الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مرصد الأزهر يحذر من استغلال التنظيمات الإرهابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي

مرصد الأزهر
دين وفتوى
مرصد الأزهر
الأحد 26/فبراير/2023 - 10:57 ص

حذر مرصد الأزهر في تقرير له، من استغلال التنظيمات الإرهابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث إنَّ المتتبع للساحة العسكرية ومجالِ صناعة الأسلحة حاليًّا، لا يجد صعوبة في اكتشاف اتجاه  بعض الدول -التي يقوم اقتصادها على صناعة الأسلحة وتجارتها- حديثًا إلى توظيف الذكاء الاصطناعي، واستخدامِ التقنيات الحديثة في مجال الحروب، ومن هذه التقنيات ما يسمى بالروبوتات القاتلة.

تحذير من استغلال التنظيمات الإرهابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي

وأضاف المرصد: ومِن المحتمَل أن يزيد الاعتماد عليها بشكل كبير في الحروب المستقبلية، ومما عزَّز الاهتمام بتصنيع هذه الروبوتات والاعتماد عليها الظروفُ التي مَرَّ بها العالم في ظل جائحة كورونا، والتي أعطَتْ مفهومًا جديدًا للاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وتقليل الاعتماد على العنصر البشري قدرَ الإمكان، والتي قد تُتِيح المجال للدول لاستخدامِها في الحروب المستقبلية، بهدف التقليل من الاعتماد على الجنود، دونَ مراعاة لما تسبِّبُه هذه الأسلحة مِن خطرٍ على البشرية، ولكن مما يزيد الأمرَ خطورةً هو أنه لا توجد قواعد محددة لمنع مثل هذه الوسائل، أو تقنين استعمالها في القانون الدولي، الأمرَ الذي يثير العديد من المخاوف والتساؤلات حول تداعيات اللجوء لهذا النمط من الأسلحة خلال الفترة المقبلة.

وأفاد مرصد الأزهر، بأن الربوتات القاتلة هي أسلحة ذاتية التحكُّم، تَتخِذ القرار في ميدان القتال دون تدخُّل الإنسان، ومن خلال تحكم ذاتي، وإحدى منظومات السلاح الآلية التي تستطيع في حال تشغيلها أن تختار الأهداف وتشتبك معها، دون حاجة إلى تدخل من العنصر البشري الذي يقوم بتشغيلها، في ظل هذا التقدم التكنولوجي الواقع، واستخدام الذكاء الاصطناعي مِنِ عواقب امتلاك التنظيمات الإرهابية لمثلِ هذه التقنيات، القائمة على الذكاء الاصطناعي في ممارسة أنشطتها الإرهابية، حيث تتَطلَّع التنظيمات الإرهابية لسرقة السيارات -ذاتية القيادة- من أجل تنفيذ هجماتها الخبيثة وقتل الأبرياء، إضافة إلى السعي لامتلاك أسلحة متقدِّمة يتم استخدامها في تنفيذ الهجمات دون الاعتماد على العناصر البشرية، بما يمنح تلك التنظيمات الفرصة لتنفيذ أنشتطها الإرهابية بأقلِّ الخسائر في صفوف عناصرها.

ولفتت وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر لمكافحة التطرُّف، إلى لجوء بعض التنظيمات الإرهابية  في الفترة الماضية لتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة لاستهداف مواقع في الشرق الأوسط مثل القواعد العسكرية ومواقع تخزين النفط والمطارات، وبحسب مقال نشره موقع عين أوروبية على التطرّف، لجأ تنظيم داعش الإرهابي بعد فترة وجيزة من إعلان خلافته المزعومة في 2014م إلى استعمال طائرات مسيّرة جزءًا مما كان في الأساس عمليات عسكرية تقليدية لتوسيع حدود دويلته. 

وحذر المرصد من حدوث السيناريو المرعب جرَّاءَ امتلاكِ التنظيمات الإرهابية مجموعةً مِن النُّسخ السيئة لهذه الأسلحة؛ حيث يُنذر ذلك بجرائمَ أكثرَ وحشيةً، ودموية مما عليه الحال مِنَ الاعتماد على مقاتلين مِنَ العناصر البشرية، ويُشدِّد المرصد على أهمية فرْضِ رقابة مشدَّدة على صناعة الأسلحة -لا سيَّما في ظلِّ التقدُّم التكنولوجي- خشيةَ تطويع هذا التطوُّر لخدمة الإرهاب وأغراضه الخبيثة.

وقدم مرصد الأزهر مجموعة من التوصيات لحماية البشرية من هذا الخطر الداهم، أهمُّها ضرورة إخضاع مثل هذه الأسلحة -وغيرها من الأسلحة الفتاكة- لقواعد القانون الدولي الإنساني، وإقرار المجتمع الدولي لقواعد تُنظِّم صناعة وتداول واستخدام مثل هذه الأسلحة، إضافة إلى أهمية التفكير جيدًا في مشروعية اقتناء أو استخدام الأسلحة الجديدة ومدى اتفاقها مع قواعد القانون الدولي، كما يجب مراعاة الأمن المادي والضمانات غير المادية المناسبة، بما في ذلك الأمن السيبراني المحصن ضد القرصنة أو سرقة البيانات، فضلا عن  توفير الضمانات الكفيلة بمنع حيازة الأسلحة التي تقوم على تقنيات الذكاء الاصطناعي مِن قِبَل التنظيمات الإرهابية، ومواجهة خطر انتشار تلك التنظيمات في حالة اقتناء أو تطوير مثل تلك الأسلحة، وهو ما ينطبق على منظومة الروبوتات العسكرية ذاتية التشغيل.

كما دعا المرصد إلى أهمية أن يتخذ المجتمع الدولي خُطُواتٍ ملموسة لوقف استخدام، وانتشار الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل، من خلال عقد المؤتمرات الدولية لبحث هذه الظاهرة ووضْع حدٍّ لانتشارها، أو من خلال سَنِّ القوانين التي تُجرِّم تصنيع، وحيازة مثل هذه الأسلحة، مع التأكيد على أنَّ التكنولوجيا التي يتوصَّل الإنسان إلى ابتكارها، واكتشاف، وتطوير عملها، ما هي إلا وسيلة يمكن استخدامها لخدمة البشرية، لا لإبادتها، وتدمير الأرض.

وأشار إلى ضرورة حثُّ الشباب على استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي يخدم البشرية، والعمل على وقايتها من الأضرار البيئية، أو الصحية، أو التغيرات التي تؤثر بالسلب على الإنسان، وتُضعف من فُرَصهِ للحصولِ على بيئة صحية خالية مِن الأمراض، وضرورة التعامل مع الأفكار، والاكتشافات الحديثة على أنَّها سلاحٌ ذو حدَّيْن؛ وتسليط الضوء على الجوانب المضيئة منها في خدمة البشرية، وإعمار الكون، وصيانته من الهلاك والدَّمار.
 

تابع مواقعنا