بعد إشادة النشطاء على السوشيال ميديا.. ما حكم صلاة إمام الجزائر بعد صعود قطة على كتفه؟
انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الأخيرة، مقطع فيديو قصير، يظهر رجلًا يؤم المصلين خلال صلاة التراويح بأحد مساجد الجزائر - حسب ما تداوله مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي- واقتحمت قطة المحراب، ثم قفزت إلى كتفه، وقبَّلته أثناء تلاوته القرآن، قبل أن ترحل عنه.
قطة تصعد على كتف إمام بالجزائر أثناء صلاة التراويح
وأشاد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بموقف الإمام من القطة، وثباته الانفعالي، حيث استمر في تلاوته بلا أي قلق طرأ على صوته، إضافة إلى أنه ساعد القطة على تسلق جسده وصولًا إلى كتفه، خشية أن تقع على الأرض.
ما مدى طهارة القطة وحكم الصلاة في وجودها؟
تصرف الإمام أثار بعض التساؤلات، حول طهارة القطة، وإمكانية تنجيسها للإنسان حال لمسها أو نقضها للوضوء، وهو ما كانت أجابت عليه دار الإفتاء المصرية، خلال فتوى سابقة منشورة عبر موقعها الرسمي.
وقالت دار الإفتاء، إن القطط الأليفة حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه.
واستدلت دار الإفتاء على طهارة القطط بما رواه أصحاب السنن الأربعة عن كبشة بنت كعب بن مالك رضي الله عنهما، وكانت عند ابن أبي قتادة رضي الله عنه: أنَّ أبا قتادة دخل عليها، قالت: فسكبت له وَضوءًا. قالت: فجاءت هرة تشرب، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ».
إلا أن الإفتاء حذرت من أن بول القطط وروثها نجسٌ، ويجب غَسْل الموضع الذي أصابه البول من الثوب أو البدن، لافتة إلى أنه في حالة تيقُّن وجود النجاسة في قَدَم القطة وانتقالها: فيجوز العمل بمذهب الحنفية، فعندهم إذا كان الشيء المتنجِّس جافًّا، وكانت اليد أو القدم أو الثوب مثلًا هي المبتلة، فإن ظهر فيها شيء من النجاسة أو أثرها تنجَّست، وإلا فلا، وإذا شقَّ على السائل إزالة النجاسة: فيجوز له العمل بمذهب المالكية؛ حيث إنَّ إزالتها سُنَّة عندهم.
مما سبق يتبيّن أن الصلاة في وجود القط صحيحة ومقبولة، لكونه طاهرًا في نفسه وذاته، إلا أنه إذا تيقن الفرد بوجود نجاسة من بول القط أو روثه، فإنه يجب عليه إزالته أولًا.