الأب بطل الحكاية│ حادث يغير حياة شاب بالمنوفية ووالده يلازمه 9 سنوات لعلاجه: ميأستش.. ونفسي أشوفه معيد
أبويا بطل الحكاية.. بهذه الكلمات وصف وليد صلاح فرج، دور أبيه في الرحلة الطويلة التي خاضها من أجل العلاج والتعليم.
قبل 9 سنوات تعرض وليد صلاح البالغ من العمر حاليا 26 عامًا، لحادث مأساوي حينما كان طالبا بالثانوية العامة غيّر حياته 180 درجة، دخل على إثره في غيبوبة لمدة 31 يوما، حيث أصيب بنزيف على المخ، ما أثر على مركز الحس الحركي والكلام، ليصبح بعد ذلك ملازما للفراش لمدة 4 سنوات، بعد أن كان سيصبح حارس مرمى في ناد رياضي شهير.
كما تنبأ له الجميع بأنه كان سيصبح حارس مرمى كبير، خاصة أنه خاض اختبارات المرحلة الأولى بالنادي الأهلي.
قصة عم صلاح ورحلة علاج نجله
ظل وليد 4 سنوات بعد الحادث ما بين غرف العمليات ومراكز العلاج الطبيعي، تاركًا دراسته، ليلتحق بعد ذلك بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة المنوفية، ليصبح طالبا متفوقا دراسيًا، فبالرغم من أنه مازال متأثرا صحيًا بالحادث وخاصة على الحركة والكلام، إلا أنه كان حريصا على حضور كافة المحاضرات والامتحانات على مدار الـ 4 سنوات الماضية، ليتخرج هذا العام، ويعود كل هذا لـ دور والده العم صلاح، الذي لا ييأس أبدًا من حالة ابنه، واثقًا في قدراته العلمية، متنبئًا له بأن يصبح ذا شأن عظيم بعد التخرج، حيث كان يصطحبه يوميًا إلى الكلية.
ومن جانبه قال صلاح فرج، البالغ من العمر 57 عامًا، مهندس كهربائي، في حواره لـ القاهرة 24، من أول يوم بعد الحادث أخبرني الأطباء بأن نجلي لن تتحسن صحته، وقد يعيش على النفس فقط دون حركة أو كلام، وقتها حمدت الله على كل شيء ولم أفقد الأمل فيه، لم أترك طبيبا في مصر متخصصا في حالته إلا واستشرته، منذ 9 سنوات وحتى الآن مازلت صامدا في رحلة علاج نجلي، ولم أيأس يوما.
معاناة وآلام بعد فرح
وأشار فرج، إلى أن ابنه كان أحد الطلبة المتفوقين دراسيًا خلال مرحلة التعليم الثانوي، وكان يتنبأ له الجميع بأن يصبح طبيبا، ولكن قدر الله فاق كل التنبؤات، مشيرًا إلى أن لديه 2 من الأبناء الأكبر تخرج من كلية الهندسة كـ الأول على دفعته وكرمه عدد من قيادات المحافظة وتكرم معه وليد في نفس اليوم على تفوقه الدراسي في المرحلة الثانوية، ليصبح الأخوان حديث البلدة، ثم يفاجئوا بعد ذلك بـ حادث الابن الأصغر، مشيرًا إلى أن ما حدث لابنه كان نتيجة العين والحسد.
وتابع صلاح فرج: علاج ابني كلفني مليون و400 ألف جنيه على مدار الـ 9 سنوات الماضية، قائلًا: بعت الأرض واشتغلت على دراعي من أجل توفير نفقات العلاج، وسأستمر في ذلك الأمر حتى أن تنتهي رحلة علاجه، وخاصة أنه سيخضع خلال الأشهر المقبلة لعملية جراحية جديدة لتبديل العضلات والأوردة.
متمسك بأمنياتي تجاه نجلي
وأضاف فرج: كنت حريصا أن أؤدي دوري كـ أب يتمنى النجاح لابنه في كل شيء، ولذلك حرصت على اصطحابه للجامعة يوميًا لحضور المحاضرات والامتحانات، وكان يومي يبدأ منذ الصباح الباكر متوجهًا به من مركز منوف إلى مدينة شبين الكوم مكان جامعته، ثم أتجه بعد ذلك لعملي بمحافظة الغربية، وأعود له بعد انتهاء المحاضرات، لنتجه لجلسات العلاج الطبيعي في نهاية اليوم.
واختتم صلاح فرج: بتمنى ربنا يتم شفاه على خير وإن ربنا يطول في عمري وأفرح بنجاحه وتعيينه ثم زواجه، وخاصة أن إبني عانى طوال الـ 9 سنوات الماضية، لذلك أطمح في أن يصبح معيدًا بالجامعة أو إعلاميا شهيرا، مضيفًا: والدته لها دور كبير في هذه الرحلة، وخاصة أنها تولت رعايته بالمنزل على مدار السنوات الماضية.