عمرو خالد: هكذا تضع قدمك على الطريق الصحيح.. وتتجاوز حالة الإحباط واليأس
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الإنسان في حاجة متزايدة في هذا الزمن إلى شيء يوقن فيه يقويه أمام الإحباطات، ويمنحه القوة والطاقة الهائلة التي يواجه بها اليأس.
وأضاف الدكتور عمرو خالد في خامس حلقات برنامجه الرمضاني الفهم عن الله، أن اليقين له أشكال وأنواع عديدة: اليقين في قدرة الله، رحمة الله، كرم الله، لكن أقوى معاني اليقين الدافعة هي اليقين في وعود الله، "وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ".
ما هي قيمتك عند الناس؟
وأوضح الداعية الإسلامي، أن قيمة الشخص في عالم البشر تحدد إنجازاته ونتائجه، أما مع الله فليس المال أو التأثير أو التفوق أو عدد المتابعين، لكن أكثر شيء يحدد قيمته عنده السعي، الجهد، العرق، السعي.
وتابع خالد: ليس المقصود من كلامي أن الإنجاز غير مهم، الإنجاز رائع ومهم، لكن السعي عند الله أهم وأغلى، الناس تحب على الإنجاز وليس السعي لأن البشر لن يقيسوا سعيك، لكن الوحيد الذي يراك ويقدر جهدك وسعيك هو الله.
وشدد الداعية الإسلامي على أن شرط السعي بديهي جدًا أن يكون بإحسان وإلا فهو سعي وهمي، فالإحسان شرط، أي شيء في ديننا شرط فيه الإحسان، الإحسان مغروس في كل شيء في ديننا "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ".
مابين الإنجاز والسعي
وبين خالد أن الفرق بين الإنجاز والسعي يظهر كرم الله ولطفه ورحمته وحنانه أن يعاملك بالسعي لا بالإنجاز.
-السعي مسئوليتك بالكامل.. الإنجاز تدخل فيها عوامل كثيرة خارجة عن يدك، ودائرة سيطرتك، لذلك الله عادل يحاسبك على ما في يدك
-السعي جهدك طويل، الإنجاز لقطة ولحظة، والله يجازيك على العمر وليس على اللقطة
- السعي أسهل وأوضح.. الإنجاز أصعب ومعقد.
-السعي غير محدود والإنجاز محدو.. السعي واسع.. الإنجاز شحيح التحقيق.. كل مائة سعي يقابله إنجاز واحد.
وأكد الداعية الإسلامي، أن كل دقيقة ألم وجهد وعرق يراها الله وستُجري عليها الجزاء الأوفى، هاجر كانت موقنة، لذلك استمرت في السعي سبعة أشواط، والجزاء الأوفى هو زمزم إلى اليوم ركن من أركان الحج اسمه السعي، لذا حذر من أن "تجري وراء المكسب السريع والفهلوة والغصب وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى"، معتبرًا أن الهدف من هذه الآية في سورة النجم: "اترك الأوهام واليأس واستمر في سعيك مهما ساءت النتائج.. اسع فقط ودع النتائج لله وحده".
وقال خالد: إن "أول 18 آية في السورة تتناول قصة المعراج، "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى".
وأشار خالد إلى، أن ذلك جاء بعد سعي النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف التي تبتعد عن مكة بـ 100كيلومتر، والنتيجة" إيذاء، تعذيب شديد، والمعراج هو الجزاء الأوفى. لماذا يارب تركت رسولك يحصل له كل هذا، لنتعلم اليقين أن مع السعي الجزاء الأوفى (المعراج).
وبعد أن استعرض العديد من المعاني واللطائف القرآنية التي تحملها السورة، وصل خالد إلى ختامها، الذي يقول إنه يدعو ليركز الإنسان مع الله وحده، في أن يكون العمل له وحده "وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ"، منتهى كل الأعمال والأحداث وليس يوم القيامة فقط. النتائج عنده وحده.. وإنه هو.. هو.. هو.. اعمل / اسع/ اطمئن.
لماذا سميت سورة النجم؟، أجاب خالد بأنه كما أن "النجم يسطع بقوة وسط الظلام الرهيب في السماء كذلك عملك وسعيك سيسطع وسط ظلمة الناس والحياة، وسيرى عملك كالنجم لامعًا واضحًا فاطمئن".
وشدد على الإنسان "محاسب على السعي وليس النتيجة ومع ذلك جزاء السعي مضمون. مبروك.. احمد الله.. الرحيم – الكريم – الودود – الحنان – المنان".
وختم خالد بذكر القاعدة الخامسة من قواعد الفهم عن الله، وهي:
-عدم اليأس مهما أهملك البشر أو اسودت الدنيا أو ساءت النتائج.
-لا تضيع وقتك.. لا تهدر وقتك – استغل وقتك لأقصى درجة.. عمرك غالي هو رأس مالك.
-لا تلجأ للحيل الملتوية لتكسب المال أو تحقق إنجاز وهمي لأنك لن تجازى إلا على سعيك.
- ركز مع الله وحده.. توجه إليه وحده.