الطلاب العائدون من السودان تحت وطأة السماسرة.. والتعليم العالي تتدخل لمواجهة تعنت الجامعات الخاصة
السبت 13 مايو، كان أول أيام تطبيق قرار الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بفتح باب التقديم للطلاب المصريين العائدين من السوادن وأوكرانيا وروسيا، وفي الجامعات الخاصة والحكومية، حفاظا على مستقبل الطلاب القادمين من تلك الدول، وحفاظًا على أرواحهم بعد نجاح جهود إجلائهم، بعد الأحداث التي شهدها الدول التي كانوا يدرسون بها.
ثمة أزمة واجهت الطلاب المصريين العائدين من السودان تحديدًا، بعد الصراع الداخلي التي شهدته البلاد وخلف ورائه خسائر جسيمة، منها تدمير وزارة التعليم العالي، الأمر الذي جعل الطلاب يفرون من البلاد دون أوراق ثبوتية، الأمر الذي جعل الجامعات الخاصة تفضل طلاب روسيا وأوكرانيا عليهم.
ضمن تداعيات هذه الأزمة، فجر عدد من الطلاب المصريين العائدين من السودان خلال حديثهم لـ القاهرة 24، قضية مهمة، حيث ظهر سوق جديد لـ السمسرة لاستقدام أوراق الطلاب من السودان.
المحتوى العلمي وبداية الأزمة
وفقًا لبيان صادر عن وزارة التعليم العالي في 9 مايو الجاري، أعلنت خلاله الوزارة عن الأوراق المطلوبة من الطلاب القادمين من روسيا والسودان وأوكرانيا للالتحاق بالجامعات الخاصة والأهلية، وكان من بينها التسلسل الدراسي ودرجات النجاح مُعتمدة من الجامعة والمحتوى العلمي، وهي الأزمة التي واجهت الطلاب القادمين من السودان، حيث يقول محمد نصر أحد المتضررين لـ القاهرة 24 متحدثًا عن تلك الأزمة: مفيش حد فيه معاه المحتوى العلمي.
وفي حل سريع من قبل وزارة التعليم العالي، أصدر الدكتور أيمن عاشور، قرارا بإعطاء فرصة للطلاب القادمين من السودان 3 شهور لاستخراج المحتوى العلمي، حتى تهدأ الأوضاع، إلا أن الطلاب حينما ذهبوا للتقديم، فوجئوا بأن الجامعات ترفض تنفيذ كلام الوزير، وتفضل طلاب روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي تسبب في وجود سماسرة كما يقول الطلاب لـ القاهرة 24، حيث ذكر الطلاب أن هناك عددا من الأشخاص يدعون القدرة على إعادة أوراقهم من الجامعات السودانية.
الجامعات الخاصة تضرب بقرار الوزير عرض الحائط وتعرض الطلاب لعمليات النصب
في البداية تحدث محمد نصر الدين، أحد الطلاب المصريين القادمين من السودان والدارسين بكلية طب بشري، عن الأزمة، قائلا: الجامعات الخاصة مبهدلانا، وبتتعامل معانا كإننا مش بني آدمين، ورافضين قبولنا وتنفيذ قرار الوزير، غير لما نجيب محتوى علمي، وناشد وزير التعليم العالي بقوله: يا ريت تدخل من حضرتك عشان محدش عاوز يقبلنا ولا ياخد الورق، عشان المحتوى العلمي وإحنا مش عارفين نجيبه، الموضوع دلوقتي ظهر فيه سماسرة.
ووافقته الرأي وفاء عبد المجيد، في ضرورة تدخل وزارة التعليم العالي، لإدارة الأمر وعدم تركه للجامعات الخاصة التي تتجاهل الطلاب العائدين من السودان، حيث قالت: الجامعات مش معبرة الطلاب اللي راجعين من السودان، وده كان لازم يتم إتاحة الفرص لكافة الطلاب على حد سواء، مضيفة أن عدم اكتمال الأوراق هو السبب وأن رفض الجامعات الخاصة جعلهم عرضة للسمسرة.
عبد الرحمن محمد، أحد الطلاب العائدين من السودان، تحدث عن أهمية وجود رابط للتقديم ليس له علاقة بالجامعات الخاصة نفسها والتي تفرض في بعض الحالات تسديد مبالغ تتجاوز الألف جنيه للتقديم، ويتيح فرصا متكافئة للطلاب في التقديم، دون تميز الجامعات الخاصة، التي لا تعير اهتمامًا لقرار الوزير بإعطاء القادمين من السودان مهلة 3 شهور.
تدخل عاجل من وزارة التعليم العالي
في تدخل عاجل من وزارة التعليم العالي، وجه الدكتور أيمن عاشور، بتيسير كل إجراءات تحويل الطلاب المصريين العائدين من الجامعات السودانية وكافة الجامعات، الراغبين في استكمال دراستهم بمصر، حيث أتاحت أمانة مجلسي الجامعات الخاصة والأهلية رابطًا إلكترونيًا مركزيًا جديدًا يمكن التقديم لمساعدة الطلاب الذين لم يتقدموا للتحويل إلى الجامعات الخاصة والأهلية حتى الآن، والذي جاء كالتالي: https://www.cpnu-admission.edu.eg/، فضلًا عن إتاحة بريد لكافة الاستفتسارات: [email protected].