تقرير أمريكي: مجموعة أوكرانية ربما فجرت خط الغاز الروسي نوردستريم
اتهم تقرير أمريكي، اليوم الثلاثاء، مجموعات أوكرانية غير مدعومة من الدولة، بتنفيذ تفجير خط الغاز الروسي نوردستريم (السيل الشمالي)، في أواخر شهر سبتمبر الماضي، وهو ما أوقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا تمامًا، فيما توجه موسكو الاتهام إلى الولايات المتحدة.
وذكر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مساء الثلاثاء، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن معلومات استخبارية تقول إن موالين لكييف هاجموا خط نورد ستريم العام الماضي.
وأكد المسؤولون الأمريكيون، أن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على تورط الرئيس الأوكراني أو مساعديه في استهداف نورد ستريم.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، يرى بعض المسؤولين أن أوكرانيا وحلفاءها لديهم الدافع الأكثر منطقية لمهاجمة خطوط الأنابيب الروسية؛ نظرًا لمعارضتهم المشروع لسنوات، ووصفوه بأنه تهديد للأمن القومي لأنه سيسمح لروسيا ببيع الغاز بسهولة أكبر إلى أوروبا، فيما يقول مسؤولو الحكومة الأوكرانية والمخابرات العسكرية إنهم لم يكن لهم دور في الهجوم، ولا يعرفون من نفذه.
مسئولون أمريكيون: لا نعرف الجناة ولا انتماءاتهم
وقال مسؤولون أمريكيون، بحسب الصحيفة: إن هناك الكثير مما لا يعرفونه عن الجناة وانتماءاتهم، فيما تشير مراجعة المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها حديثًا إلى أنهم كانوا من المعارضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن هذه المعلومات لا تحدد أعضاء المجموعة أو الذين وجهوا بتنفيذ العملية أو دفعوا ثمنها.
وامتنع المسؤولون الأمريكيون عن الكشف عن طبيعة المعلومات الاستخباراتية وكيفية الحصول عليها، أو أي تفاصيل عن مدى قوة الأدلة التي تحتويها، وقالوا إنه لا توجد استنتاجات مؤكدة حول هذا الموضوع، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال أن تكون العملية نُفذت بالوكالة من مجموعة لها صلات بالحكومة الأوكرانية أو أجهزتها الأمنية، بحسب نيويورك تايمز.
وفور وقوع العملية سارعت الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى إدانتها ووصفوها بالتخريبية، وأشاروا إلى مسؤولية محتملة لموسكو في التفجير، رغم عدم وضوح الأسباب التي قد تدفع روسيا إلى تفجير خطوط الغاز التي تدر عليها مبالغ مالية طائلة، وكانت تستخدمها -بحسب الاتهامات الأمريكية-، كسلاح ضد أوروبا في ظل الصراع مع أوكرانيا.
ويقول المسؤولون الأمريكيون، وفقًا لتقرير اليوم، إنهم لم يعثروا على أي دليل على تورط الحكومة الروسية في الهجوم.
وذكر المسؤولون الذين راجعوا المعلومات الاستخباراتية، أنهم يعتقدون أن المخربين كانوا على الأرجح مواطنين أوكرانيين أو روس، أو مزيجًا من الاثنين، وأكدوا أنه لم يشارك أي مواطن أمريكي أو بريطاني في العملية.
غواصون ذوو خبرة زرعوا المتفجرات
وقالوا إن المتفجرات كانت على الأرجح مزروعة بمساعدة غواصين ذوي خبرة، لا يبدو أنهم يعملون في الجيش أو المخابرات، لكن من المحتمل أن يكون الجناة قد تلقوا تدريبات حكومية متخصصة في الماضي.
ووفقًا للتقرير، فإن أي اقتراح بتدخل أوكراني مباشرًا أو غير مباشر في عملية تفجير خطوط الغاز التي كانت تعتمد عليها ألمانيا بشكل رئيسي، يمكن أن يخل بالعلاقة الدقيقة بين أوكرانيا وألمانيا، ما يؤدي إلى توتر الدعم بين الشعب الألماني الذي ابتلع أسعار الطاقة المرتفعة باسم التضامن مع أوكرانيا.
في المقابل توجه روسيا أصابع الاتهام إلى أمريكا، لا سيما بعد تقرير أمريكي نُشر مؤخرا كشف فيه الصحفي الأمريكي الاستقصائي المعروف سيمور هيرش، عن ضلوع الاستخبارات الأمريكية بتنفيذ تفجير خطوط الغاز تحت مياه بحر البلطيق، لكن واشنطن تنفي هذه الاتهامات.
لكن قبل ذلك كانت الاتهامات الروسية موجهة إلى الولايات المتحدة لكن ليس بشكل علني، وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل قائلًا: إن المستفيد من تخريب خط الغاز الروسي واضح للجميع، معتبرًا أن أمريكا بدأت في تزويد أوروبا بالطاقة بأسعار عالية جدا.
ويمتد نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، كما يُعرف خطا الأنابيب، على مسافة 760 ميلًا من الساحل الشمالي الغربي لروسيا إلى لوبمين في شمال شرق ألمانيا، وكلف بناء الأول أكثر من 12 مليار دولار واكتمل في عام 2011.
ويشير التحقيق الاستقصائي الذي اتهم الولايات المتحدة بنفجير خطي الغاز، إلى أن غواصين في البحرية الأمريكية عمدوا في يونيو الماضي إلى زرع متفجرات على خط الأنابيب الذي يمتد بين روسيا وألمانيا تحت مياه بحر البلطيق، بمساعدة من النرويج، ليفجروها بعد ثلاثة أشهر.
وفي وقت سابق، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صرح بأنه: إذا غزت روسيا أوكرانيا فلن يكون هناك نورد ستريم 2.