صدور المجموعة القصصية المذيعة الفصيحة عن هيئة الكتاب
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، المجموعة القصصية المذيعة الفصيحة للكاتبة حنان منيب.
صدور المجموعة القصصية المذيعة الفصيحة عن هيئة الكتاب
تطرح الكاتبة في المجموعة التي تحتوي على خمس عشر قصة، قضايا حياتية هل على قدر كبير من الأهمية، وتتعمق الكاتبة في ظلها في القبض على بعض الأحداث أو المشاهد الحياتية اليومية الأقرب إلى الأحداث العادية التي يعيشها أناس عاديون قد لا يلتفت لها كثر ممن حملهم الدكتور حنان بحسها الفني والإنساني والشمولي تنقل مثل هذه اللقاطات أو المشاهد الحياتية النابضة بالحس الإنساني بذكاء وحنكة، لتضعها تحت مجهر مكبر أمام المتلقي.
ففي قصتها كان يا ما كان، التي جاءت ضمن المجموعة، تأتي لغة الكاتبة شفافة بديعة لا ينقصها الرقة والعذوبة في سياق فني تبدع القاصة فيه في توظيف مفهوم التناص بصورة واعية ودقيقة، يقرأ المتلقي من خلاله ما تتمتع به الكاتبة من ثقافة عريضة تُحسب لها، وبخاصة أنها تجيد توظيف خلفيتها الثقافية تلك في إحداث التناغم مع التركيبة الفنية للقصة، على صعيد الفكرة واللغة والهدف العام منها، فوق ما تمتعت به الكاتبة في هذا السياق من توظيف الإسقاطات السياسية والفكرية والإنسانية التي قد لا تخفي على المتلقي.
وفي قصتها بعنوان كرداسة، تلعب لغة السخرية دورها في صياغة القصة، فكرة وحدثًا وشخوصا، ولا يخفى هنا أيضًا الإسقاط ببعديه السياسي والاجتماعي؛ إذ تعالج الكاتبة هنا قضية اجتماعية مهمة بامتياز، وهي المتعلقة بتعرض المرأة في مجتمعاتنا العربية بل في مجتمعات عالمية متعددة أيضًا بشكل عام، للظلم والقهر وتسلط الفكر الذكوري القاسي والشائن، فتبدو القصة على الصعيد الفني والإنساني أقرب إلى عمل إبداعي واقعي نقدي مأسوي، ذلك في إطار إنساني نابض بالحركة والوجع والألم والصخب بل التفسخ النفسي؛ حيث يبحث الإنسان فيه، وفي ظل ما يتعرض له من قهر وتوتر، عن سعادته وراحته وآدميته المفقودة.