الموسيقار مجدي الحسيني يروي سنوات التكوين في إذاعة القاهرة الكبرى
يستضيف الإعلامي حسين الناظر في حلقة اليوم من برنامج سنوات التكوين، الذي يذاع في العاشرة والنصف مساء على موجات إذاعة القاهرة الكبرى الموسيقار مجدي الحسيني؛ أشهر عازف للبيانو والأورج الذي صاحب كبار نجوم الطرب في العصر الذهبي للغناء ليتحدث عن أهم محطات التكوين التي أثرت في حياته.
ومن خلال اللقاء يروى الحسيني قصة مولده في 28 سبتمبر 1954م؛ في محافظة أسيوط، لأسرة تقدس العلم ومحبة للفنون، حيث كان والده مدرسًا لعلم النبات بجامعة أسيوط، وقام بشراء جهاز البيانو لابنته الكبرى لتمارس هوايتها في التعلم والعزف عليه، ليولد الطفل مجدي ليجد البيانو أمامه في البيت فيتعلق به ويتقن العزف عليه سماعيًا وهو ابن ثلاث سنوات لتبدأ رحلة من الإبداع لهذا الطفل الذي أصبح من أشهر العازفين في مصر والعالم العربي.
ويروي الحسيني أن انتقال الأب للعمل أستاذًا لعلوم النبات بكلية الزراعة بجامعة القاهرة؛ ومعه الأسرة كان له أثرٌ كبيرٌ في تطور موهبته كطفل في الخامسة من عمره، حيث التحق بمدرسة الروضة المستقلة النموذجية بميدان الجيزة، ليكون الطفل الموهوب على موعد مع النجاح من أول يوم دراسي بالمدرسة، عندما همس لزميل له بأنه يتقن العزف على البيانو، لينقل هذا الزميل لمدرس الموسيقى الأستاذ عباس هذه الجملة، فقام باستدعاء الطفل الصغير لحجرة الموسيقى، وطلب منه إظهار موهبته للتأكد من صدق كلامه، فبدأ في عزف مقدمة أغنية جددت حبك ليه لكوكب الشرق أم كلثوم ليفاجأ بعدد غير قليل يقفون خلفه يتقدمهم وزير المعارف الذي جاء يتفقد المدرسة في أول يوم للدراسة، والذي أبدى إعجابه بالطفل الصغير، وأوصى بالاهتمام بموهبته وتنميتها، ومن يومها أصبح الطفل حديث السن رئيسًا لجمعية الموسيقى، وقائدًا لفريق الموسيقى الذي يعزف موسيقى تحية العلم وجميع الحفلات المدرسية.
ويتحدث الحسيني عن دور مدرسة أبو الهول الإعدادية بالجيزة وأستاذ الموسيقى حسن عبد الوهاب؛ عازف الكمان بفرقة فريد الأطرش، والذي كان مفتاح السر في نجاح الطفل مجدي الحسيني وصقل وتنمية موهبته، فعينه رئيسًا لجمعية الموسيقى بالمدرسة، ورئيسًا للحفلات التي تنظمها المدرسة أو الإدارة التعليمية حيث كانت تستعين به المدارس في حفلاتها، ما خلق له شهرة كبيرة على مستوى المدارس، وجعل مدرسته تحصد كل الجوائز في الموسيقى، والرسم حيث فاز بالجائزة الأولى على مستوى الجمهورية في الرسم -الذي برع فيه أيضًا- ليتسلم الميدالية الذهبية من الزعيم جمال عبد الناصر في عيد العلم.
وعن بدايته مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يروي أنها كانت مع أغنية أحضان الحبايب أثناء تسجيل أغنيات فيلم أبي فوق الشجرة، حيث أراد عبدالحليم وقتها الاستعانة بالأورج الغربي، فطلب من الفنان عمر خورشيد أن يأتي له بعازف أورج محترف، فرشحني له وقال لي صديق عازف ماهر فقط عمره 16 سنة.
يتذكر الحسيني بابتسامة: عبدالحليم لم يكن مقتنعًا بأن شاب في هذا العمر يمكن أن يتقن هذه الآلة الغربية الحديثة، ولكنه فوجئ عند سماعي عزف اللحن على الأورج، وانبهر انبهارًا شديدًا وطلب مني أن أقوم بتسجيل أغنيات “يا خلي القلب” وكل أغنيات الفيلم بالأورج، لتبدأ صداقة ورحلة عمل لا تنسى مع فنان قدير بحجم العندليب الأسمر.
وأضاف: تعلمت من عبدالحليم حافظ إتقان العمل والتدريب الجيد حيث كان يجري العديد من البروفات حتى يتأكد من حفظ وإتقان جميع الموسيقيين للحن وخروجه بالشكل المرضي له وللجماهير، كما تعلم منه أهمية الصرف على العمل حيث كان يشتري بنفسه الأجهزة الحديثة للموسيقيين حدث معي حيث اشترى لي في رحلة لندن أحدث وأغلى جهاز أورج، واشترى لعمر خورشيد أحدث جيتار، واشترى لمختار السيد أحدث أوكورديون أيضًا.