الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

السفير المصري في لبنان والمرشح سليمان فرنجية

الإثنين 20/مارس/2023 - 05:44 م

لفت نظري قبل أيام زيارة السفير المصري في لبنان، الدكتور ياسر علوي، إلى دارة المرشح اللبناني للرئاسة الوزير سليمان فرنجية.
والتي وصفتها الوكالة الوطنية للإعلام ومن ثم باقي الصحف اللبنانية بأن غرضها كان "بحث المستجدات السياسية في لبنان وفي الإقليم".

هذه الزيارة وإن لم يتسرب منها شيء للإعلام فوق هذه الإفادة المقتضبة المطاطة التي تحتمل النقاش في كل شيء وأي شيء.
إلا أنها تعطي دلالات لما تقوم به مصر من تحركات هادئة وصامتة في الملف اللبناني، وتتسم بالفاعلية، دون صخب أو ضجيج أو استعراض.
والدور المصري في لبنان لا يحظى بتسليط الضوء إعلاميا عليه، سواء لأن هناك أطراف إقليمية أخرى حاضرة في لبنان وتفضل أن تسلط الضوء على أنشط بلدانها فحسب، ضمن سياق تنافس سياسي مفهوم للجميع.
أو لأن مصر الحاضرة في لبنان لا تتعمد الاستعراض بمقدار ما تسعى لمصلحة الشعب اللبناني ولاحتواء الأزمات الداخلية في لبنان بما قد تتطور إليه سلبا -لا قدر الله- من ضرر شامل على الإقليم بأكمله.
فضلا عن حدودية لبنان مع إسرائيل وتداخلها مع سوريا في أمور شتى، وبما ينعكس بطبيعة الحال على الشأن المصري كله، وعلى استراتيجية القاهرة في الإقليم والتي تسعى لحفظ الأوضاع الآيلة للانفجار دوما دون أن تطال بنيرانها الجميع، وتسعى لإيجاد أكثر الحلول عقلانية وواقعية في ظل التعقيدات الهائلة التي تربط الجميع ببعض.

ومن ناحية أخرى لا يخفى على أحد الانقسام الحاد في الداخل اللبناني لهذا الترشيح للوزير سليمان فرنجية.
إذ أن هناك النائب ميشيل معوض مرشح لمعسكر آخر، لكنني من خلال متابعتي للشأن اللبناني أجد أن النائب ميشيل معوض حظوظه لا تقارب الواحد في المائة أما الوزير سليمان فرنجية فحظوظه قد تصل إلى خمسين في المائة وقد تزيد.
وهذا رهن بتوافق القوى الإقليمية في أماكن أخرى كاليمن، يحكم الصراع فيها، الوضع في لبنان!
فلم تعد ملفات الإقليم منعزلة عن بعضها البعض كما الماضي، بل بات التفاوض في بلد رهين بالأطراف المتناحرة في بلد آخر، وأضحى التنازل عن بعض المكتسبات هنا موقوف على الحصول على بعض المكتسبات هناك.. وهكذا وهكذا..
وهذا كله قد يفرض خروج اسم مرشح ثالث تفرضه القوى الإقليمية، خارج سليمان فرنجية وميشيل معوض.
وفي وسط هذا كله أرى السياسة الخارجية المصرية، ونحن نعايش عيدها في مارس ونعايش ذكرى استعادة طابا بالمفاوضات الدبلوماسية والقانونية الشاقة.
أرى السياسة الخارجية المصرية تعطي المثل الدائم جيلا بعد جيل في الهدوء والوصول إلى الأهداف المرجوة لصالح مصر وشعبها.
وفي العلاقات الدولية كل شيء ممكن، لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة، وإنما هناك مصالح وفقط.
وتبقى مصر في الوجدان اللبناني لساستها بمختلف ميولهم هي درة التاج العربي وحاضر ومستقبل العرب.

تابع مواقعنا