ثورة 30 يونيو والفلاح المصري
الفلاح المصري حمل لقب الشهيد الحي عن جدارة واستحقاق، نشأ وسط معاناة مع نقص كافة الخدمات، وبين غلاء فى المبيدات، وعدم قدرته على تسويق محصوله، أو الحصول على سعر عادل له، وبين بنك التسليف، وظل مرابضا يقاوم الظروف بكل رضا وقناعة.
قريتنا كنت أراها آخر نقطة في العالم، كنت أتساءل هل يعلم أحد من المسؤولين أننا نعيش فى تلك البقعة من الأرض؟
هل يعلمون ما نعيشه من معاناة وسط وضع سيء في كافة الخدمات حيث لا مدارس ولا كهرباء ولا مياه نظيفة للشرب ولا رعاية صحية، واجتماعية، وأننا نفتقد كل شيء من مقومات الحياة الطبيعية، وكأننا في القرون الوسطى أو عصر ما قبل التاريخ؟
أعتقد لا يعلمون عنا شيئا، وسنظل نعاني الإهمال والنسيان، ولأننا جيل مختلف عن جيل آبائنا المستسلم لطبيعة هذا الوضع، فيجب أن ننتفض ونتمرد، علينا إخبارهم بأننا هنا مصريون مثلكم يحملون نفس الجنسية، ويتكلمون نفس اللغة، وتظلهم نفس السماء، إنه وطننا كما هو وطنكم، كنت جندي مثلكم حاربت، ومنا من أصيب ومنا الشهيد، نحن نحبها مثلكم وأكثر منكم.
عندما قامت ثورة يناير انتفضنا، ذهبنا إلى كل الميادين في كل أرجاء الوطن نحمل أصواتهم، وهمومهم، وأمنياتهم، هتفنا عيش حرية كرامة إنسانية، تحدثنا على كل المنابر، ومع كل التجمعات عن مواطنين لم يتمردوا ولم يضربوا رغم قسوة الحياة يعيشون في ريف محروم من أساسيات الحياة، يحتاجون من يربت على أكتافهم، يقولون لهم أنتم في أعيننا، فاليوم ليس من الإنسانية أن نتركهم لهذا البؤس والشقاء وتلك المعاناة.
وسُرقت يناير ومعها حلم لم تخمد ثورته، فانتفضوا مع المتمردين ليعيدوا مصر إلى هويتها وروحها.
وكانت ثورة 30 يونيو، وتجدد الأمل في تغيير هذا الواقع المرير الذى تعيشه كل قرى مصر وعزبها ونجوعها، ونجد مع الرئيس السيسى الحلم يتحول إلى واقع، ويتم الإعلان عن استراتيجية مصر ورؤيتها للتنمية المستدامة 2030، وايمانا بدور الفلاح في التنمية الزراعية، وأنه عصب الاقتصاد الزراعي، الذي يوفر احتياجات مصر من السلة الغذائية، ويحافظ على أمن مصر الغذائي.
فوجد الفلاح من يربت على كتفيه ويسانده بل ويعوضه عن ظلم عقود طويلة من الإهمال، ويدخل دائرة اهتمام الحكومة، فتم إعفاء المتعثرين من قروض البنك الزراعى، وتحولت الحيازات الزراعية الورقية الى كارت ذكى، وإطلاق عدة مبادرات منها مبادرة العلاج من فيروس سي، والأمراض السارية، وكثير من القوافل الطبية تجوب كل القرى تطمئن على صحتهم وتقدم لهم الرعاية.
كما أطلقت الدولة عدة مبادرات لتنمية الثروة الحيوانية مثل مشروع البتلو، مشروع زراعة مليون ونصف مليون فدان، والدلتا الجديدة، تنمية الريف المصري ومشروع الصوب الزراعية، تبطين الترع، وأوقفوا التعدي على الأراضي الزراعية وحمايتها، واتجهوا الى الصحراء لإستصلاح أراضى زراعية وإقامة مشاريع زراعية وحيوانية وداجنة عملاقة تحفظ أمن مصر الغذائى، واقامت مجتمعات جديدة، كما قامت بتوفير المبيدات والتقاوى وتسويق المحاصيل وشرائها بسعر عادل وغيرها من المبادرات الكثيرة الأخرى التى تهدف الى التنمية والتطوير وتحسين حال الفلاح المصري باعتباره عمودا من أعمدة اقتصاد الدولة.
وتعتبر مبادرة حياة كريمة اهم تلك المبادرات والتى ستغير حياة اكثر من 70مليون مواطن فى الريف المصرى لما ستقدمة من تنمية وتلبية أمالهم وتطلعاتهم فى حياة لائقة كريمة، فأقيمت الوحدات الصحية المتطورة، والمراكز الخدمية النموذجية لتوفر لهم الوقت والجهد، وأنشأت المدارس ومراكز شباب ومكاتب البريد ووحدات الخدمة الإجتماعية ومحطات الكهرباء والصرف الصحى، ومشاريع الغاز الطبيعى، وأقيمت الطرق الممهدة، ودخلت مياة الشرب، وتوسعت الحكومة فى انشاء محطات الصرف الصحى والتحلية، والعمل على دمج الفلاح فى المنظومة الاقتصادية، واصدار قانون للنقابة التى ترعى مصالحة وغيرها من الخدمات التى تحسن من مستوى معيشتة وتوفر له سبل الراحة والأمان.
وأتوجه بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي آمن بدور الفلاح المصري، وأنه شريك رئيسي في بناء الوطن ويستحق الحياة الكريمة اللائقة.
فتحية لكل المتمردين ومن رفعوا راية العصيان ضد جماعة الإخوان، لتكون 30 يونيو بداية لتأسيس جمهوريتنا الجديدة، وتحقيق حلمي بأيد حانية ربتت على فلاحي مصر.
تحيا مصر