السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مدرب البطلتين الحقيقتين لـ The swimmers: تعلمت من اللاجئتين السوريتين معنى الانفتاح| حوار

القاهرة 24
سياسة
الإثنين 13/فبراير/2023 - 12:00 م

كنت أظنني منفتحا إلى أن قابلت اللاجئتين السوريتين يسرى وسارة مارديني، فهما من علماني المعنى الحقيقي لفهم الآخر وتقبله، ولست أنا فقط من ساعدهما على تحقيق حلمهما بل هما أيضًا ساعدتاني كثيرًا.. والادعاء اليوناني يجب أن يقدم تفسيرًا لسبب حبس العاملين بمجال تقديم المساعدات الإنسانية، ويجب تدشين منظمات رياضية لدعم مخيمات اللاجئين.. فالأحلام دائمًا ما تتحقق.. بتلك الكلمات تحدث سفين سبانكربز المدرب الألماني للاجئتين السوريتين يسرى وسارة مارديني.

التقى القاهرة 24 بالمدرب سفن سبانكربز الذي قاد يسرى وسارة مارديني للعالمية ومهد لهما الطريق كي تصبحا بطلتان يتحدث عنهما الجميع، وتشكلان مصدر إلهام للاجئين وأصحاب الأحلام العصيبة حول العالم.

وحظيت يسرى وسارة مارديني بشهرة واسعة المدى منذ إصدار شبكة نتفلكس لفيلم The swimmers، الذي يروي قصتهما منذ هروبهما من سوريا بعدما التهمت الحرب هذا البلد العربي الممزق، وذهبتا معًا إلى ألمانيا بأصعب الصور، حيث ذهبتا مع مهربين غير شرعيين عبر البحر، لتركبا زورقا مع العشرات وتضحيان بنفسيهما وتقطعان البحر سباحةً كي يتمكن الزورق من الوصول لأقرب أرض صلبة، كما تذوقتا الموت كل لحظة في رحلتهما الشاقة قبل أن يتبناهما مدرب ألماني يدعى سفين سبانكربز ويقود يسرى لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

وإلى نص الحوار مع صاحب الفضل في مشوار يسرى وسارة مارديني المدرب سفن سبانكربز..

 التقيت فتاتين قالتا لك نرغب في السباحة ثم سمحت لهما بذلك بمنتهى البساطة.. هل هذا ما حدث في الحقيقة؟

 

في الحقيقة نعم، تواصلت يسرى وسارة مارديني معنا وطلبتا السباحة ونحن وافقنا، وطلبتا إذا كان بإمكانهما القدوم إلينا لترينا مهارتهما، ونحن قلنا لهما نعم يمكنكما القدوم في أي وقت، ثم سبحتا في حمام السباحة لمدة 10 دقائق، وعليه قررنا أنا وزميلي أننا سنخوض هذه التجربة، وكانت رغبتنا الكبرى تتمحور حول مساعدة فتاتين شابتين أكثر من كونها الرغبة في الذهاب للأولمبياد.

ولكن هل هذا أمر طبيعي.. أن ترى فتاتين وتأخذهما إلى أولمبياد ريو دي جانيرو بهذه البساطة؟

لا.. مسألة ريو لم تكن أكثر ما يهمنا آنذاك، ولكن نحن والنادي الذي كنا نعمل فيه كان كل تفكيرنا حول رغبتنا في مساعدة الأفراد، ويسرى وسارة كانتا بحاجة للمساعدة، وليست مجرد مساعدة بل هي أمر أساسي لحياتيهما، فكان مهم جدًا لهما السباحة والعودة مرة أخرى لحمام السباحة، ورأيناهما وأعجبنا بهما وقلنا سنخوض هذه التجربة، لتأتي بعد ذلك مسألة ريو وكل شيء بعد شهر واحد.

جاءت إلينا الفتاتان من خلال متطوعين من مخيم اللاجئين، ثم أعطيناهما أدوات ومعدات للسباحة، ثم قفزتا للمياه لبعض دقائق لنقرر أنا وزميلي أننا موافقان.

مسألة اللاجئين كانت في اهتماماتك قبل يسرى وسارة؟

نعم، حياتي كلها عبارة عن هذه المسألة، فعندنا في أوروبا بعد حرب تشوغوزلافيا استقبلنا عديد اللاجئين وساعدناهم في ألمانيا، وأسرتي أيضًا ارتبطت بهذه المسألة، أنا تلقيت تعليما لمساعدة الأشخاص المحتاجين ليس فقط اللاجئين، وبدأنا هذه الأنشطة منذ 2011 و2012، فبدأنا في النادي أنشطة سباحة للأطفال الموجودين في مخيمات اللاجئين.

 أنت تدير منظمة حرروا العاملين في المجال الإنساني.. أخبرنا بمزيد من التفاصيل حول ذلك؟

حرروا العاملين في المجال المساعدات الإنسانية هي مبادرة لمساعدة العاملين في هذا المجال الذين يعانون أزمات خصوصًا في أوروبا، فالأمر متعلق بسارة مارديني شقيقة يسرى و25 مدافعين أيضًا عن حقوق الإنسان، لأنه تم القبض عليهم بسبب أشياء لا نجد لها تفسيرا، فالادعاء اليوناني يجب أن يفسر القبض على هؤلاء الأفراد، وفي هذه المبادرة نسعى لمساعدتهما لإخراجهما من السجون وكي تبدآ حياتهما بحرية مرة أخرى.

سارة تنتظر الآن محاكمة.. ما رأيك في وضعها بالسجن ومحاكمتها على مساعدة اللاجئين؟

في هذه اللحظة هي ليست في السجن وهذا أمر جيد، وكانت في السجن عام 2018، وكنت أنا منخرط جدًا في هذه المسألة لإخراجها وإخراج زملائها من السجن.

رأيي، هو أنني على علم بكل ذلك من البداية، ورأيت كل الأدلة المتوفرة وغير المتوفرة، وبالنسبة لي لا يوجد سبب لهذه المحاكمات، ونحن متفائلون للغاية بعدما أقر القضاة اليونانيون بأنهم ليسوا مذنبين.

هل تتواصل مع سارة ومحاميها لمعرفة ما إذا كانت هناك طريقة لمساعدتها وتحريرها من كل ذلك؟

في 2018 كان الأمر عفويا جدًا، تلقيت مكالمة هاتفية من صديق لسارة يخبرني بأنه تم إلقاء القبض عليها، ثم حاولت الوصول لطريقة لمساعدتها، فكان لدينا أصدقاء في اليونان ساعدونا، وأصدقاء من الساسة الألمان والساسة الدوليين، ثم بدأ الأفراد في مساعدتنا، ثم زملاء وأصدقاء لسارة الذين لا يزالون على تواصل معها أو لا، ثم بعد ذلك بدأنا في العمل والتواصل مع الإعلام لجذب انتباه العالم، فالأمر ليس بسيطًا فهم يواجهون ظلمًا عندما تم الإفراج عنهم في 28 ديسمبر، بدأنا في حث المحامين وغيرهم للعمل من أجل مساعدة المدافعين عن حقوق الإنسان، لدينا أول محاكمة في يناير لم تجر الأمور على مايرام في البداية ولكننا متفائلون الآن، هؤلاء الأفراد لم يفعلوا أمرًا خاطئًا بل ساعدوا المحتاجين هذا ما فعلته سارة وزملاؤها.

ما الذي غيرته سارة ويسرى فيكم؟

الكثير من الأشياء، كنت أعتقد دائمًا أنني منفتح، ولكنهما دفعاني للخروج من المنطقة الآمنة التي أحبس نفسي فيها، كما أنني تعلمت منهما الكثير، مثل رؤية الأشخاص بصورة مختلفة، وأن يكون المرء منفتحًا أكثر، وأن نبحث دائمًا عن الخطوة التالية ونسأل أنفسنا الأسئلة الصعبة، وهذا ما أفعله وأتعلمه، ولن أنساهما أبدًا في حياتي لأنهما دعمتاني جدًا هما والآخرون في حياتي.

رأيت حملات دعم عديدة تقودها من أجل السوريين المنكوبين جراء الزلزال.. أخبرني بتفاصيل ذلك؟

في هذه اللحظة أطلب من الجميع أن يتبرع للسوريين فهذا هو أهم شيء، فما نستطيع أن نفعله هو التبرع للمنظمات الموجودة الآن في المناطق المنكوبة ومساعدة الأفراد المحتاجين هناك، وبالطبع أكبر منظمة هي الأمم المتحدة التي تقوم بدور جيد جدًا هناك، ولكن أيضًا هناك منظمات صغيرة وكبيرة تحتاج إلى دعم مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومن المهم دعم هؤلاء الأشخاص لأنهم ليسوا في أوضاع جيدة تمامًا.

هل أنت منفتح لمساعدة المزيد من الرياضيين من اللاجئين؟

بالطبع نحن دائمًا منفتحون ودائمًا نرغب في مساعدة اللاجئين بصفة عامة ليس فقط الرياضيين، فأنا ويسرى أنشأنا منظمة يسرى مارديني نركز فيها على الرياضة كوسيلة للتنمية وبدأناها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأتمنى أن تعمل في أقرب وقت.

هل لديك رسالة للاجئين الذين يمارسون الرياضة أو يرغبون في تحقيق أحلامهم بمجالاتهم؟

يعتمد الأمر على مكان وجودك كلاجئ إذا كنت في أوروبا فيمكنك أن تذهب بمنتهى البساطة لنادٍ محلي وتبدأ في مسيرتك الرياضية، أما إذا كنت في مخيم خارج سوريا أو على الحدود سيكون الأمر أصعب، فنحتاج إلى مشاريع تدعم هؤلاء الأشخاص بصورة مباشرة.

دائمًا.. الأحلام يمكن أن تتحقق، ولا يهم الأمر ما إذا كانت في الرياضة أو الثقافة أو أي مجال، فقط ابدأ في حلمك.

تابع مواقعنا