بعد تأزم الوضع الأمني في قطاع غزة.. جهود التهدئة إلى أين؟

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي على الرغم من الجهود الإقليمية الجادة للتهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين.

وتعمل عدة أطراف إقليمية ودولية على محاولة التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وتثبيت هدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في قطاع غزة، في الوقت الذي تنفذ فيه إسرائيل سلسلة من الهجمات القوية على القطاع. 

وقالت صحيفة معاريف العبرية، نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي، إن التعليمات التي تلقاها الجيش الإسرائيلي من المستوى السياسي كانت لإعداد رد واسع النطاق على القصف الصاروخي الذي تم إطلاقه على إسرائيل من قطاع غزة، ولذلك تقرر وقف جميع الاتصالات لوقف إطلاق النار حتى إشعار آخر. 

وفي ذات السياق، عادت إسرائيل إلى تنفيذ سياسة الاغتيالات الممنهجة ضد قادة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، حيث وقع حتى الليلة اغتيال حوالي 6 من كبار القادة العسكريين في القطاع جراء الاستهداف الإسرائيلي لهم. 

جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة 

وحسب وسائل إعلام فلسطينية، قال ممثل لحركة الجهاد الإسلامي، إن إسرائيل هي من تسعى لوقف إطلاق النار وبإمكاننا استمرار هذه الحرب لأطول مدة ممكنة، ولا توجد اتفاقات حتى الآن بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار، ونحن متمسكون بمطلبنا بإيقاف إسرائيل للإجراءات المضادة المستهدفة. 

ومن جانبها، قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية: ننعى الشهيد القائد إياد الحسني عضو المجلس العسكري ومسئول وحدة العمليات في سرايا القدس، الذي ارتقى شهيدًا في عملية اغتيالٍ صهيونيةٍ، ونؤكد أن قتالنا مستمر وسنواصل التزامنا أمام دماء الشهداء مهما كلف ذلك من ثمن.

وقالت الجبهة الداخلية في قطاع غزة: الأنباء التي تتداولها بعض وسائل الإعلام حول التهدئة، أنباء متضاربة وغير دقيقة، وما زالت جهود الوسطاء مستمرة، ولم يتم التوصل لأي اتفاق واضح حول وقف العدوان، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية. 

وعلى الجانب الإسرائيلي، عقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الجمعة، جلسة تقييم أمنية مطولة مع الجيش وقادة الأجهزة في وزارة الدفاع الإسرائيلية، للوقف على آخر تطورات الوضع الأمني في قطاع غزة، حسب ما ذكرته وسائل إعلام عبرية. 

وعلى المستوى الدولي، بعث رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الليلة، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر دولة سويسرا، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر يوم الثلاثاء الماضي، والذي راح ضحيته عدد من المواطنين الفلسطينيين وتسبب في إلحاق دمار كبير بالقطاع. 

وحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية، أشار منصور في رسائله العاجلة إلى كبرى المنظمات الدولية، إلى استشهاد ما لا يقل عن 33 مواطن فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 106 آخرين، من بينهم 32 طفلا و17 امرأة، إضافة إلى تدمير المنازل وبنى تحتية مدنية أخرى على نطاق واسع، وتهجير للعائلات الفلسطينية وفقدانها للمنازل وسبل عيشهم.

وأوضح منصور، أن العدوان الإسرائيلي على القطاع أدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية المؤلمة للسكان المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في غزة منذ 16 عامًا، في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وإلى تشريد العائلات الفلسطينية في غزة مرة أخرى منازلهم بسبب الهجمات الإسرائيلية المدمرة.

كما تطرق منصور في رسائله إلى أنه منذ بداية عام 2023، استشهد على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين، أكثر من 140 مواطنا فلسطينيًا في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. 

ضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين

وشدد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين وردع ارتكاب المزيد من الجرائم من قبل إسرائيل، الأمر الذي يتطلب اتخاذ تدابير ملموسة للمساءلة، وحث جميع الدول للسعي لتحقيق هذين الهدفين، بشكل جماعي وفردي، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الأطراف المتعاقدة السامية في اتفاقية جنيف الرابعة، ولضمان احترامه في جميع الظروف.

ودعا منصور، إلى اتخاذ إجراءات جادة وسريعة لحماية الشعب الفلسطيني وضمان أمنه، وإنهاء هذا الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي غير الشرعي ونظام الفصل العنصري الذي تسبب في الكثير من المعاناة الإنسانية لعقود طويلة، وحال دون تحقيق سلام وأمن عادل ودائم في المنطقة.