فضل صيام الأيام البيض في رجب والأعمال المستحبة وأجرها
فضل صيام الأيام البيض في رجب، أكد علماء الأزهر الشريف وعلى رأسهم الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن صيام الأيام البيض في رجب فضلها عظيم، وسميت بالأيام البيض لاكتمال القمر فيها وهما الثلاثة أيام منتصف الشهر الثالث عشر والرابع عشرو الخامس عشر، ويعتبر الصيام في شهر رجب سنة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة الأيام البيض.
وفي صيام الأيام البيض يكون القمر مستديرا ومكتملا ناصع البياض، وسميت بالبيض لهذا الاسم، وحددت الأحاديث النبوية موعد صيام الأيام البيض عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ "صلى الله عليه وسلم" أنه قَالَ: صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَة.
فضل صيام الأيام البيض في رجب
وأوصت دار الإفتاء المصرية باستحباب صيام الأيام البيض، وذلك في فتوى رسمية عبر موقعها الإلكتروني تقول نصًّا: صوم الأيام البيض له فضل عظيم حيث جاء في السنة النبوية ما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أخبره قائلًا: وإنَّ بحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ لكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، فإنَّ ذلكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُله.
ويحب الله عز وجل عباده الصائمين الذين يكثرون من الصيام، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: “صِيامُ ثلاثةٍ أيَّامٍ من كُلِّ شهرٍ صِيامُ الدَّهْرِ، وهِيَ أيامُ البِيضُ: صَبيحةُ ثلاثِ عَشْرَةَ وأربعِ عَشْرَةَ وخمس عَشْرَةَ” بما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام" متفق عليه.
وأكد الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صيام الأيام البيض من الأمور المستحبة، وأن من واظب على صيام الأيام البيض كانت له كصيام الدهر؛ فعن ابن ملحان القيسي عن أبيه، قال: كان رَسَولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ.
وقال مركز الأزهر للفتوى إن صيام الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري سنة عن المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فضل صيام الأيام البيض
فضل صيام الأيام البيض يعد صيام الأيام البيض سنة مستحبة ولا بدعة فيها، كما أن استحباب الإكثار من صيام شهر رجب جائز شرعًا فهو من الأشهر الحرم، ويستحب الإكثار الدعاء في هذه الأيام عند الإفطار خاصة أن للصائم دعوة لا ترد، ويكفينا قول الله عز وجل: وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ..البقرة: 186
وفي فضل صيام الأيام البيض أن الله عز وجل أعد لأهل الصيام بابًا في الجنة لا يدخل منه سواهم، وفي حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ"، والـ 3 أيام تخصيص من الله عز وجل لعظمة هذه الأيام، كما أن لعبادة الصيام طابع خاص أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَومه”.
وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك”.
الأيام القمرية لشهر رجب
الأيام القمرية لشهر رجب هي منتصف الشهر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم هذه الأيام من كل شهر، السبت 13 رجب والأحد 14 رجب والاثنين 15 رجب، وفي صيام هذه الأيام ثواب عظيم يدخل المسلم باب الريان وهو الباب الذي لايدخل منه سوى الصائمين فقد ثبت عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ".
وفي الحديث الشريف الذي يأمر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالصيام عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ، وعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “يا أبا ذَرٍّ إذا صُمْتَ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فصُمْ ثلاثَ عَشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ”.
والصيام له منزلة عظيمة فيه ورد العديد من الأحاديث الشريفة وعن حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا.
وفي حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان رواه أحمد، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصيام جُنة، وروى أحمد من حديث عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال.