ما حكم ارتداء الملابس المخيطة حال الإحرام بالحج أو العمرة؟.. البحوث الإسلامية يجيب
أجاب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف على سؤال ورد له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نصه: ما حكم ارتداء الملابس المخيطة حال الإحرام بالحج أو العمرة؟
عبادة الحج تقوم على تعظيم المناسك
وقال مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن عبادة الحج تقوم على تعظيم المناسك، وإظهار الخضوع الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ قال تعالى: {ذلك وَمَنْ يُعَظمُ َشعَائِرَ اللهِ فإنها مِنْ تقوى القلوب، والشعائر هي كُلِّ مَا أَمَرَ الله به في مناسك الحج وتعظيمها وتوقيرها وترك الاستهانة بها، ومن شعائر الحج المحافظة على النظام العام، والذي يتمثل في الامتناع عن محظورات الإحرام، وترك الترفه بلبس المخيط وترك الطيب وحلق الشعر وسائر محظورات الإحرام.
وأضاف البحوث الإسلامية: ولذا أكد النبي على أداء الحج على هذه الهيئة التي يجتمع عليها الحجاج والنصوص الشرعية قد تحدثت عن فعل محظورات الإحرام في حالة العذر: كما في قوله تعالى {فمن كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ به أذى مِنْ رَأسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَام أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكِ وذلك لأن المسلم لا يتعمد فعل المحظور وقد نبه الإمام النووي إلى خطورة فهم ضعاف العقول من العامة هذا الفهم؛ لما فيه من التجرؤ على حدود الله وأحكام شريعته، فقال: "رُبما ارتكب بعض العامة شيئا من هذه المُحرمات وقال: أَنَا أَفْتَدِي متوهما أنه بالتزام الْفِدْيَة يَتَخَلَّصُ مِنْ وَبَال المعصية؛ وذلك خَطَأَ صَريحَ وجَهْل قَبيح؛ فَإِنَّهُ يَحْرُمُ عَليهِ الفعل، وإِذَا خَالَفَ أَتْمَ وَوَجَبَت الفِدْيَة، وليست الفِدْيَة مُبيحة للإقدام على فعل المُحرَّم، وجَهَالَةُ هذا الفاعل كَجَهالَة من يقول: أنا أشرب الخمر وأزني والحد يُطَهرني، ومَنْ فَعَلَ شَيئًا مما يُحْكَمُ بتَحريمه فقد أَخْرَجَ حَجه عن أَنْ يكون مبرورا" كما أن في تعمد فعل محظور من محظورات الإحرام كلبس المخيط دون عذر إخلال بقدسية المناسك المعظمة، ومخالفة لمقصد الحج؛ الذي هو إذابة الفوارق بين الناس واستشعار يوم البعث والظهور بحالة التذلل والمسكنة لله رب العالمين، وهذه الحالة يباهي الله بها ملائكته ويقوله لهم " انظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاءُونِي شعثا غبرا
