الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر

الأربعاء 31/مايو/2023 - 07:42 م

مصر أرض التاريخ والحضارة، على أرضها سار أنبياء الله وبارك ثراها إبراهيم عليه السلام وعاش فيها يوسف الصديق وجاء يعقوب والأسباط، وولد فيها موسى وهارون وكان مسك الختام مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر.


في رحلة مباركة استمرت ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام وقطع مسافة 1033 كيلو متر تقريبا من بيت لحم إلى دير المحرق ثم العودة بنفس المسافة.


رحلة مليئة بالمعجزات والبشارات وهم يتنقلون من مكان إلى مكان هربا من هيرودس، بدأت عندما جاء الملاك إلى يوسف النجار يقول له (قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر).
وخرجوا من بيت لحم إلى برية سيناء وسلكوا طرقا غير معروفة، وسوف نتناول أهم النقاط خلال لرحلتهم المباركة.
1- رفح وهي مدينة تبعد عن العريش 45 كم وكانت تلك محطتهم الأولى. 
2- العريش وهي مدينة تطل على البحر الأبيض المتوسط وعثروا فيها على بقايا كنائس قديمة.
3- الفرما هي المحطة الثالثة والأخيرة لهم في برية سيناء وتبعد عن ساحل البحر بنحو 3 كم، وبها آثار لقلعة قديمة، وكانت مركز تجاري، ومركز للرهبنة.
4- تل بسطا، تقع على أطراف مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وكانت مستقر لسيدنا يوسف الصديق، وتسمى مدينة الآلهة لما فيها من كثرة والمعابد التي شيدها الفراعنة، كما كانت مركز سياسي وعسكري استراتيجي لمصر وتقام فيها الاحتفالات وتقدم الأضاحي، ومشهورة بالطب كما ذكر هيرودوت.

ويعتبر وقت دخولهم المبارك تل بسطا يوم 24 بشنس هو اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة القبطية بدخول العائلة المقدسة إلى مصر الموافق واحد من يونيو وهو أحد الأعياد السيدية الصغرى لدى الكنيسة.


5- مسطرد وهي مدينة على أطراف القاهرة، أنبع فيها السيد المسيح بئر مياه وغسلت السيدة مريم ملابسهم وحممت الطفل (تسمى المحممة) وبها كنيسة أثرية يقصدها الشعب المسيحي وخصوصا في أيام صوم السيدة العذراء، وبها نبع مياه ما زال موجودا حتى الآن ومروا بها أثناء عودتهم لفلسطين مرة أخرى.


6- بلبيس هي أحد مراكز محافظة الشرقية، وتبعد عن القاهرة 55 كم، والمكان الذي سكن به سيدنا يعقوب عندما جاء إلى مصر لمقابلة سيدنا يوسف. ثم توجهوا إلى دقادوس في طريقهم إلى سمنود بنيت هناك كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء تحت مذبحها ووجد بئر مياه كانوا يشربون منه.


7- سمنود هي أحد مراكز محافظة الغربية وكنائسها تتبع إيبارشية المحلة الكبرى، استقبل أهلها العائلة بكل ترحاب، حيث حدثت معجزة إحياء أحد الموتى، وبنيت كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء ثم تهدمت وبنيت مرة أخرى وتحتوي على رفات الشهيد أبانوب وثمانية آلاف شهيد، كما بها ماجور كبير من الجرانيت يقال إن السيدة مريم عجنت فيه أثناء وجودهم بالمدينة.


8- سخا، تحركت العائلة من سمنود إلى البراري حيث موقع دير القديسة دميانة ومنه إلى سخا أحد مدن كفر الشيخ والتي تعرف باسم بيخا أيسوس أو كعب يسوع، وهو عبارة عن قاعدة العمود الحجري التي أوقفت الأم ابنها المسيح عليه فغاصت مشط قدمية ونقشت في الحجر، ونبع من الحجر ماء شربوا منه، مما جعل للمدينة مكانة عظيمة عند الناس الذين كانوا يقصدون هذا الحجر (كعب يسوع) من كل مكان، ويضعون فيه الزيت للمباركة والشفاء من الأمراض، وبنيت هناك كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء.


9- وادي النطرون والتي قال الطفل فيها لأمه سوف يوجد ناس كثر للتعبد، وكان المكان مليء بالأديرة وصل عددها إلى 50 دير تبقى منها دير الأنبا مقار والذى ذهب إلى هذا المكان بإرشاد إلهي ودير الأنبا بيشوي ودير السريان ودير البراموس وهي أدير عامرة الآن.


10- عين شمس، وكانت تعبد الإله أون وتزوج سيدنا يوسف الصديق من أهلها، وفيها تربى سيدنا موسى، كما كانت مشهورة بجامعاتها وفلاسفتها ومنها أفلاطون الذي أقام بها بعض الوقت.


11- المطرية، يوجد بها بئر مياه شربت منه العائلة، وغسلت الأم ملابس الطفل ثم سكبت الماء على الأرض وانبتت نبات البلسم ذو الرائحة العطرة، كما أن أحد الحارات رفضت إعطاء الخبز لهم رغم توافره فلم يختمر لهم عجين، كما بنيت كنيسة باسم السيدة العذراء.


12- الزيتون، وصلت إليها العائلة في طريقها إلى مصر القديمة وبنيت كنيسة للسيدة العذراء بها وقد تجلت على قباب كنيستها في مشهد شاهده جمع عظيم عام 1968.


13- كنيسة العذراء بالأزبكية وكانت المنطقة وقتها زراعية وقت مرور العائلة بها وحدث هناك معجزة عندما قابلت العائلة فلاح مصري يغرس بذور البطيخ فحكيت له قصتها وقالت له سيأتي غد جنود هيرودس يسألون عنا فقل لهم لقد مروا عليا وقت أن كنت أغرس بذور البطيخ، وفي اليوم التالي جاء الجنود وهو شاهد البطيخ في أرضه قد نمى وجاء وقت حصاده فقال للجنود ما طلبت منه، فقالوا لأنفسهم لقد مروا على الأقل منذ ثلاثة أشهر فعادوا إلى أدراجهم.


13- في منطقة الفسطاط ومصر القديمة هناك كثير من الشواهد الدامغة على وجود العائلة بها منها على سبيل المثال:
أ- كنيسة العذراء والمشهورة بالكنيسة المعلقة والتي بنيت على برجين من حصن بابليون، كما كانت مقر للباباوات الكنيسة القبطية لأكثر من 400 عام.
ب- كنيسة القديسين سرجيوس وواخس والمعروفة بأبي سرجة والتي أقيمت على المغارة التي عاشت فيها العائلة لمدة ثلاثة أشهر، كما بها مغطس قديم من أيام الحاكم بأمر الله والذي منع إقامة عيد الغطاس وتعتبر من أقدم الكنائس التي بنيت في مصر، كما بها بئر مياه قديم.

ج- والمنطقة بها كثير من الكنائس والأديرة مثل كنيسة القديسة بربارة ودير مارجرجس للراهبات وكنيسة مارجرجس بمصر القديمة،كذلك كنيسة العذراء المعروفة بقصرية الريحان لكثرة نمو الريحان بالمنطقة.
د- كذلك بمنطقة الفسطاط يوجد حصن بابليون والمعبد اليهودي والمتحف القبطي وكنيسة ودير الراهبات أبي سيفين، وكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة ودير السيدة العذراء للراهبات فالمنطقة في الفسطاط ومصر القديمة عامرة وزاخرة بالشواهد.
14- المعادي ارتحلت منها عن طريق مركب بالنيل إلى الصعيد، وكان بها دير تحول إلى كنيسة بعد الزحف العمراني، وفي عام 1996 وجد الكتاب المقدس طافيا على سطح مياه النيل في مواجهة الكنيسة ومفتوح على سفر أشعياء النبي على أية (مبارك شعبي مصر).
15- منطقة الصعيد عندما ارتحلت العائلة من المعادي إلى الصعيد وصلت إلى دير المحرق ومروا بما يأتي: 
أ- دير الجرنوس غرب مغاغة ويوجد به بئر شربت منه العائلة المقدسة.
ب- دير السيدة العذراء بجبل الطير والذي سمي بهذا الاسم لكثرة أسراب الطيور به، كما حدثت معجزة كبيرة للسيد المسيح كانوا بمركب في النيل وإذا بصخرة تسقط من سفح الجبل فرفع يديه فوقفت الصخرة وتركت أثر ليديه على الصخرة.
ج- ملوي بالمنيا وكان يطلق عليها بلدة الأشمونين وبها معبد كبير وحصان من النحاس في مدخل المدينة لحراستها ظنا منهم، وسقطت التماثيل وقت دخولهم كما تحطم الحصان والمنطقة مازال بها تلك التماثيل المحطمة، والآن هي منطقة غنية بالأديرة والكنائس.
د- قرية ديروط  والتي أنبع فيها المسيح نبع ماء، والمنطقة بها نخيل والذي ينحني إجلالا للسيد المسيح، وأقاموا بها عدة أيام وبها كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء.
ه-  القوصية لم يرحب أهل القوصية بهم لسقوط تماثيلهم وقت دخولهم، عكس أهل مير الذين رحبوا بهم وقت وصولهم إليها.
و- دير المحرق وهو من أكثر الأماكن التي استقرت بها العائلة المقدسة حيث مكثت به ستة أشهر وعشرة أيام ويشتهر هذا الدير باسم العذراء مريم، وما يميز الدير أن مذبحه من دشنه السيد المسيح بيديه بل المذبح الوحيد في العالم الذي شيده السيد المسيح، وتحقق معه نبؤة أشعياء النبي بتوسطه أرض مصر حيث يقع في منتصفها تماما.
وعندما مات هيرودس ظهر الملاك ليوسف النجار مرة أخرى قائلا له (قم وخذ الصبى وأمه واذهب إلى إسرائيل لأنه مات الذين يطلبون نفس الصبي، فقام واخذ الصبي وأمه وجاء إلى اسرائيل).


وفي طريق العودة إلى فلسطين ارتحلوا من دير المحرق إلى أن وصلوا إلى جبل أسيوط حيث دير درنكة المنحوت في باطن الجبل وأقامت العائلة بمغارته، ويجتمع الكثير من الناس أيام صوم السيدة العذراء للاحتفال والتبرك بالأماكن التي شرفوها.


وواصلوا طريق عودتهم بنفس طريق الوصول، واعتبر قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية والكنيسة القبطية، مع نيافة الحبر الجليل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، تلك المناطق التي توقفت فيه العائلة المقدسة أماكن زيارة دينية.


ومن واجبنا الترويج لتلك الأماكن وتجهيزها وترميمها وصيانتها وتوفير البنية التحتية المتكاملة لتحقيق الراحة والرفاهية لكل ضيوفنا، وأن يكون الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة واجب وطني وقومي لكل مصري.
حفظ الله مصر

تابع مواقعنا