إسرائيل على صفيح ساخن.. إطلاق نيران واحتجاجات بالشوارع وعزل قيادات وأزمات بالجيش
تشهد إسرائيل أجواء عاصفة هذه الأيام، على خلفية خطة إصلاحات النظام القضائي المقدمة من قبل وزير العدل ياريف ليفين في حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، التي تسببت في خروج احتجاجات عارمة في الشوارع لتسعة أسابيع متواصلة، وهو ما أسفر عن إقالة قائد شرطة تل أبيب اليوم، وخلف أزمة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وكذلك فإن الأجواء الداخلية في إسرائيل تجري على صفيح ساخن هذه الأيام، وكان آخر تطوراتها عملية إطلاق نيران في تل أبيب مساء اليوم، ومحاولة سرقة سلاح من قاعدة عسكرية للاحتلال، وغيرها من الأحداث العاصفة في تل أبيب.
حادث إطلاق النيران في تل أبيب
أصيب 3 أشخاص بجروح متوسطة إلى قوية في هجوم إطلاق نار وقع مساء اليوم الخميس بالقرب من مقهى في شارع ديزنجوف وشارع بن جوريون في تل أبيب، وقُتل منفذ عملية إطلاق النار في مكان الهجوم على الفور، وتم التحقيق في شبهة وجود شخص آخر معه، وفقًا لما نشرته صحيفة معاريف العبرية.
وقال عبد المهدي مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني: أسفر إطلاق النيران في ديزنجوف في تل أبيب حتى الآن عن ثلاث إصابات ومقتل المنفذ، والمعلومات الأولية تشير إلى أن المنفذ من رام الله.
وأضاف مطاوع في تصريحات خاصة للقاهرة 24، بخصوص إقالة قائد الشرطة فهذا تم بعد أن استطاع المتظاهرون إغلاق الشوارع الرئيسية والوصول للمطار، وهذا دليل على أن هناك تمردًا يتسع في كل المستويات بما يخص الثورة القضائية ضد حكومة نتنياهو، حتى رحلة نتنياهو إلى روما تمت بصعوبة شديدة حيث تم إيجاد طاقم لطائرة من الأحجام الصغيرة التي لا تناسب رئيس الوزراء، كما أن شركات الهاي تك في صدارة هذه التظاهرات والإضرابات.
احتجاجات في شوارع تل أبيب وإقالة قائد الشرطة
وتشهد إسرائيل احتجاجات عارمة منذ نحو تسعة أسابيع متواصلة على خلفية خطة الإصلاحات في النظام القضائي المقدمة من قبل وزير العدل ياريف ليفين، وخرجت الاحتجاجات على مدار الأسابيع الماضية في جميع المدن الإسرائيلية وأبرزها احتجاجات تل أبيب التي وصلت إلى نحو ربع مليون متظاهر في ليلة واحدة.
وكانت احتجاجات اليوم الخميس هي آخر تطورات المظاهرات في إسرائيل، التي شهدت مواجهات بين قوات شرطة الاحتلال والمتظاهرين، وإغلاق الشوارع الرئيسية، وتعطيل حركة سير المواصلات العامة، كما خرجت الاحتجاجات للتظاهر أمام منزل وزير العدل، وأمام رئيس الوزراء نتنياهو وهو في طريقه للسفر للخارج في زيارة لإيطاليا.
وكان وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن جفير، أعلن عزل قائد شرطة تل أبيب عامي آشر من منصبه ونقله إلى قيادة أكاديمية الشرطة، على خلفية الاحتجاجات العارمة التي تشهدها إسرائيل خلال الآونة الأخيرة بسبب إصلاحات النظام القضائي المقدمة من قبل حكومة نتنياهو.
وادعى نجل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير نتنياهو، أن مسؤولي إنفاذ القانون مسؤولون بشكل كبير عن إثارة الفوضى في البلاد.
وقال نتنياهو: إن آلاف المتظاهرين ضد الإصلاحات القضائية ليس لديهم القدرة على قطع طريق رئيسي، وأن الشرطة والنيابة العامة تتعاون بشكل خبيث مع الفوضويين، على حساب دولة إسرائيل، وفقًا لما نشرته القناة 12 العبرية.
وأضاف: إننا نواصل جهودنا للتوصل إلى تفاهم حول الإصلاح القضائي، ولسوء الحظ، واجهنا حتى الآن رفضًا شاملًا وكاملًا من قبل المعارضة، ومحاولات لإفساد البلد في حالة من الفوضى بهدف الإطاحة بالحكومة.
أزمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي
وتعاني المؤسسة العسكرية في إسرائيل من أزمة خانقة هذه الأيام، تتمثل في رفض الجنود الاحتياط للخدمة في الجيش على خلفية خطة الإصلاحات القضائية المقدمة من قبل حكومة نتنياهو.
وقال رئيس وزراء الاحتلال في هذا الشأن: إنه رغم الخلافات القائمة بيننا الآن، فرفض الخدمة في الجيش يهدد الأساس الوجودي لنا، وفقًا لما نشرته صحيفة معاريف العبرية.
ويعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي من أزمة كبرى؛ تتمثل في نقص الكادر البشري بالجيش، واستقالة نحو 600 ضابط خلال عام واحد فقط من الخدمة، إضافة إلى عدة قضايا أخرى تؤثر على نظام جيش الاحتلال ومستقبله من أبرزها ضعف الرواتب وأزمة ميزانية الجيش التي دائمًا ما تثير الجدل في تل أبيب.
وقال المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية يوسي يهوشع: إن الجيش الإسرائيلي يمر بأزمة خطيرة بسبب نقص الكادر البشري الدائم به، وقد استقال من الخدمة خلال العام الماضي أكثر من 600 ضابط برتبة رائد.
وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني في هذا الشأن: أن الجيش الإسرائيلي أيضًا طاله هذا التمرد وشارك رؤساء أركان سابقون وضباط برتب عالية في هذه التظاهرات، وكذلك رفض سرب كامل من ضباط الاحتياط الخدمة في الجيش.
حكومة نتنياهو إلى أين؟
وتعاني الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو من أزمات خانقة قد تؤدي إلى تفكيك الحكومة، وحل الائتلاف الحاكم في تل أبيب، نظرًا للظروف الحالية.
وأشار نتنياهو نفسه إلى أن حكومته تواجه أزمة ومؤامرة لتفكيكها، وقال رئيس وزراء الاحتلال: إننا نواصل جهودنا للتوصل إلى تفاهم حول الإصلاح القضائي، ولسوء الحظ، واجهنا حتى الآن رفضًا شاملًا وكاملًا من قبل المعارضة، ومحاولات لإفساد البلد في حالة من الفوضى بهدف الإطاحة بالحكومة.
وأشار عبد المهدي مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني في تصريحاته للقاهرة 24 في هذا الشأن، أنه من الواضح أن هذه الحكومة وعلى عكس توقعات الكثيرين لن تستمر طويلًا ولن تكمل مدتها لأنها استطاعت خلال شهرين أن تجلب عداءات داخلية وخارجية لسياساتها، ونتنياهو الآن يبحث عن حدث كبير خارجي يستطيع من خلاله قتل التظاهرات بحجة التوحد في مواجهة العدو.