قصة جبل الكريستال أغلى جبال الصحراء الغربية المصرية | صور
في أقصى الصحراء الغربية وبالتحديد بعد 120 كيلومتر من واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد يقع جبل الكريستال، الذي يمتد على مساحة كبيرة من الصحراء، ويعد واحدًا من أندر وأغلى الجبال المصرية، ويضم أكثر من نوع من الكريستال الصافي النقي.
ويرجع تكوّن جبل الكرستال إلى العصور الطباشيرية القديمة، حينما كانت هذه المنطقة من الصحراء الغربية عبارة عن بحر عظيم، ولكن بعد جفاف هذا البحر ظهرت العديد من المنحوتات والصخور والجبال والتكوينات الجيولوجية، أبرزها جبل الكرستال، الذي حاز شهرة كبيرة على مدار السنوات الماضية، خاصة بعد اكتشافه وتسجيله كمحمية طبيعية، وذلك بسبب بلورات الكريستال الملونة الممتدة على مرمى الجبل، التي تأخذ ألوانا وأشكالا عديدة، خاصة عند انعكاس أشعة الشمس عليها وامتصاصها الضوء.
نيزك ارتطم بالأرض أسهم في تكوين جبل الكريستال
كما أن هناك فرضية علمية تقول: إنه بعد جفاف المياه التي كانت تشكّل بحرًا عظيمًا في هذا المكان من الصحراء الغربية ارتطم نيزك بهذه المنطقة، وولّد حرارة حالية أدت إلى انصهار الصخور وبسببها تشكلت صخور جديدة، وتحولت إلى بلورات وكريستال، وأصبحت تسمى حاليًا جبل الكريستال، وبالرغم من أنه يسمى جبل الكريستال فإن الزوّار يصدمون دائمًا عند زيارته؛ لأنه عبارة عن تربة شبه مستوية تنتشر عليها حبات البلور والكريستال، وليس جبلًا، ويرجع ذلك بسبب عوامل التعرية مع مرور الزمن، التي أدت إلى دفن أجزاء كبيرة منه وتآكل سقف الجبل.
أهم مزارات الصحراء الغربية
ويعد جبل الكريستال واحدًا من أهم مزارات الصحراء الغربية، وأحد الأماكن المهمة التي يتم وضعها دائمًا على خريطة رحلات السفاري، بجانب محمية الصحراء البيضاء والجلف الكبير وكهف جارة والأماكن الأخرى، ولكن دائمًا تحذر وزارة البيئة من أخذ أي أجزاء من الكريستال الموجود في الجبل أثناء تنظيم الرحلات للمكان، خاصة أنه تم قديمًا سرقة أجزاء من الكريستال من جانب الزوار والسياح، على الرغم من أن هذه الصخور ليس لها قيمة عالية كبيرة خاصة أنها صخور جيرية متحولة بسبب الحرارة وعوامل ضغط التربة.
أحد الأماكن المهمة المدرجة على خريطة السياحة
المهندس أحمد كمال مدير محمية الصحراء البيضاء أكد أن جبل الكريستال واحد من الأماكن المهمة المدرجة على خريطة السياحة الدولية، وأحد مقاصد رحلات السفاري في الصحراء الغربية، وتكوّن منذ ملايين السنين، مشيرًا إلى أن البلورات الزجاجية التي توجد في هذا الجبل ليست أحجارًا كريمة أو كريستال حقيقيًّا، وإنما صخور تكوّنت نتيجة العوامل الطبيعية، خاصة أن هذا المكان كان بحرًا كبيرًا في الماضي وتعرض للجفاف، كما أن هذه الأحجار ليست لها قيمة في حال بيعها؛ لأنها صخور عادية ولكن قيمتها الاقتصادية تكمن في وجودها في هذا المكان وشكلها الفريد وسط الصحراء.
وأكد كمال أن محافظة الوادي الجديد تسعى دائمًا إلى التنسيق مع الجامعات الحكومية والخاصة والسفارات والقنصليات للتعريف بالمعالم السياحية والطبيعية الموجودة بالمحافظة، بالإضافة إلى تكثيف الندوات بالتنسيق مع التربية والتعليم وطبع كتيبات ملونة للتعريف بهذه الأماكن لجذب أكبر عدد من السياح إليها.
