محلل سياسي سعودي: إيران اضطرت لإذابة الخلافات مع المملكة.. وهذه الخطوة تفتح الباب لدول أخرى| خاص
قال الدكتور نايف الوقاع المحلل السياسي السعودي: قبلت المملكة العربية السعودية وساطة الرئيس الصيني مع إيران لإزالة الجمود والقطيعة في العلاقات التي استمرت سنوات طويلة، وتأتي موافقة المملكة على هذه المبادرة لفتح صفحة جديدة للعلاقات مع إيران تقوم على أساس من الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وأيضًا عدم العمل على زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، وبالتالي التوجه بدلًا من ذلك إلى علاقات بينية تقوم على هذه الأسس، وأيضًا المشاركة في نهضة المنطقة واستقرارها.
أضاف الوقاع في تصريحات خاصة للقاهرة 24: لا بديل عن المفاوضات في حال حلت مثل هذه القضايا الكبرى، وبالتالي كان هذا اتجاة المملكة من الأساس، وكانت هذه اشتراطاتها من الأساس، أنه كان على إيران التوقف عن التدخل في شئون الآخرين، والتوقف عن نشر الإرهاب والميليشيات في المنطقة، وأن تتعامل طهران من المحيط كدولة وليست ثورة، وبالتالي لاحظنا في الفترة الأخيرة أن إيران نظرًا للضغوط الدولية والأوضاع الداخلية في طهران، أصبحت أكثر إصرارًا على إذابة الخلافات مع السعودية، والقبول بشروط المملكة؛ لإعادة هذه العلاقات.
وتابع المحلل السياسي السعودي: تقريبًا قبل هذا الإعلان بأشهر لم يمر يوم دون أن نجد مسؤولًا إيرانيًّا يعبّر عن أمله في إعادة العلاقات مع السعودية، أنا أعتقد أن هناك فوائد مباشرة لهذا الاتفاق بين الدولتين، وأيضًا هناك تأثير مباشر على الأحداث الساخنة في المنطقة، أعتقد أن الملف اليمني سيتم حلحلته بأسرع وقت، وأيضًا الأمور في العراق ستستقر، وفي سوريا ربما تتم إعادة دمج سوريا في محيطها، والقضاء على الصراع الداخلي بأسرع مما كنا نتصور، وأيضًا في ملف لبنان إعادة تشكيل الحكومة من جديد وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والضغط على حزب الله مرة أخرى بعدم الانخراط في دعم الإرهاب، أو تصدير المخدرات إلى المملكة أو بعض الدول العربية الأخرى.
المفاوضات هي الطريق الأمثل للوصول لعلاقات دولية
وأوضح المحلل السياسي السعودي: لا شك أن رؤية المملكة وصبرها واعتقادها الجازم أن المفاوضات هي الطريق الأمثل والأفضل للوصل إلى علاقات دولية لا تشوبها توترات ولا صراعات ولا خلافات، وبالتالي وصلنا إلى هذه النتيجة المميزة، والجانب الإيراني احتفى كثيرًا بهذه الاتفاقية والإعلام يغطيها بشكل كبير، وأيضًا المسؤولون الإيرانيون، واعتقادي أن إيران ترى أن السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة فعلًا على أن تساعد في إعادة ضبط أمن المنطقة، وتصحيح مسارات العلاقات بين إيران ودول المنطقة، ولهذا نقول إن هذا إنجاز تاريخي يظل متميزًا، وذلك بفضل رؤية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد؛ لأن المنطقة يجب أن تتجه إلى التنمية والازدهار والبناء والتقدم ونبذ الخلافات والوصول إلى تفهمات مشتركة، مع احتفاظ كل دولة بما تتميز به، دون أن يكون هناك تدخل أو فرض إملاءات من دولة على دولة أخرى.
وقال الوقاع: في اعتقادي أن التجربة الإيرانية السابقة كانت مريرة وصعبة بالنسبة لهم، تدخلاتهم في المنطقة لم تجلب لهم الأمن ولا الاستقرار والازدهار، وبالتالي انتظروا وقتًا طويلًا للوصول إلى هذه النتائج، المأمول أنه سيكون هناك ثمرات آنية وسريعة لهذا الاتفاق، أبرزها: تبريد أو حلحلة بعض الملفات السياسية والأمنية في المنطقة، ثم عودة النشاط التجاري والتواصل المجتمعي مع إيران، وبالتالي ستكون هناك زيارات متبادلة بين رجال الأعمال والمسؤولين من البلدين.
واختتم المحلل السياسي السعودي: أعتقد أيضًا أنه ستكون هذه التفاهمات بوابة أخرى لإيران لتقوية علاقتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، وربما مصر والسودان، وبالتالي سينعم الإقليم بفترة هدوء افتقدها كثيرًا، أعتقد أن لدينا تجربة في هذا الأمر، ويجب أن نضع هذا الاتفاق تحت التقييم المستمر ونراقب تصرفات إيران المقبلة، هل هي فعلا نياتها صادقة في هذا الاتفاق، أم أنها مناورة مرحلية تحاول التخلص منها في المستقبل، لكنني على يقين أن المملكة اتخذت من المواثيق والاحتياطات ما يجعل توقيع إيران هذه المرة على هذه الاتفاقية مختلفًا عن الاتفاقيات السابقة، وكلي أمل حقيقة أن تنعكس آثار هذه الاتفاقية سريعًا على شعوب المنطقة متمثلة في الأمن والاستقرار والازدهار والخلاص من الجماعات الإرهابية، ومن المخدرات، ومن موجات العداء التي استمرت طويلًا في هذه المنطقة.
وكانت قد أصدرت المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، اليوم، بيانًا ثلاثيًا مشتركًا حول عودة العلاقات بين طهران والرياض برعاية صينية.
وأوضح البيان أنه، استجابةً لمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينج وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما.