هل حركة الكواكب تؤثر على الأرض وتحدث زلازل قوية؟.. المرصد الفلسطيني يرد على العالم الهولندي المثير للجدل
قال الدكتور جلال الدبيك مدير مرصد الزلازل الفلسطيني: لقد كثُر الحديث في الأيام والأسابيع الماضية حول حركة الكواكب واصطفافها، وما ينتج عن ذلك من توليد قوة جذب ستؤثر بدورها على القشرة الأرضية وستؤدي إلى حصول زلازل قوية أو مدمرة، وذكر بعض أصحاب هذه الفرضية تواريخ محددة لحصول هذه الزلازل وبعضهم استكفى بقوله المستقبل القريب.
وأضاف الدبيك في تصريحات خاصة للقاهرة 24، أن حقيقة هذا النهج وما يتعلق به من فرضيات لا يتفق معها علماء الجيوفيزياء، فقد أشار علماء جيوفيزياء إلى أن تأثير هذه الكواكب له تأثير واضح على ظاهرة المد والجزر والتي يعود سببها الرئيسي للعلاقة بين حركة الأرض والقمر والشمس، وأن تأثير قوى الجاذبية التي تحدثها الكواكب الشمسية على القشرة الأرضية محدودًا جدًا، وبالتالي قد تؤدي إلى حدوث زلازل محدودة وضعيفة القوة والتأثير.
المرصد الفلسطيني يرد على العالم الهولندي
وواصل الدبيك: ولمزيد من الإيضاح حول هذه الظاهرة التي يتبناها بعض العلماء الذين يعملون في مجال علم الفلك وربطه بحركة صفائح الكرة الأرضية، يمكن الاشارة إلى ما يلي:
قدم العالم الهولندي فرانك هوجربتس فرضية تقوم على أن جاذبية كواكب المجموعة الشمسية بإمكانها تغيير سرعة دوران الأرض وهذا بدوره سيؤدي إلى تغييرات في سرعة الصفائح التكتونية في القشرة الخارجية للأرض، وبالتالي حدوث الزلازل، واختلف معه معظم علماء الجيولوجيا والجيوفيزياء، وعارضوا هذه الفرضية بشدة من منطلق أن قوة جاذبية الكواكب للقشرة الأرضية أضعف بكثير من القوى التكتونية التي تحدثها حركة الصفائح التكتونية والتي بدورها تسبب الزلازل.
واختتم مدير مرصد الزلازال الفلسطيني، إنه خلال عشرات السنوات الماضية، أطلق بعض العلماء الذين يعتمدون في دراساتهم وفرضياتهم على أن القوى التي تنشأ عن جاذبية الكواكب للقشرة ستحدث زلازل قوية ومعظم الأحداث والتواريخ التي ذكروها لم تتحقق، وكانت البداية من كتاب «تأثير المشتري The Jupiter Effect» الصادر عام 1974، حيث توقع جون وستيفن أن محاذاة واصطفاف كواكب النظام الشمسي ستخلق عددًا من الكوارث، ومن هذه الكوارث زلزال قوي جدًا في صدع اندرياس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وحدد العاشر من مارس 1982، وأصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا، لكن لم تحدث الكوارث المتوقعة.