جرعة من القسوة

• شركة "فورد" الأمريكية لصناعة السيارات من أكتر الشركات اللي بتصنع وبتحقق مبيعات ضخمة كل سنة.. لكن في نفس الوقت زيها زي أي شركة بعد جائحة كورونا نسبة مبيعاتها تأثرت شوية، ومع ذلك برضه فضلت من أكتر 3 شركات بتحقق المبيعات.. غير كفاءة العربيات بتاعت الشركة فهما عندهم ميزة تانية بتخلي فيه إقبال من الناس على الشراء منهم بكثافة.. الميزة هي نظام التقسيط المباشر من الشركة للمواطن الأمريكي بالذات.. على أساس إنك ابن بلدنا وكده يعني.. اختار أي عربية براحتك، وادفع اللي تقدر عليه كمقدم أو حتى ما تدفعش مقدم خالص وهنقسط لك القيمة بالتقسيط المريح جدًّا جدًّا جدًّا.. طب تمام.. خُد التفصيلة الأجمد بقى.. لو حصل لك أي تعثر ومقدرتش تسدد لمدة شهر أو شهرين أو تلاتة مش مهم!.. أنا كشركة هديلك فترة سماح 4 شهور لو حصل لك أي تعثر لحد ما تلملم نفسك وتجمع ثمن القسط وتدفعهولي.. يعني من الآخر يابلاش!.. جميل طبعًا والشركة تشكر على ذكائها.. لكن للأسف الميزة دي اتقابلت من العملاء بعدم تقدير.. يعني إيه؟.. يعني كتير من العملاء وعلى مدار الـ 3 سنين اللي فاتوا من وقت أزمة كورونا بدأوا يتعاملوا بعدم احترام للمميزات اللي بتقدمها الشركة.. فيه اللي بيسدد قسط شهري أقل من المطلوب!.. فيه اللي بيتأخر بالـ 5 والـ 6 شهور!.. فيه اللي ممكن يقفل سنة كاملة بدون ولا قسط!.. الله!.. طب هل ده يصح!.. المسؤولين عن الشركة اتجننوا.. هو إحنا نعمل المميزات دي كلها عشان نشجع الناس تشتري، والناس تستهبل ويسوقوا فيها.. لازم حل.. اجتمعوا مع عدد من العملاء اللي كان عندهم مشاكل معاهم في السداد عشان يسألوهم عن سبب تعاملهم الفج ده مع شركة مقصرتش معاهم في شيء.. الغريب إن العملاء كانوا بيردوا برد شِبه ثابت.. إحنا فيه بينا عقد.. طب تمام ما هو فيه عقد يبقى تلتزموا وتخلوا عندكم ذوق وتدفعوا اللي عليكم في مواعيده.. هو كان فيه حد ضربكم على إيديكم كشركة عشان تكتبولنا عقود مريحة جدًّا كده!، بالعكس دي صياغة العقود دي خلّت عندنا انطباع إنكم واقعين وماصدقتوا تبيعوا عربياتكم!.. العقد مفيهوش شيء يلزمنا ندفع في الميعاد يا شركة واخبطوا راسكم في الحيط.. الموضوع وصل لحيطة سد وبسببها قرر المسؤولين في الشركة يعملوا حاجة تضمن لهم حقوقهم ضد الناس الحاليين اللي استنصحوا أو ضد أي حد يحاول يستنصح بكرة وبعده من العملاء.. طب نلغي الأنظمة المريحة في السداد؟.. لأ.. نقلل عدد شهور السماح؟.. لأ.. نزود بنود في العقود تبقى غلسة وتسيطر على العميل وتضمن لنا حقوقنا؟.. لأ برضه.. طب ليه لأ كل اللي فات ده، أومّال هنحافظ إزاي على حقنا!.. الفكرة إننا لو نفذنا أي حل من الحلول المقترحة هنبقى بنلغي بإيدينا مميزاتنا اللي خلّتنا فارقين عن غيرنا في المبيعات.. إحنا عايزين حل غير تقليدي مايخليناش نتنازل عن مميزاتنا لكن في نفس الوقت يكون زي السيف على رقبة أي حد يحاول يكسل عن دفع حقوقنا.. بعد فترة تفكير تم الإعلان من كام يوم عن نظام عبقري!.. شركة "فورد" عملت نظام تكنولوجي في العربيات الجديدة هيخليها تتحكم في العربيات بعد ما تبيعها.. تتحكم فيها لأي درجة؟.. أنت كعميل مادفعتش القسط، تمام هقفل لك التكييف بتاع العربية من عندي لحد ما تدفع!.. طب ولو استمريت في عدم الدفع؟.. هخلي عربيتك ماترجعش لـ ورا!.. طب ولو حصلت معجزة وقدرت تسوق بدون ما ترجع لـ ورا، واستمريت في عدم الدفع؟.. هنلجأ للحل الأخير وهو إننا هنقدر نخلّي العربية تروح لوحدها بالقيادة الذاتية لحد الشركة عندنا!.. نعم!.. أيوا بالظبط كده.. يعني يسيطروا على العربية ويخلّوها ترجع لهم تاني حتى لو أنت راكب جواها.. التكنولوجيا الجديدة تم الانتهاء منها خلاص، وخلال فترة بسيطة هيتم تطبيقها على كل العربيات.
• أي عقد بين طرفين ومادام وافق على بنوده الطرفين يبقى ملزم للطرفين.. كُتر التسامح والتوفيت للأسف مش دايما بيتفهموا إنهم رغبة منك في الاستمرار والحفاظ على الطرف التاني.. فيه للأسف ناس بتفسر السكوت ضعف، والتفويت قلة حيلة، والتجاهل عدم قدرة على المواجهة.. مع إن تفسيرهم الحقيقي هو إنك بتدي فرصة عشان لسه باقي على عِشرة، وأيام حلوة، وإن البيع عندك مش بالساهل.. عشان كده مفيش مانع من شوية قسوة يتشالوا لوقت اللزوم عشان يظهروا في لحظة معينة يرجعوا الأمور لشكلها الطبيعي.. شوية حسم مايغيروش الشخصية ولا يبقوا طبع دايم لكن يعدلوا المايل لو فكر يميل، ويحافظوا على كرامة وحق لو اتسابوا للي قدامك بدون ظبط ولا ربط هيدوسهم ويدوسك.