قصة الأقصري الذي كان أول من أذن في مالطة
يؤذن في مالطة هو مثل يضرب دوما في المواقف التي تشير إلى بذل الجهد بلا جدوى، ولكن هذا ما حدث بالفعل أن كان أول من أذن في مالطة هو أحد أبناء الأقصر الذي أراد أن يجعل من المثل حقيقة.
أول من أذن في مالطة
أراد الشيخ عبد المعطي عبد الوارث الحجاجي أن يطبق عمليا المثل القائل يؤذن في مالطة، وهو ما حدث معه أثناء مرافقته للزعيم سعد زغلول عام 1919.
رافق الزعيم سعد زغلول في منفاه
كان الشيخ عبد المعطي عبد الوارث الحجاجي من المرافقين للزعيم سعد زغلول في منفاه بمالطة عام 1919 فقد كان رفقته هناك مع المجموعة التي نفيت إلي جزيرة مالطة.
الجيل الثالث من علماء الأزهر
يقول الأستاذ عبد الجواد عبد الفتاح الحجاجي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية في كتابة الأقصر من 100 عام: إن الشيخ عبد المعطي عبد الوارث الحجاجي من الجيل الثالث لأعلام وعلماء الأزهر الشريف الذين اشتهروا بعلمهم ليس في الأقصر وحدها بل في مصر كلها.
وأضاف عبد الجواد: أن الشيخ عبد المعطي كان فقيها يشار له بالبنان في صعيد مصر، وأطلق عليه الكثير من الصفات منها العمدة الفاضل واللوزعي الكامل، والإمام العامل العالم.
وأشار عبد الجواد: كان للشيخ عبد المعطي مؤلف عظيم عن مولد سيد المرسلين وفي نهاية الكتاب ذيّله بنسبه الشريف الذي ينتهي إلي الشيخ أبو الحجاج الأقصري الشريف الحسيني.
وسام الكرك من الخديوي عباس
وقال عبد الجواد: حصل الشيخ عبد المعطي على وسام الكرك بإنعام من الخديوي عباس حلمي الثاني، وهو وسام يهدى لكبار الشخصيات وكان يلبس هذا الوسام عند زيارة الملوك والرؤساء الأقصر فقد تقابل مع الملك فؤاد والملك فاروق وأفراد الأسرة المالكة جميعا والسيرلي ستاك باشا سردار الجيش المصري وحاكم السودان الذي اغتيل عام 1927.
افتتاح مسجد أمير الصعيد
وأضاف عبد الجواد: بعد عودة الشيخ عبد المعطي من المنفى استقر بالقاهرة لفترة، ثم عاد للأقصر بعد عام 1934 عند افتتاح مسجد أمير الصعيد لصهره الوجيه إبراهيم عياد، وأصبح إمام المسجد وخطيبه ومعتلي منبره سنوات طويلة، وإذا كان أذانه في مالطة قد ذهب أدراج الرياح ولم يسمعه أحد هناك، فقد أسمع علم الشيخ عبد المعطي بالأقصر أبناءها وأفاد أهلها ولم يذهب أدراج الرياح كما ذهب أذانه في مالطة.