بدون مبالغة
• من 10 سنين فيه موقف غريب حصل في الصين والأسبوع اللي فات كانت الذكرى العاشرة لحدوثه والصحف الصينية أعادت تداوله مرة تانية كنوع من التريقة عليه وتذكير الناس بيه.. اللي حصل في 20 إبريل 2013 إن كان فيه مراسلة تليفزيون صينية شاطرة جدا في مهنتها.. هي واحدة ورغم سنها الصغير لكنها من القليلين اللي عندهم شغلهم مش بس مهم لكنه قضية حياة أو موت!.. يا عم مش للدرجة دي بلاش مبالغة!.. لأ.. الحقيقة إن صديقتنا دي هي اللي حبها لمهنتها مبالغة!.. البنت قررت تتجوز بعد قصة حب مع زميل ليها.. الجوازة اتأجلت أكتر من مرة بسبب ظروف شغلها.. اللي هو يطلع لها فجأة تقرير مطلوب تصوره فتأجل الجوازة!.. طب والمعازيم يا بنت الناس؟.. معلش مش مهم هما قرايبنا والمفروض يقدروا ظروفي!.. يكتشفوا في القناة اللي بتشتغل فيها إن فيه كلمة هي قالتها أثناء التقرير اللي صورته مش واضحة فتلغي خروجة مهمة مع خطيبها عشان تروح تعمل إعادة تسجيل للتقرير كله من الأول!.. يا ست الناس طب ما يقصوها وخلاص!.. لأ.. دي غلطتي ولازم أصلحها حتى لو هعيد التسجيل من أول وجديد.. المهم إنها وبعد ضغط من أسرتها وخطيبها بضرورة الإنجاز وتحديد ميعاد نهائي وأخير للجوازة اللي مش عايزة تتم دي البنت وافقت.. تم تحديد الميعاد في 20 إبريل 2013 وكان في مدينة بعيدة عن المدينة اللي هي منها أساسا.. أثناء الهيصة والفرحة والتنطيط جالهم خبر إن المدينة بتاعتها حصل فيها زلزال قوي!.. طب عادي مش مشكلة ما كل الأهل والقرايب موجودين معانا في الفرح والحمد لله إن محدش موجود هناك.. قالت لأ.. وراحت مسكت طرف فستانها وطلعت على عربية مركونة بره القاعة واتصلت بالقناة بتاعتها قالت لهم ابعتولي كاميرا على المدينة اللي حصل فيها الزلزال أنا رايحة أغطي!.. تغطي إيه!.. طب والفرح والمعازيم والعريس!.. ينتظروا مش مشكلة.. راحت فعلا لمكان الزلزال وعملت تغطية إخبارية مصورة كاملة مع الناس من الشارع وهي لابسة فستان الفرح وكان الموضوع في قمة المسخرة والاستغراب من كل الناس!.. الغريب إن البنت بعد ما خلصت تغطية رجعت تاني على القاعة ولقت الناس لسه منتظرين ومعاهم العريس لإنهم بصراحة كانوا زهقوا من التأجيل وماكانوش هيقبلوا بأي تأخير جديد وتمت الجوازة أخيرا.. الناس في الصين بتتريق على تصرف المراسلة دي وبيقولوا إنه كان مبالغ فيه وكلهم بيراهنوا إن الشخص اللي يقدم حياته العملية على حياته الأسرية بيخسر الاتنين.. والمراسلة؟.. لسه مراسلة ناجحة فعلا بس مشاكلها مع جوزها خلّت حياتهم على كف عفريت.. حياة أسرية متوترة للدرجة اللي الطرفين محتاجين بسببها ياخدوا قرار الانفصال بس المشكلة إن الأستاذة مش فاضية.. كالعادة يعني!.
• في الصين برضه حصل موقف تاني بس ده من مدة أقرب وتحديدا لسه من كام أسبوع يا دوب.. شاب صيني كان خاطب بنت بيحبها وهي بتحبه.. حصل بينهم خلاف صغير وعادي وطبيعي زي اللي بيحصل بين أي اتنين خلال أي ارتباط.. خلاف كان ممكن يعدي بشوية تفويت من البنت لكنها اتلككت وعملتها مشكلة كبيرة زي كورة التلج.. من العدم واللا شيء بقى فيه أزمة!.. والنتيجة؟.. أنت من طريق وأنا من طريق.. طب والحب بتاعنا؟.. بخ.. طب والعِشرة؟.. نسيتها.. كمية جحود مش منطقية صدرت من البنت في موقف كانت هي اللي أصلا غلطانة فيه.. الشاب ولإنه بيحبها حاول معاها بكل الطرق وهي قافلة كل الأبواب.. معظم اللي حواليه ومنهم أخت البنت نفسها نصحوه يسيبها تخبط راسها في الحيط وسيبك منها خلاص دي بنت مالهاش أمان بس هو رفض!.. ركن أي حسابات منطقية ونصايح ورا ضهره وقرر يصالحها.. يا عم أنت مش غلطان أنت نسيت ولا إيه!.. لأ مانسيتش بس برضه هصالحها.. حاول يكلمها.. عاملاله بلوك.. حاول يروح لها البيت.. مارضيتش تخرج من الأوضة أساسا.. بكل المقاييس كان باين أوي إن البنت شافت بديل أو زهقت أو قفلت الباب لسبب يخصها المهم إنها مش عايزة تكمل.. هو يسكت؟.. لأ.. راح لها تحت مكتبها اللي بتشتغل فيه!.. الشركة اللي البنت بتشتغل فيها كان عندهم ضغط شغل هيضطروا بسببه يفضلوا لمدة 14 ساعة كاملين في المكتب عشان ينجزوه.. عظيم مش مشكلة.. راح الشاب وقف تحت شباك مكتبها وهو راكع على ركبه وحاطط إيده على الأرض وباصص تحت!.. حركة بيعبر بيها عن ندمه وأسفه يعني!.. المشكلة إن الدنيا مطرت والجو قلب وبقى فيه مطر وبرق ورعد وأخينا زي ما هو في نفس وضعيته!.. المشكلة الأكبر إن فريق العمل اللي في المكتب ومن ضمنهم البنت اضطروا إنهم يفضلوا في المكاتب مايخرجوش بعد الـ 14 ساعة بسبب المطر والجو وقرروا مايخرجوش إلا بعد ما الدنيا تهدى!.. لغاية الساعة كام؟.. لحد 10 الصبح.. يعني صاحبنا فضل على نفس الوضعية دي من الساعة 1 الضهر لتاني يوم الساعة 10 الصبح!.. 20 ساعة قاعد بنفس الشكل بدون أكل ولا شرب ولا كلمة ولا حماية لنفسه من المطر والجو وبدون ما يرفع راسه.. ثم؟.. خرجت البنت مع الموظفين عشان تروح بيتها وشافته وتجاهلته تماما ولا كإنه موجود وكملت في طريقها!.. الموقف ده خلاّه يتصدم وكإنه بيشوفها لأول مرة، وخلاّه برضه يشوف تصرفه المبالغ زيادة عن اللزوم ده مالوش قيمة ولا معنى وقال يا ريته كان سمع كلام العقل والناس لما قالوله إنها مش عايزاك وفيه مليون دليل على كده.
• المبالغة بتخسّر.. المبالغة في المحبة بتخنق، والمبالغة في التعبير عن المشاعر بتحاصر، والمبالغة في إسعاد غيرك بيحسسه إن فيه شيء غريب وإنك عايز منه حاجة!، والمبالغة في الشغل بدون وضع صحتك في الحسبان خسارة بتدفع ثمنها مرة واحدة بدون مقدمات، والمبالغة في الخصام والبُعد بتخلق مسافة مش بيعوضها أي قُرب بعدين.. المبالغة على طول الخط خسارة.. الأديب "فيكتور هوجو" قال: (احذر من المبالغة، فإن الثقة الزائدة تصبح غرورا، والمديح الزائد يصبح نفاقا، والتفاؤل الزائد يصبح سذاجة).
