كيف تدار الشركات العائلية في مصر.. أصحاب العربي ونهضة مصر يحكون تجاربهم
يحكي كل من محمد العربي رئيس مجلس عائلة العربي التابع لشركة العربي التي أسسها العصامي محمود العربي وداليا إبراهيم رئيسة دار نهضة مصر للنشر عن تجاربهم في إدارة شركاتهم التي تقع ضمن الشركات العائلية في مصر، وهل تخضع هذه الشركات لنظم الحوكمة في إدارتها أم لا وهل هناك واسطة في تعيين الأقارب بهذه الشركات أم تخضع لعوامل الكفاءة والتميز؟.
محمد العربي: البداية مع تطبيق الحوكمة كانت من خلال أستاذ جامعي
يروي محمد العربي خلال الندوة التي نظمتها كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حول الشركات العائلية في مصر تجربته في إدارة مجموعة العربي جروب حيث يتولى منصب رئيس مجلس العائلة وهو مجلس يتم بالانتخاب من العائلة التي تدير الشركة ومجموعهم 160 شخصا من عائلة العربي حيث تم انتخاب محمد العربي لهذا المنصب مرتين فيقول: لم نكن نعرف عن أن الشركات العائلية لها علم وتدار وفق نظام الحوكمة قبل أن نتعرف على دكتور جامعي كان يتحدث مع عمي محمود العربي، ودعانا إلى جلسة للتعرف على ذلك العلم ودعانا للتعرف عليه وتم ذلك بالفعل عبر عدة جلسات وعرض مساعدته لنا كمستشار مجاني في تطبيق الحوكمة في شركتنا.
وتابع محمد العربي: جلس معي هذا الخبير في الحوكمة والدكتور الجامعي في هذا العلم ومع مدحت العربي وعمي محمود العربي (مؤسس العربي جروب) كان وقتها مسافر، وتحدث معنا في تفاصيل كثيرة واتفقنا على جلسات أسبوعية لتعلم هذا العلم (الحوكمة) واستمر ذلك لمدة 3 سنوات كاملة، وبدأنا ننقل هذا العلم للأجيال في العائلة الجيل الأول والثاني في العائلة حيث يتجاوز عدد العائلة حاليا 160 شخصا.
ويشير محمد العربي إلى أنهم بدأوا بالفعل بعد التعرف على هذا العلم بتكوين ما يسمى بـ (مجلس العائلة) واتفقنا على أن أفراد عائلة العربي هم من يرتبطوا بالعائلة بغض النظر عن كونه من العصب أم لا، كما تم الاتفاق على أن من يحصل على عضوية الجمعية العائلية هو من يزيد عمره عن 16 عاما، كما تم الاتفاق على كيفية تشكيل مجلس إدارة العائلة بالانتخاب، موضحا أن هذا العام كان هناك انتخابات لمجلس الإدارة وتم وضع خطة خلال خمس سنوات مقبلة، وحددنا قائمة بترشيح مجموعة من المستقلين داخل مجلس الإدارة وهذه تتم من خلال لجنة الحوكمة بالشركة.
التوافق بين الأجيال داخل مجلس عائلة العربي
وحول التوافق بين الأجيال في العائلة والتي تصل إلى أربعة أجيال، لفت العربي إلى أنهم حاولوا التقريب بين هذه الأجيال فهناك جيل الإنترنت وجيل آخر قبل هذه الثورة التكنولوجية والمعرفية، متابعا: بدأنا التقريب بين كل جيل والجيل الآخر خاصة مع اختلاف نظم التفكير بين هذه الأجيال مع العدد الكبير في العائلة.
وحول من يحصلون على المناصب داخل الشركة يذكر محمد العربي أن من يحصل على منصب بالشركة لابد أن يكون كفء لهذا المنصب، ويتم ذلك بشكل احترافي وأن من يعملون في الشركة من العائلة يشترط أن يتمتع بالكفاءة اللازمة ويحصل على التدريب الكامل لهذه الوظيفة ويتم ذلك بتمويل من مجلس العائلة.
وحول الخلافات التي تحدث بين أفراد العائلة داخل الشركة، يشير محمد العربي إلى أن ما يحدث من مشاكل داخل الشركة لا يجب أن تخرج خارجها.. فالذي يحافظ على العلاقة العائلية هى الشركة.
أما داليا إبراهيم وهى رئيسة مجلس إدارة دار نهضة مصر للنشر التي تأسست عام 1938 فتحكي عن تجربتها مع الشركات العائلية فتقول: إن والدها كان أكبر المشجعين لها على الإدارة والذي نصحها بالحفاظ على تاريخ دار النشر التي بدأت في شارع الفجالة بالقاهرة.
وتضيف بالنسبة لأولادي فهم يروا أن الشركة تقدم رسالة ثقافية لذلك فهم يحبوها جدا وفخورين بها، لافتة إلى أن الشركة تقدم قواعد عادلة في التوظيف داخل الشركة، وأن أهم نصيحة نصحها لها والدهم مؤسس الدار أنه يجب الحفاظ الشركة وتاريخها.
وتشير داليا إبراهيم إلى أن هناك من هم أفراد بالعائلة ويحصلون على خبرة من خارج الشركة، ثم يأتون للعمل بالشركة بعد الحصول على الخبرة اللازمة، لافتة إلى أن الابتكار الدائم هو سر نجاح أي مؤسسة اقتصادية.
تعد الشركات العائلية أساس العديد من الاقتصادات في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تساهم بشكل كبير في الإنتاج والتوظيف ولها جذور عميقة في المجتمع المحلي والصناعة، وفقًا للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، حيث تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة ما يقرب من 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمصر وتعتبر منشأ الشركات العائلية، ومع ذلك فإن حوالي 30٪ فقط من هذه الشركات تستمر بعد الجيل الأول، بينما يستمر 3٪ فقط حتى الجيل الرابع أو الخامس بسبب العديد من المشكلات التي تواجهها.