روجينا: أُصبت بحالة نفسية سيئة بسبب مسلسل ستهم.. وأشرف زكي الترمومتر الخاص بي ولا يهمني مصطلح البطولة | حوار
فنانة تصوّب سهامها خلف الأدوار الصعبة، تبحث عن الأدوار التي تخلق تحديا بينها وبين الشخصية وتتصارع معها حتى تتقمصها بكل تفاصيلها، وفي رمضان 2023، كان التحدي أصعب من المواسم الرمضانية الماضية، فبخلاف أنها مهمومة بتسليط الضوء على قضايا المرأة في أعمالها، فهي في الماراثون الرمضاني الجاري جسدت دور الرجل، الذي خرج لسوق العمل ليعول أسرته، وحرصت على ارتداء ثوب الرجل وتقمصت الأداء الرجالي، ونحت جانبًا أدواتها الأنثوية التي من الممكن أن تكون أدوات فنانات أخريات، فهي الفنانة روجينا التي خلقت التحدي الجديد في مسلسل ستهم.
وحاور القاهرة 24 الفنانة روجينا، وإليكم نص الحوار:
في البداية.. مَن صاحب فكرة مسلسل ستهم؟ وكيف كانت التحضيرات له؟
يعد مسلسل ستهم فكرة المخرج رؤوف عبد العزيز، وجاءت له عندما كنا نصور مسلسل انحراف في الموسم الرمضاني الماضي، وذات يوم هاتفني وأخبرني بتفاصيل المشروع الذي جاء له في المنام وكأنه حلم يقظة، وتحديدًا كنا في منتصف شهر رمضان الكريم، ومن ثم تطور المشروع باختيارنا للرائع ناصر عبد الرحمن من أجل كتابة أحداثه والسيناريو والحوار، وذلك لأنه له باع في كتابة المسلسلات ذات الطابع الصعيدي واحتوائها على الواقعية التي تمس المجتمع الصعيدي.
بعد 23 سنة بمسلسل الفرار من الحب تعودين بالطابع الصعيدي في رمضان.. أكانت اللهجة عائقًا لاستغراقك تلك المدة؟
مسلسل الفرار من الحب ليس العمل الصعيدي الأخير لي، بل كان لي تجربة أخرى مع الفنان الراحل الرائع هشام سليم والمخرج نادر جلال بمسلسل درب الطيب عام 2006، ومن ثم اخترت مسلسل ستهم، حيث جذبتني الفكرة وأنا أختار بعد كل دور ألعبه الشخصيات الأصعب، وكانت شخصية ستهم الأصعب بالنسبة لي بعد شخصية وسام في مسلسل انحراف.
هل واجهتي صعوبات بسبب اللهجة الصعيدية في مسلسل ستهم؟
كان لدي خبرة في التحدث باللهجة الصعيدية ولدي المبادئ الخاصة باللهجة، كما أنه كان هناك العديد من البروفات قبل بدء التصوير مع مصحح اللهجة حسن قناوي، وكان يركز معي على الأداء الصعيدي وخروجه بشكل متكمن من التفخيمة والقواعد والسجع، فكان الأمر صعبًا للغاية، ولكن أثناء التصوير لم أشعر بصعوبة اللهجة؛ وذلك لأنني ركزت على إتقانها قبل التصوير، حيث إن المسلسل ممتلئ بالمشاهد الصعبة فكان من الضروري تركيزي على الأداء والانفعالات أكثر من اللهجة، وألا يكون تركيزي مشتتا بإتقان اللهجة على حساب الأداء، فتمكنت في البداية من اللهجة حتى يكون أمرا سلسا للتركيز فيما بعد بأدائي، وأحمد الله أنني تخطيت تلك المرحلة بجدارة.
بعد مرور عشر حلقات من مسلسل ستهم.. أتشعرين أنك كسبت رهانك؟
لم أكن أراهن على دوري فقط في المسلسل، بل راهنت على القضية التي تناولناها، فالمسلسل صعب للغاية، وأعتبره نقطة تحول في حياتي الفنية بشكل كبير، وبعدما لمست رودود الفعل الإيجابية أشعر وكأني كسبت الرهان، وكنت متوقعة النجاح ولكن ليس بذلك الحجم الذي رأيته ولمسته؛ لأن قضايا مسلسل ستهم تمس كل امرأة في الوطن العربي وكل بيت بشكل مختلف ومغاير، فهو يسلط الضوء على قصة كفاح صعود امرأة صعيدية، وأريد أن أنوه على أننا لم نجسد سيرة ذاتية لشخصية بعينها ولكن الأحداث مستوحاة من الواقع منسوجة بخيال يرتبط بالواقع من قلم الرائع ناصر عبد الرحمن.
كيف كانت نفسيتك عندما ترتدين الثوب الرجالي.. وعندما رأيتِ نفسك لأول مرة باللوك حليقة الشعر.. ما أول تعليق دار في ذهنك؟
انتابني شعور بالخوف عندما قرأت الشخصية على الورق، وازداد الخوف عندما أجرينا بروفات قبل التصوير، ولمرحلة التنفيذ كان شعورها مختلفا، فبعدما أنتهي من المكياج الرجالي وأرتدي الثوب كانت تنتابني حالة نفسية سيئة جدًا وأتحول لشخصية شديدة العصبية والقلق والتوتر، وازداد الأمر عندما ظهرت باللوك حليقة الشعر، وليست صعوبة الأمر في ارتدائي الثوب الرجالي ولكن الصعوبة في تصديق المشاهد ما أقدمه، أن هناك أنثى متخفية في زي رجل تعمل مع رجال وكأنها رجل منهم، كان الأمر بالنسبة لي بمثابة تحدِ ومتعة في آن واحد، حيث إنني كسرت تابوهات الخوف من الدخول في المناطق الصعبة بالتمثيل، وشعرت بالانتصار على خوفي، وعادت لي ذكرياتي عندما كنا بالمعهد ويُطلب مني تجسيد دور أنتيجو أو مِديّا، وكنت أتسائل حينها، هل أستطيع القيام بتلك الأدوار الصعبة أم لا؟
رأينا صورًا لزوجك الدكتور أشرف زكي معكِ في كواليس ستهم.. هل كان يشرف معك على الدور؟
أشرف لم يتركني من قبل في أي دور صعب ألعبه، وكان يوجد معي كثيرًا في لوكيشن تصوير مسلسل ستهم وذلك لشعوري بالخوف والتوتر والقلق الزائد، وخاصةً في المشاهد الصعبة والتي أرتدي بها الزي الرجالي، لا أهدأ ولا أطمئن سوى بوجوده بجواري، وقبل تصوير المشاهد أمثّل المشهد معه كي أطمئن، فأنا أعتبره الترمومتر الخاص بي وليس زوجي فقط، ولكنه أستاذي أيضًا.
لمَ تختارين تحمل مسئولية الدفاع عن المرأة في أعمالك؟
إذ لم أدافع عن المرأة بني جنسي.. فمَن الذي سأدافع عنه؟ أعتبر أن الله أهداني موهبة لأستطيع من خلالها تقديم قضايا تمس بني جنسي، وأعتبر مسلسل ستهم هو تكريم للمرأة بشكل عام، وأشكر كل مَن يحترم المرأة ويقدرها.
ماذا عن تعاونك مع المخرج رؤوف عبد العزيز والمؤلف ناصر عبد الرحمن؟
أتعاون مع المخرج رؤوف عبد العزيز للمرة الثانية، وسعيدة بتجربة مسلسل انحراف وردود الفعل التي تلقيتها من الجمهور عنه، وأتمنى أن ينال إعجابهم مسلسل ستهم، وأرى أننا اخترنا العمل مع بعض لتشابهنا في بعض النقاط، منها حرصنا على أن نكون مختلفين دائمًا ونقدم موضوعات مختلفة، كما يحرص على ظهوري بشكل وموضوع وأداء مختلف، بالإضافة إلى أن مفرداته الإخراجية مبهرة.
أما عن الكاتب ناصر عبد الرحمن فهو مبدع، وناقش العديد من القضايا في المجتمع، وكانت قضايا تنويرية وتنبأ ببعض الأحداث التي وقعت بعد ما يقرب من 10 سنوات من أعماله، كما أني سعيدة لثقته بي ويُصدر لي طاقة إيجابية عندما يتابع المسلسل في مرحلة المونتاج، وأتمنى أن أكون جديرة بثقته.
كيف كانت الكواليس بينك وبين إياد نصار؟
إياد نصار ممثل رائع وسعيدة بمشاركته في المسلسل، وأود أن أخبركم بأنكم ستكتشفون أنه البطل الحقيقي في المسلسل عندما تتابعون حلقة تلو الأخرى.
ما رأيك في مشاركة الشيخ ياسين التهامي في ستهم كأول تجربة له في مجال التمثيل؟
مدد مدد مدد، الشيخ ياسين التهامي في مسلسل ستهم ليس مجرد شيخ المداحين الذي نحبه جميعًا، بل أنا واحدة من مريديه وكنت بلف وراه في الموالد، ولكم أن تتخيلوا أن الشيخ ياسين هو صوت مسلسل ستهم ويمثل به، فذلك أمر مدهش بالنسبة لي، وحدث بيني وبينه في الكواليس أشياء كثيرةً، وفخورة بعملي معه وبالمدد الذي كان بينبي وبينه، حيث شعرت بالمدد والكرم أثناء التصوير، الشيخ ياسين على رأسنا.
أخيرًا.. هل من الممكن أن نراكي في أدوار ثانية بعدما لعبتِ أدوار البطولة؟
بطولة مطلقة مش بطولة مطلقة أنا ممثلة، إذا شعرت بالدور المعروض عليّ سيكون إضافة للمشوار الذي بنيته، وخلق حالة تحدٍ بيني وبين نفسي، أوافق على الفور، سواء بطولة جماعية أو فردية، وأرى أن البطولة ما هي إلا مصطلحات أطلقناها، ولكني سأظل هاوية في الفن، وأجري خلف الدور الذي يستفزني ويعجبني وأخاف منه وأعمله 1000 حساب وأنا نازلة أشتغله.