أحمد كريمة: تصوير الرجل لزوجته في غرفة النوم ليس من مسوغات طلب الطلاق
علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، على مسألة تجسس الرجل على زوجته واستخدام كاميرا لتصوير ما تفعله في غرفة النوم، وأثر ذلك شرعًا على استمرارية عقد الزواج.
وقال أحمد كريمة خلال تصريحات تلفزيونية إن الشرع الشريف جعل الثقة بين الزوجين هي الأصل في الزواج، لافتًا إلى أن وجود الثقة بين الزوج وزوجته واجب شرعي.
حكم تجسس الرجل على زوجته عبر تصويرها في غرفة النوم
وأضاف أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يدخل الرجل بيته بغتة –أي: فجأة-، بل يرسل رسولًا قبله، وذلك من باب وجود الثقة بين الزوجين.
تابع أحمد كريمة: لذلك الله سبحانه وتعالى جعل الاستئذان في القرآن الكريم، حتى لو على بيت الإنسان نفسه، أما كون إن بعض الناس يلعب الشيطان في رأسه ويصور له خياله أشياء، ويلجأ للتجسس فهذا منهي عنه شرعًا.
وأشار كريمة في هذا الصدد إلى قول الله تعالى في سورة الحجرات: «وَلا تَجَسَّسُوا»، وقوله صلى الله عليه وسلم: ولا تجسسوا ولا تحسسوا، مبينًا على أن التجسس منهي عنه شرعًا مهما كانت الدوافع، إضافة إلى أنه يفتح بابًا للشر، مشيرًا إلى أنه لا بدمن وجود الثقة بين الرجل وزوجته وكذلك الثقة من الإنسان في ربه.
هل يحق للزوجة طلب الطلاق بسبب تصوير زوجها لها في غرفة النوم؟
وأكد أستاذ الفقه بالأزهر، أن اكتشاف الزوجة تجسس زوجها عليها لا يبطل العقد الشرعي (الزواج) بينهما، موضحًا أن الزوج هنا أتى بفعل قبيح، يعاب عليه، ولكنه لا يؤدي إلى فسخ العقد بينه وبين زوجته.
ونصح كريمة الزوجة في هذه الحالة بمسامحة زوجها، مستدعيًا قول الله تعالى: « وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا» مشيرًا إلى أن هذا الأمر لا يعد مسوغًا لطلب الطلاق، مردفًا: بنحاول بكل الطرق المحافظة على بيوت المسلمين، فهي هتعدي الموضوع ده برجاحة عقلها وطيب أصلها ونقاء عنصرها، وتعي إن دي هفوة من هفوات الضعف البشري، وتعاتبه برفق، وإن شاء الله ربنا يصلح الحال بينهما، والزوج معليهوش أي كفارة في الموضوع دا، ويكفيه الاعتذار والندم على فعله.