باحثون يطورون علاجًا جديدًا لمكافحة الملاريا | دراسة
توصل باحثون إلى إمكانية تطوير عقار جديد لمكافحة الملاريا عن طريق إحداث تأثير على الطفيليات، وتحديد دورة العدوى، حيث حذرت السلطات الصحية من أن ارتفاع مقاومة الأدوية قد يعكس التطورات الأخيرة في مكافحة الملاريا، وتحديدًا في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، ويسعى الباحثون وراء طرق بديلة لمكافحة الطفيليات المسببة للأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض، حيث حددوا الآن هدفًا جديدًا محتملًا.
آلية جديدة لمكافحة عدوى الملاريا
وبحسب ما نشر بمجلة SciTech Daily، تمتلك جميع الكائنات الحية تقريبًا ساعات فطرية تدير الاختلافات في كل شيء من الشهية وتركيزات الهرمونات إلى توقيت نشاط الجينات على مدار اليوم، حيث حلل الباحثون نشاط الجينات لدى المرضى الذين ظهروا في المرافق الطبية على طول الحدود بين تايلاند وكمبوديا، وتظهر عليهم علامات الإصابة بالملاريا في دمائهم.
ووجد الباحثون أن طفيليات الملاريا تزامن بطريقة ما إيقاعاتها الجزيئية مع الساعات الداخلية لمضيفيها على مدار 24 ساعة، حيث ترتفع جيناتها وتنخفض بخطوات متقاربة تمامًا مع بعضها البعض على مدار اليوم.
وأشار فريق الباحثين في جامعة ديوك، وجامعة فلوريدا أتلانتيك، إلى أن النتائج يمكن أن تمهد الطريق لعقاقير جديدة مضادة للملاريا تطرد الساعة الداخلية للملاريا مع مضيفها.
وقال المؤلف الكبير ستيف هاس، أستاذ علم الأحياء في جامعة ديوك، لدينا سبب للاهتمام بهذا الأمر، فنحن في آخر خط لدينا من الأدوية، حيث أننا نستهدف تطوير علاجات أكثر فاعلية لمكافحة الملاريا، وخاصة في الدول الفقيرة.
عندما يصاب شخص ما بالملاريا، تتكرر حلقة مميتة داخل جسمه، وتنجم طفرات الحمى المتكررة للمرض عن طفيليات البلازموديوم المجهرية التي تغزو خلايا الدم الحمراء للشخص وتتكاثر، ثم تنفجر في انسجام تام، وتندفع في مجرى الدم بالملايين لتغزو الخلايا الأخرى وتبدأ الدورة من جديد.
تتكرر هذه الدورة كل 24 أو 48 أو 72 ساعة اعتمادًا على نوع العدوى، الأمر الذي جعل العلماء يتساءلون: هل يمكن للطفيليات أن تنسق بطريقة ما مع إيقاعات الساعة البيولوجية لمضيفيها على مدار 24 ساعة؟، وهذا ما يجعل الباحثون يستهدفون تطوير علاج جديد يستهدف دورة العدوى.
وحدد الباحثون مئات الجينات التي تتبع إيقاعًا شبيهًا بالساعة، وتزداد نشاطها في أوقات معينة من اليوم وتتوقف في أوقات أخرى، باستخدام هذه البيانات، طوروا طريقة لحساب وقت الساعة الداخلية لكل مريض وكذلك للطفيليات الخاصة بهم، ثم قاموا بحساب مدى توافق إيقاعات التعبير الجيني.
