الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

يوم انتصار المرأة المصرية

السبت 11/مارس/2023 - 11:02 ص

كان للمرأة المصرية بصماتها الناصعة على مدار التاريخ، وفى مصر بلد الحضارة، كانت المرأة المصرية ملكة، تربعت على عرشها، فكانت حتشبسوت نقطة بارزة في التاريخ المصري كله، وشجرة الدر، وكليوباترا خلدن أسماءهن في التاريخ.

التاريخ المصري مليء بقصص الكفاح، التي صنعتها السيدة المصرية فهي المربيّة، والأم، والزوجة، والسند، سماتها تحمل القوة والصبر والعزيمة، بل هي نصف المجتمع، وتقيم النصف الآخر، وهنا لابد أن نذكر قول الرئيس السيىسي: أثبتت المرأة المصرية أنها طرف أساسي في معادلة الوطن، وشريك مكتمل في جميع معاركه وحروبه وتحدياته.

يحتفل العالم كله في يوم 8 مارس بيوم المرأة العالمي، وقد أقرت الأمم المتحدة هذا اليوم سعيا لتمكين المرأة ومساواتها بالرجل، وسعيها للحصول على كافة حقوقها، كما طلبت هيئة الأمم المتحدة من كل دولة من دول العالم أن تختار يوما لتخليد المرأة، على أن يكون اليوم له تاريخ مهم في دلالته للمراة لكل بلد لتحتفي بها، ومن هذا المنطلق اختارت مصر يوم 16 مارس من كل عام يوما للمرأة المصرية.

 ويمثل هذا اليوم ذكرى عظيمة لكفاح المرأة المصرية، يوم أن انتفضت وشاركت فى ثورة 1919 ضد المحتل الإنجليزى، فى حدث جلل أن تخرج المرأة المصرية، وتشارك الرجال والشباب من بني وطنها كفاحهم ضد سطوة الإنجليز، الذين أفرطوا في العنف ضد المتضاهرين في ثورة 1919 والتي بدأت شرارتها يوم 9 مارس، ووقع قتلى ومصابون بين المتظاهرين،  فخرجت وشاركت قطبي الأمة في ثورتهما، ورفعت أعلاما تمثل هذا التكاتف، وهتفت يحيا الهلال مع الصليب، تتقدمهم أم المصريين صفية زغلول، وهدى شعراوى و300 امراة مصرية، لم يخفن الرصاص، ولم يهبن الموت، في سبيل تحرير وطنهن، ونال البعض منهن الشهادة وكانت حميدة خليل أول شهيدة مصرية، فتم اختيار ذلك اليوم عرفانا بدورها الوطني.

وقد شكل اشتراكها في المظاهرات نقلة كبيرة في نضالها، وفي سبيل تحريرها، وخروجا عن المألوف طبقا لتقاليد وأعراف ذلك الوقت، ولتصنع مجدا بنضالها وحراكها في الشارع المصري.

واستمر كفاح المرأة المصرية لنيل حقوقها، ففي 16 مارس 1923 بقيادة هدى شعراوي أعلن عن تأسيس أول اتحاد نسائي يطالب بتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية مع الرجل، ويسعى لتحسين مستوى تعليم الفتاة المصرية، وأن يكون من حقها الحصول على التعليم الثانوي والجامعي، وإلغاء بيت الطاعة، وسن قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضروة.

وفي 16 مارس 1928 كانت الفتاة المصرية داخل جامعة فؤاد الأول للدراسة بها في إنجاز كبير لجهودهن المستمرة، وكانت سهير القلماوي من أوائل الطالبات داخل الحرم الجامعي.

وبعد حركة الضباط الأحرار وإقرار دستور 1956 أصبح من حقها التصويت والترشح للانتخابات، بعد إضراب قادته درية شفيق وغيرها عن الطعام احتجاجا على عدم وجود امرأة داخل لجنة إعداد الدستور، فاستجيب لطلبهن، وكانت السيدة أمينة شكري وراوية عطية أول من انضمتا كعضوتين في البرلمان، وتلاهما الكثير بعد ذلك، كما حظيت فى تلك الفترة بمناصب عليا.

ولا شك أن المراة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى اكتسبت مزيدا من الحقوق، ففى ظل جمهوريتنا الجديدة وإيمانا بدورها فى ثورة يونيو 2013 ومواجهتها إرهاب الجماعات الدينية، وكل الأفكار المتطرفة، كما كانت الأكثر إقبالا فى كل الاستحقاقات الانتخابية لتدلى بصوتها وتشارك فى بناء جمهوريتنا الجديدة، ولرغبتها القوية فى المشاركة فى العمل فى كافة مجالاته،  فأصدر الرئيس تكليفاته بضرورة توفير دعم أكبر للمراة، مع تهيئة مناخ صحى وملائم لعملها، ووضع التشريعات المناسبة لحمايتها، وتمكينها.

 فتم إطلاق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 والاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، والتى تتمكن من خلالها فى المشاركة فى كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، الاجتماعية، وكذلك أطلقت استراتيجية مكافحة العنف ضد المرأة، واستراتيجية مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية، والصحة الإنجابية، ولتكون تلك الاستراتيجيات خريطة طريق للحكومة لتنفيذ كل ما يخصها ويدعمها.

وتم إطلاق عام 2017 عام المرأة المصرية تقديرا وتشجيعا لها من قبل الرئيس السيسى، وتحفيزا للحكومة للاهتمام بكل ما يخص المرأة.

 كما تم إطلاق عدد لا حصر له من المبادرات والبرامج التي تهتم بالمرأة صحيا، ونفسيا، وأسريّا، واجتماعيا، ومنها برنامج مودة، وسجون بلا غارمات، ومبادرة 100 مليون صحة، وحملات توعية بالأمراض غير المعدية تحت مظلة مبادرة صحة المرأة المصرية، والكشف المبكر لسرطان الثدي، والكشف عليهن قبل الإنجاب، ومساندتها في المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ومشروعات صندوق التنمية المحلية، والمشروع القومى للتنمية المجتمعية، وزيادة عدد المستفيدات من كل تلك المبادرات من السيدات للسعى لتمكينهم اقتصاديا، ومساندة المرأة الريفية، وتحت متابعة المجلس القومى للمرأة.

 ويعتبر عصر الرئيس السيسى هو العصر الذهبي للمرأة المصرية، وذلك من خلال الإنجازات الكبيرة التى حصلت عليها من خلال الدستور الذى اشتمل على 20 مادة دستورية تضمن حقوق المراة كاملة، أو من خلال التعديلات التشريعية التى توفر لها الحماية والأمان من خلال التعديل أو الإقرار لتشريعات جديدة منها قانون الميراث، تغليظ عقوبة ختان الإناث، والتحرش الجنسى، وتعديل قانون الخدمة العامة ليؤهلها للتدريب والجاهزية عند الالتحاق بسوق العمل، وغيرها من التشريعات والقوانين.

كما استطاعت المرأة أن تحصل على كوتة بحقها فى البرلمان بغرفتية، وأصبحت قاضية تعتلى منصة القضاء بمجلس الدولة، ونائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة، وعضو بالنيابة الإدارية ورئيسا لها، والنيابة العامة، وقاضية منصة فى محكمة الجنايات، ومساعدا لوزير العدل، ووصلت الى مناصب كانت حكرا على الرجال.

 كما أصبحت مستشارا للرئيس للأمن القومى مثلتها د فايزة أبوالنجا، أو نائبا لمحافظ البنك المركزي كما في حالة السيدة لبنى هلال، ومساعد أول لرئيس مجلس الوزراء مثلت هذا المنصب الرفيع دكتور رندا المنشاوى، ووكيلة لرئيس مجلس الشيوخ مثلتها فيبى فوزى جرجس، كما تم تعينها محافظا، نائب محافظ، ووزراء ونواب للوزراء دليلا على كفائتهن وأحقيتهن في المناصب التنفيذية.

ولدينا الكثير من الفضليات اللاتي كن خير سفير لبلدهن، وإحدى قواها الناعمة في كافة المجالات بدون حصر، فقد استطاعت أن تثبت نفسها وجدارتها.

وتفوقها وأحقيتها لكل المناصب التي تبوأتها، وعزز ذلك دورها فى المجتمع، ومع زيادة تأثيرها وفاعليتها تم زيادة تمثيلها داخل السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية، والقضائية.

ومازال عطاء المرأة المصرية مستمرا، وبريقها يصدح في سماء العالم، علما وفناـ وأدبا، وفي المحافل الرياضية بل فى مجالات كثيرة يشار لهن بالبنان السمراوات أولاد النيل خير سفير لأعظم وطن.

فتحية للمرأة المصرية،الأم، والأخت،والزوجة، وتحية لكل امراة مصرية في يوم عيدها، كل لحظة وأنتن درع من دروع الوطن، تبني، وتحمي، وتصنع مجد وطنها بعلمها، وعملها، ونضالها، وجهادها، واجتهادها.

حفظ الله الوطن وتحيا مصر.

تابع مواقعنا