زوجة إلى الهاوية
في الآونة الأخيرة أصبحنا نتابع أخبار بعض حوادث القتل الأسرية التي يتم تنفيذها بطرق أفظع من بعضها، لدرجة تجعلنا مع كل حادثة نقول إن تلك لا يمكن أن نجد أكثر بشاعة منها، وذلك لما نجده بها من تفاصيل مؤلمة للغاية، والغريب جدا في الأمر أن جميع تلك الجرائم بلا مبرر واضح يجعل الإنسان يقول إنه سبب لوصول شخص إلى قناعة بأن ينهي حياة شريك حياته سواء كان زوجا أو زوجة.
لكن منذ أيام سمعنا عن واقعة قتل زوجة لزوجها بمحافظة الشرقية، يقف أمامها العقل حائرًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك لتلك الحالة شديدة الإصرار على قتل زوج لم يفعل شيئا يذكر كما علمنا، إلا أن حظه العثر أوقعه في إحدى شياطين الإنس التي قررت إنهاء حياته بطريقة مفزعة.
بدأت أحداث تلك القصة عندما سمع جيران المجني عليه دوي انفجار في بيته تسبب في انهيار أحد حوائط غرفة من شقته السكنية.
في تلك الأثناء كانت الزوجة في الشارع أسفل المنزل مصطحبة طفلها وكأنها متوجهة إلى بيت والدها، وعندما رأت هذا المشهد مع الجميع تظاهرت بالفزع والصراخ وبخاصة أن من صعدوا إلى الشقة أخبروها أن زوجها متفحم داخل تلك الغرفة التي انفجرت.
على الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة وبالسؤال عن زوجة المجني عليه علموا أنها في منزل أهلها، ومن هنا بدأت الشكوك تدور حولها، ثم أصبحت يقينا بأنها من فعلت تلك الجريمة التي أودت بحياة زوجها التي لديها منه طفلان 9 و8 سنوات.
تم القبض عليها وأثناء استجوابها من قبل ضابط المباحث انهارت واعترفت تفصيليا بجريمتها.
حيث قالت إنها انتوت قتل الضحية منذ فترة، وكانت تضع جرعات من السم له في الطعام والشراب حتى تقتله ببطء وتعذبه في نفس الوقت، وكان دائما يشكو من آلام المعدة ويظن أنها مشاكل صحية، إلا أنها في يوم ارتكاب الجريمة زادت جرعة السم حتى تنهي حياته، وعندما تألم بشدة وطلب منها النجدة بأخذه إلى المستشفى أخبرته بأنها سمّمته وأنه سيموت، فأخذ يترجاها بأن تنقذه فما كان منها إلا تركه حتى غاب عن الوعي، وللتأكد من موته خنقته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
ثم أحضرت أكياسا من مادة البنزين شديدة الاشتعال ووضعتها بجانبه، وسكبت عليه بعضا منها وأشعلت فيه النيران، وأغلقت عليه باب الغرفة وخرجت من الشقة لعلمها بأن الانفجار سوف يحدث كما هو مخطتها الشيطاني، وكانت تتوقع أن تكون هناك مدة كافية لمغادرتها المكان وتبليغها بالخبر وهي في بيت أهلها ويظن الجميع أنها حادثة انتحار، ولكن قدر الله أن يحدث الانفجار وهي ما زالت أسفل المنزل مما أثار الشكوك حولها من قبل رجال المباحث.
جريمة مليئة بالتفاصيل التي تؤكد على أن الشيطان تلبس تلك المرأة القاتلة، وتمكن منها بشكل كبير حتى ساقها إلى الهاوية بكل إصرار، لدرجة أنها لم تفكر أثناء تلك المدة التي كانت تضع فيها السم بجرعات قليلة في العدول عن الأمر وذلك لا لسبب واضح أو معلوم، باستثناء خلافات زوجية عادة تحدث بين جميع الأزواج، وتكون في إطار النقاش الحاد والاختلاف على أمور في أصلها بسيطة كما ذكرت أخت المجني عليه.
فأي ثمن أو مكسب يمكن أن يحصل عليه إنسان من مقتل آخر، خاصة عندما تكون بينهما عشرة لسنوات مؤكد أن بها أوقات جميلة، وحتى لو أفلت القاتل من العقاب كما يظن وذلك لم ولن يحدث أبدًا لأن الله لا يرضى بذلك.. ولكن فلنفرض أن الزوجة أفلتت فكيف كان من الممكن أن تكمل حياتها بشكل عادي وهي تعلم أن في رقبتها دماء إنسان، إلا إذا كان قلبها قد خلا من ذرة إيمان واحدة تجعلها تقول بأنها ستحاسب في الآخرة.