حكم عدم صيام يوم عرفة.. إن طرأ مانع هل يضيع الأجر؟

قد يجهل البعض حكم عدم صيام يوم عرفة ويظلمون أنفسهم ويصيبهم الحزن لعدم صيام هذا اليوم العظيم، ومع بلوغنا يوم عرفة 2023، ومعرفتنا فضل صيام يوم عرفة، وأنه ثاني أفضل يوم في العام بعد يوم النحر، يجب أن نعلم لماذا نصوم هذا اليوم وما حكم ترك هذا الصيام.

وفي تقرير القاهرة 24 التالي، نشق طريقًا منيرًا لإيضاح حكم عدم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج، مع بيان فضله العظيم، وآراء دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف حول ذلك الشأن.

حكم عدم صيام يوم عرفة

وأوضحت دار الإفتاء حكم عدم صيام يوم عرفة في عدة فتاوى نشرتها على صفحتها الرسمية، حيث أكدت أن صيامه سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس فرضًا تركه يلزمه قضاء.

ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى إثم من ترك صيام يوم عرفة، لأنه صيام سنة لا يترتب عليه إثم، ولعلو فضله ينتظره المسلمون كل عام بشغف ويدعون الله بلوغه وصومه ولا يترك صيامه إلا محروم.

ويعقد البعض النية لصيام يوم عرفة لكن ظروف مرض أو عذر شرعي تحول بين إكمال صيامه، وهو ما لا يمنع ثواب الصيام لكون النية قد انعقدت بالفعل والمانع غير ممكن إزالته.

وقالت دار الإفتاء المصرية في إحدى فتوى ترد فيها على فتاة صامت يوم عرفة إلا أنها فاجأها الحيض، فإنه عملًا بمضمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، فثوابها عند الله غير منقوص بإذن الله، والله هو المتفضل على عباده بالأجر والثواب.

حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج

حول حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن الله تعالى فرض الحج على المسلمين وخصص له أيام معلومات في العام، وجعل يوم عرفة يوم الحج الأكبر، لذلك له فضل عظيم لا يتكرر طوال العام.

وأجمع العلماء والفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج لما له من فضل، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد قال الإمام الترمذي: قد استحب أهلُ العلم صيامَ يوم عرفة إلا للحاج.

حكم صيام يوم عرفة للحاج

أكدت دار الإفتاء المصرية أن حكم صيام يوم عرفة للحاج جائز بشرط ألا يمنعه من الوقوف بعرفة والدعاء والتكبير، فإن كان قادرًا على ذلك رغم صومه فهو أمر مسحب ويكره صيامه إن كان يضعفه الصومُ عن الوقوف والدعاء.

واختلف العلماء والفقهاء على حكم صيام يوم عرفة للحاج فقد ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى كراهيته حتى وإن كان الحاج قادرًا بدنيًا.

واستدل هذا الرأي إلى ما روته أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ» أخرجه البخارى، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ».

بينما يتجه الشافعية إلى أنه سنة مؤكدة يصمه من استطاع ويتركه من لم يستطع، بينما الحنفية يذهبون لكراهيته إن أضعف الحاج واستحبابه إن استطاع عليه.

أجر صيام يوم عرفة

أجمع الفقهاء والعلماء على أجر صيام يوم عرفة وفضله العظيم استنادًا لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيح، فقد روى مسلمٌ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».

وأهم أجر يحصل عليه الصائم يوم عرفة:

• استجابة الدعاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم "خير الدعاء دعاء يوم عرفة" صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة.
• كثرة العتق من النار: قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة" رواه مسلم في الصحيح.
•  مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء" رواه أحمد وصحح إسناده الألباني.
•  التكبير المقيد: الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة، مع كل تكبيرة مغفرة للسيئات.