المشاط: نعمل على حماية وتحسين معيشة اللاجئين ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في جلسة نقاشية حول دور المجتمع الدولي في تقديم الإغاثة للدول واللاجئين في الدول المضيفة، ضمن فعاليات النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم، بالأكاديمية الوطنية للتدريب.
وشارك في الجلسة النقاشية السفير كريستيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، وعصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتور آمال إمام، مدير الشباب والتطوع بالهلال الأحمر المصري.
وفي كلمتها، قالت وزيرة التعاون الدولي، إن ما يمر به عالمنا اليوم من تحديات جسيمة وتطورات متتالية تنعكس سلبًا على المواطنين في كافة دول العالم، وتتسبب في زيادة عدد المهاجرين والنازحين واللاجئين، كما أنه يحد من قدرة الدول على احتواء اللاجئين وتوفير سبل المعيشة والخدمات اللازمة لهم.
100 مليون مهاجر ولاجئ حول العالم
وأوضحت، أن تلك التحديات تحتم على المجتمع الدولي أن يضع حلولًا بناءة ويعزز تضافر الجهود بين كافة الأطراف ذات الصلة، لاستيعاب اللاجئين، في ظل الارتفاع القياسي في عدد المهاجرين واللاجئين ليناهز 90 مليون شخص بنهاية عام 2021، وارتفعت هذه المعدلات لتتجاوز 100 مليون شخص في الوقت الحالي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن مصر تعمل على تنفيذ العديد من الجهود لحماية وتحسين معيشة اللاجئين والمهاجرين ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر، ويتجاوز عدد اللاجئين في مصر 5 ملايين نسمة، ومن خلال الشراكات الدولية نعمل على تنفيذ العديد من البرامج الإنمائية والمشروعات تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشريعة 2016-2026 والاستراتيجية الوطنية للاتجار بالبشر 2022-2026، لتوسيع نطاق جهود استضافة اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء وتوفير الخدمات الشاملة التي تضمن لهم حياة كريمة وتعزز العدالة الاجتماعية.
وأشارت "المشاط"، إلى أنه في ظل الدور المنوط بوزارة التعاون الدولي لتعزيز العلاقات مع شركاء التنمية وبالتعاون والتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، وبصفتها عضو في اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، فإننا نعمل على تنفيذ عدد كبير من البرامج والخدمات في مختلف محافظات مصر لتوفير الخدمات للاجئين والنازحين التي تضمن إدماجهم في المجتمع ومواجهة التحديات التي يمرون بها، بمشاركة الجهات الوطنية وكافة الأطراف ذات الصلة.
تطوير الخدمات المقدمة للاجئين
وقالت إنه من بين البرامج التي يجري تنفيذها بالفعل والتي تعكس ما تقوم به الدولة المصرية من جهودٍ والشراكات الدولية القائمة لتطوير الخدمات المقدمة للاجئين في ضوء التعاون مع المجتمع الدولي، هو برنامج تعزيز الاستجابة لتحديات الهجرة في مصر في إطار التعاون مع صندوق الطوارئ الأوروبي الخاص بأفريقيا، والذي يعمل من خلال منحة بقيمة 63 ميون يورو ليستهدف المهاجرين واللاجئين في مصر بالتعاون مع الجهات الوطنية مثل جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمجلس القومي للمرأة وجمعية الهلال الأحمر، وغيرها من الجهات وشركاء التنمية.
وتابعت: بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة، يتم تنفيذ العديد من البرامج في مختلف المحافظات التي تضم مهاجرين ولاجئين، من بينها برنامج دعم جهود الحكومة في إعداد الاستراتيجية الوطنية الشاملة للشباب، التي تُعزز تمكين الشباب من خلال التمكين والتحفيز الاقتصادي والمشاركة المجتمعية والتعليم الجيد، من خلال العمل المشترك بين الجهات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة من بينها صندوق الأمم المتحدة للسكان يستهدف البرنامج الشباب والمهاجرين واللاجئين في مصر.
وتطرقت إلى الأنشطة والفعاليات التي تم تنفيذها في إطار أسبوع الشراكة بين جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة، والقيام بزيارة مركز الدعم المجتمعي لتحسين مستوى معيشة اللاجئين والنازحين بالإسكندرية، والذي يعمل على تعزيز الفرص الاجتماعية والاقتصادية المتاحة للسيدات والأطفال وتوفير فرص العمل، ومن خلال هذا المركز فقد حصل أكثر من 200 ألف لاجئ من السيدات والأطفال والشباب على فرص التعليم والحماية والدمج المجتمعي، بالتعاون بين الجهات الوطنية ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ويعد هذا المركز نموذجًا من بين نماذج عدة تحتضن اللاجئين وتوفر لهم الخدمات اللازمة في مختلف محافظات مصر.
ونوهت بأنه في إطار إعداد الإطار الاستراتيجي للشراكة من أجل التنمية المستدامة مع الأمم المتحدة للفترة من 2023-2027، فإن تحسين أحوال اللاجئين والمهاجرين يعتبر محور رئيسي من محاور تعزيز رأس المال البشري ضمن الإطار، وهو ما يعكس الخطوات والجهود المستدامة التي تقوم بها مصر في هذا الصدد.