معالم أثرية طمسها الإهمال.. قصر الملك فاروق يتحول لخرابة ومأوى لـ الحيوانات بالشرقية
على بعد 30 كيلومتر من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية تقع مدينة بلبيس التي تضم العديد من الآثار، وفي قرية المنشية الكائنة بقرية أولاد سيف (الفاروقية سابقا) يقع قصر الملك فاروق، حيث تعرض بعد ثورة 25 يناير لسرقة بقايا مقتنياته الأثرية وأصبح مأوى لرعاة الأغنام والخارجين عن القانون ومروجي المواد المخدرة وغرزة لمتعاطي البانجو.
ويعتبر قصر الملك فاروق الكائن بقرية أولاد سيف المعروفة في العهد الملكي، بـ الفاروقية، والتابعة لمركز بلبيس، نموذجًا صارخًا، بعد أن تعرض للسرقة جميع ما بداخله من مقتنيات أثرية، وتحول إلى مأوى لرعاة الأغنام والخارجين عن القانون.
قصر الملك فاروق
ويقع ما تبقى من حطام لقصر الملك فاروق الذي أنشأه والده الملك فؤاد منذ ما يقرب من 150 عاما، وظل القصر محتفظًا بقوامه حتى عام 1970، وبعدها تحول إلى مدرسة، وعندما نشبت النيران داخل القصر تم إخلاؤه.
القاهرة 24 انتقل إلى قرية أولاد سيف، وتجول داخل ما تبقى من جدران لقصر الملك فاروق، حيث ينقسم القصر إلى مبيت شتوي ومبيت صيفي للملك، وبه مطبخ ضخم ومدخل خاص للخدم.
ويقول عاطف مبروك، مدير مدرسة تم بناء القصر عليها: الملك فاروق لم يحضر سوى مرتين وكان ينزل في استراحته بقرية أولاد سيف، حيث تجر الخيل عربة الملك حتى هذا القصر.
وأضاف مبروك: أن القصر كان حتى عام 1970 عبارة عن تحفة معمارية، وبعدها تم تخصيص القصر ليكون مدرسة ابتدائية، وعندما نشب حريق داخل المدرسة تم إخلاؤه حتى قيام ثورة 25 يناير، واستولى عدد من الخارجين عن القانون على ما تبقى من محتويات داخل هذا القصر.
وواصل حديثه قائلًا: لذا نحن أهالي قرية أولاد سيف والقرى المجاورة نناشد المسئولين بسرعة ترميم هذا القصر؛ لأنه يعتبر من التحف المعمارية في القرن الحديث.
وبالعودة إلى التاريخ، فإن القصر الذي شُيد في عهد الملك فؤاد الأول عام 1920، استغرق بناؤه أكثر من 18 شهرًا حيث أشرف على عملية البناء مهندس إندونيسي كان يُقيم في إيطاليا آنذاك، واستخدم في بنائه طوبا جرى استيراده من إسطنبول، وبلاط أرضيات من إيطاليا.
وحينما انتهى الحكم الملكي بثورة يوليو 1952، استُخدم القصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كمخزن للأسلحة والذخيرة، ومع قدوم حقبة الرئيس أنور السادات، ضُم القصر إلى وزارة التربية والتعليم وتم استغلاله كـ مدرسة للتعليم الأساسي بالقرية، قبل أن تُبنى مدرسة حديثة، ويُستغل جزء من القصر ليكون مدرسة إعدادية، وتُترك بقية الأجزاء كـ مخزن للكتب، إلا أن تعرض المخزن لحريق هائل التهم الكتب الدراسية، اضطر المسئولين إلى ترك القصر وتوريث الإهمال والتنصل منه قرابة أربعين عامًا مضت.
قصر الملك فاروق
