الاستراتيجية وتبادل المنافع والمصالح المشتركة فى ظل نجاح مصر فى إبرام اتفاقيات للتبادل التجارى بالعملات المحلية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يعمل على مدار الساعة من أجل النهوض بهذا الوطن.. وبناء الدولة الحديثة وتجاوز تداعيات الأزمة العالمية والتخفيف من الاعباء على المواطين.. ويكفى هذا الجهد الكبير والخلاق سواء فى الداخل أو الخارج ولعل زيارة الرئيس السيسى للهند وسط حفاوة واحتفاء رسمى وشعبى غير مسبوق يشير إلى مكانة مصر وثقة العالم فيها وأن لديها فرصا عظيمة جاءت من أكبر عملية بناء وتنمية يمكن استثمارها وقادرة على جذب كبريات الشركات وكبار المستثمرين فى العالم.. زيارة الرئيس السيسى للهند وهى تاريخية بكل المقاييس خاصة أن الهند تمثل خامس اقتصاد على مستوى العالم.. ولديها الكثير من الفرص والقدرات الهائلة.. فهى دولة متقدمة اقتصاديا وفى التصنيع وتكنولوجيا المعلومات ومجال الطاقة.. لذلك الأهداف الاقتصادية والاستثمارية كانت على رأس أهداف زيارة الرئيس السيسى لنيودلهى وشهدت اتفاقا وتوافقا على تعظيم التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين خاصة فى مجال الاقتصاد والاستثمار والتصنيع بالإضافة إلى المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والثقافية تضيف أبعادًا اقتصادية وتنموية واستثمارية جديدة لمصر وتؤدى إلى زيادة التبادل التجارى بين البلدين الذى شهد ارتفاعا فى السنوات الأخيرة وصل إلى ١٢ مليار دولار تقريبًا والأجواء مهيأة لتحقيق الكثير من المصالح المشتركة واستغلال الفرص المتبادلة بين البلدين فى ظل علاقات تاريخية وتشابه فى التوجهات والسياسات الدولية.. وأجرى الرئيس السيسى العديد من اللقاءات والاجتماعات سواء مع رئيس الوزراء أو وزير الخارجية ورئيسة الهند ونائب الرئيس.. ووزراء التجارة والاقتصاد وكبار رجال مجتمع الأعمال الهندى.. وكبريات الشركات الهندية وهو ما يشير إلى زخم ونجاح الزيارة التاريخية بشكل فاق كل التوقعات.
الرئيس السيسى وصل إلى أذربيجان فى زيارة رسمية مهمة فى إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين.. يلتقى خلالها الرئيس السيسى نظيره الاذربيجانى الهام علييف لبحث آفاق تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين القاهرة وباكو وكذلك التنسيق بينهما على الصعيد الدولى والإقليمى.. والرئيس استهل زيارته لأذربيجان بالاجتماع بكبار رموز الاقتصاد ورجال الأعمال ورؤساء الشركات الكبرى فى أذربيجان لبحث فرص الاستثمار فى مصر ودعم التعاون التجارى والاقتصادى.
الحقيقة أن الدبلوماسية الرئاسية تعمل على ترسيخ مكانة مصر والبناء على ما وصلت إليه من مكانة سياسية واقتصادية.. وترويج وتسويق ما لديها من فرص استثمارية عظيمة والتحليق بعيدًا عبر مناطق مختلفة ومتنوعة من أفريقيا وأوروبا.. وأمريكا إلى آسيا حيث الهند والصين وأذربيجان وفى الطريق دول أخرى فى آسيا بالإضافة إلى المنطقة العربية ودول الإقليم لتجسد مصر عبقرية فائقة فى تطوير رسم علاقاتها الدولية وسياساتها الحكيمة والمتوازنة التى تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة دون التدخل فى شئون الدول الداخلية.. والعمل الدائم على إحلال السلام والحلول والتسويات السلمية لخلق مجتمع دولى اكثر سلما وفى اطار الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وتعظيم المصالح المشتركة فى ظل ما يشهده العالم من أزمة اقتصادية عالمية تحتاج إلى الانفتاح على العالم.. وتبادل المصالح والموارد والمنافع بما يحقق آمال وتطلعات الشعوب خاصة وأن لمصر مخزونا زاخرا من العلاقات الدولية التاريخية بكل من الهند والصين والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وروسيا وغيرها.. جميع هذه الدول تحظى مصر باحترامها وتقديرها والإيمان بدورها وثقلها ومكانتها وأيضا بنجاح تجربتها وحكمة وعظمة قيادتها السياسية فمصر هى اللاعب المحورى صاحب الدور والثقل والمكانة المرموقة فى قيادة الشرق الأوسط نحو الأمن والاستقرار.
الحقيقة أن كل هذه المقدمات تدعونا للأمل وتزيد من التفاؤل والثقة خاصة أن لدينا قيادة وطنية شريفة ومخلصة تتمتع بأعلى درجات الحكمة.. تستحق وجديرة بثقة هذا الشعب.. لم تخذله يوما وكانت دائمًا على العهد فى الإنفاذ والانجاز.
البشائر تتوالى.. ولم يكن تصديرنا للأمل والتفاؤل والتصدى لمحاولات تخويف وإفزاع المصريين من فراغ ولكن جاء من ثقة عميقة فى هذا الوطن وقيادته الوطنية فهى دائمًا الدافعة نحو الإرادة والبناء والانجاز والاعجاز.. فالثقة فى الوطن.. من أهم مكونات الوطنية فأنت لا تحتاج إلى وثائق أو بيانات أو معلومات أو حتى خبرات كثيرة.. فالثقة المترسخة فى الوطن.. تضيء لك مصابيح الرؤية وتعلو هنا البصيرة أكثر من البصر.. فهذا الوطن عهدناه على مدار التاريخ.. وهذه القيادة الوطنية الشريفة عاهدتنا على الشرف والإنجاز لم تبع يوما لنا الوهم.. وانما قدمت الخير والأمن والاستقرار والبناء والتنمية والحياة الكريمة لمصر.. لذلك جاءت الثقة فى محلها وفى ظل محاولات بث اليأس والاحباط والتخويف وفى أتون الأزمة.. لكن أنوار ومصابيح الثقة لا تغيب أبدا.. لذلك جاءت تقارير دولية عملاقة وموضوعية تؤكد وترسخ ثقتنا فى هذا الوطن على عبور تداعيات الأزمة العالمية وهذه شهادات «بلومبيرج» و«رويترز» و«ستاندر آند بورز» تؤكد استقرار الوضع الاقتصادى المصرى وصلابته وقدرته على الصمود واتجاهه نحو النمو رغم الأزمة العالمية فقد جاء تثبيت «ستاندر آند بورز» لتصنيف مصر بالعملتين المحلية والأجنبية كما هو دون تعديل عند مستوى «B» مع نظرة مستقبلية مستقرة للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر وأن الاقتصاد المصرى مستقر ويبدأ التعافى من تداعيات الظروف العالمية والمحلية الاقتصادية الاستثنائية خلال العام الماضى ليؤكد الرؤية نحو أهمية تصدير الأمل والتفاؤل والثقة التى تبنتها الأصوات والأقلام المصرية الشريفة ولتدحر نعيق البوم الذى روجه المرتزقة والموالون لمكتسبات وأموال واجندات الخارج.
وتقرير «ستاندرد آند بورز» يشير إلى نجاح مصر فى التعامل مع الظروف العالمية الاستثنائية بقرارات وإصلاحات متوازنة ومتكاملة نتاج تنسيق كامل بين الحكومة والبنك المركزى لضمان استقرار الوضع الاقتصادى.. ويشيد التقدير بجهود الحكومة المصرية فى ترشيد النفقات والتوسع فى شبكات برامج الحماية الاجتماعية المتبعة للتخفيف من آثار الأزمة العالمية ونمو الإيرادات فى ظل الظروف الصعبة وتوقع التقرير تراجع قيمة عجز الحساب الجارى.
نحن أمام تقارير وشهادات دولية محايدة تشير إلى استقرار الاقتصاد المصرى وقدرته ومرونته على تحمل الصدمات.. لكن اكثر ما يستوقفنى هو قدرة مصر كدولة عظيمة على الصمود وعبور الأزمات وأيضا أستطيع أن أؤكد أن محاولات التخويف وبث الفزع فى نفوس المصريين التى باءت بالفشل لها علاقة وطيدة بإساءات السوشيال ميديا التى استهدفت مصر للأسف الشديد فالمعادن تظهر حقيقتها سواء على مستوى الداخل والخارج أو على مستوى الأشخاص والدول.. لكن كل ذلك يمنحنا الدرس والعبرة والخبرات.. وأن نعرف المعادن جيدًا ونفرز الرديئة منها والنفيسة والغالية منها أيضا.. فالتاريخ لن ينسى هذه الاساءات ومحاولات الابتزاز لمصر والتطاول عليها.. أو معايرتها فهى الكبيرة العظيمة التى اعطت للجميع بسخاء وشهامة دون أن تسيء أو تعاير ولها من المواقف العظيمة والمضيئة فى مواقف وجودية ومصيرية تتعلق بهذه الدويلات ان وافقنا على أنها «دويلات».
مصر العظيمة بتاريخها وحضارتها وعطائها وقدراتها ومواردها ورعاية المولى عزوجل وحمايته لها وبقيادتها الوطنية الشريفة المخلصة التى تتعامل بأدب جم وحكمة ومروءة وشرف فى زمن عز فيه الشرف ومواقف الرجال.
تحية للأزمات والشدائد والمحن التى تعرفنا الرجال من الأقزام التى تدلنا إلى طريق المعادن النفيسة والثمينة وتضع أيدينا على الرخيصة والرديئة و«الفالصو» تعرفنا الوطنى الشريف من الأجير المرتزق.
الأزمة امتحان واختبار يزيدنا صلابة وقوة وقدرة على تجاوز المحن والازمات وتصقل الرجال وتعرفنا على الصديق والشقيق الحق.. فما لا يعرفه الكثيرون من المتنطعين أن مصر لديها الكثير والكثير من البدائل والأوراق التى تجعل هؤلاء يجثون على أقدامهم ويطلبون الرحمة والعفو.. لكن مصر تتعامل بشرف وشموخ وأخلاق حتى يعود الصغير إلى رشده وفى نفس الوقت لا تقسو بل ترحم وتغفر وتستمر فى مواقف الفرسان تنقذ الضعيف.. وتغيث المستغيثين إنها مصر.