بين أمس مظلم وغد مشرق

يوم تاريخي من أيام شعب مصر العظيم، إنها ثورة 30 يونيو 2013 م حيث تعالت فيه أصوات الملايين من كل شبر على أرض مصر الطاهرة، نساء ورجال، شيوخ وشباب، وكأن القدر يلقن الجميع: «انزل يا سيسي، الخائن مش رئيسي»، بعد اندلاع شرارة اعتصام النخبة من المثقفين والفنانين بوزارة الثقافة.

هى ثورة شعب حقيقية على الظلم والطغيان والخراب الذي حل بمصر وشعبها، من إرهاب لم تره مصر منذ فجر التاريخ.. ألم يكن ذلك بفعل فاعل!!
نعم كانت انتخابات رئاسية وللأسف أفرزت هذا الفصيل الخائن فى صناديق الاقتراع، تارة بالترهيب وتارة بتضليل الشعب من البسطاء والسذج، فانحرفوا عن الاختيار الصحيح بعد أن ارتدت الجماعة الإرهابية عباءة الدين وهو منهم براء.

وكانت إرادة الله لمصر وشعبها أن يستجيب البطل لدعاء وأصوات المصريين التى تعالت فى جميع الميادين بنزول البطل ليعلنها مدوية بأن القوات المسلحة لم تستطيع أن تصم آذانها عن أصوات شعب مصر العظيم فى مشهد تاريخى يوم 3 / 7 / 2013 ضم النخبة من مؤسسات القوى الوطنية فى بيان أذهل العالم ليعيد ترتيب الأوضاع الداخلية والخارجية بقوات مسلحة مصرية مدربة وشرطة مدنية عصرية، قدموا فيها أرواح شهدائنا الأبرار ملاحم تاريخية سيذكرها دوما التاريخ بحروف من نور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ويضع القائد بشجاعة فائقة وبسالة نادرة وإرادة وعزيمة حديدية نصب عينيه أهداف وطنية عند تولى المسئولية فى 2014م.

والبلاد فى حالة يرثى لها، حدود مفتوحة، يستهدفها إرهاب غشيم – خونة بأرض مصر – أمن مفقود – أعداء متربصين من دول معادية تحاول أن تجعل مصر تدور فى فلك لا ينتهى من صراعات دموية وفتن طائفية والجميع فى رعب لا يعرف ما سينتهى به الحال وهو يشاهد دول الجوار تتساقط واحدة تلو الأخرى: (العراق – سوريا – اليمن – ليبيا – السودان)، إلى أن جاء يوم الحسم فى 14 أغسطس 2014 فى فض اعتصام رابعة العدوية ليعيد لمصر وللبلاد هيبتها ومكانتها الأمنية ليسقط فى هذا اليوم العديد من الجرحى ويستشهد فيها أبطالنا الشباب فلذة أكباد المصريين، وتُستنزف موارد الدولة المصرية من حصيلة الاحتياطى بالبنك المركزى بالكامل فى أقل من عام ونصف بعد أن تم جمع تلك الحصيلة خلال خمسة عشر عاما مضت.

ولا ننسى استهداف العديد من الكنائس وحرقها وتنفيذ عمليات إرهابية داخل المساجد (مسجد الروضة 2017) وتفجير محطات الكهرباء.

ولإنقاذ الوطن والشعب كانت هدية السماء بتولى القائد الجسور الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، الذى عبر بالوطن من ليلها الحالك وظلامها الدامس إلى واحة الأمن والإستقرار والتنمية، بعد أن استشهد فى ساحات المعارك آلاف الشباب المصريين، فتعالت الصرخات فى كل مدينة وقرية ونجع.

وها هى المشروعات الإستراتيجية العملاقة تُبنى بسواعد المصريين الشرفاء فى تنفيذ رؤية استراتيجية لبناء وطن بالكامل قى كافة ربوع محافظات مصر، بعد أن تُركت البلاد مهملة لسنوات كثيرة، بداية بالمشروع التاريخى العملاق بحفر شريان جديد لقناة السويس لتتضاعف حصيلة مواردنا لتصل إلى 9.6 مليار دولار.

وتكمن كلمة السر فى الإرادة والعزيمة لشعب جسور، مع ربان سفينتها وشبابها الواعى بتحدى الزمن فى إقامة وتشييد العديد من المشروعات لجمهورية جديدة بأفكار خارج الصندوق عسكريا وثقافيا واقتصاديا، وحلول جذرية لمشكلات متوطنة داخل جسد الأم غيرت جغرافية المكان والزمان، وذلك ببناء عاصمة إدارية جديدة تبعد عن القاهرة 60 كم يُنقل إليها جميع الوزارات والهيئات خارج الكتلة السكانية بوسط المدينة لتخفف من الإختناق المرورى وتجذب المستثمرين إلى مدينة وعاصمة تليق بالمصريين تضاهى دبى وجوهانسبرج.

ومع تشييد الأوكتاجون المصرى كأكبر مقر لوزارة الدفاع فى العاصمة الإدارية الجديدة، والذى يُبنى على مساحة 189 ألف م2، بُنى على الطراز الفرعونى كأقوى مقر ضمن أقوى عشرة جيوش على مستوى العالم، وبعد أن استردت مصر عافيته، لم يكن أكثر المتفائلين بالعالم، يتوقع أن مصر التى كانت تعانى منذ سنوات من نقص الطاقة وعجز عن دفع مستحقات شركات توريد الغاز، أنها ستتحول خلال سنوات قليلة إلى مركز عالمى لتصدير الطاقة إلى أوربا.

مكانة كبيرة تنتظر مصر كأمة عظيمة بين الأمم وأهمية إستراتيجية فى العالم تليق بالجمهورية الجديدة، وها هى الصحف العالمية تتناول الحديث عن مصر ودورها الإقليمى والدولى وكيف أصبحت مورد رئيسى للغاز فى أوربا. والسؤال الذى يطرح نفسه كيف حدثت تلك المعجزة، إنها قصة نجاح مصرية.

والحكاية نسردها بإعجاب شديد إلى ما تفطن إليه الرئيس السيسى بأهمية مصادر الطاقة حيث بدأت مصر خطة الإصلاح الاقتصادى لتوفير موارد جديدة لبناء بنية تحتية لتوليد الكهرباء ونجح فى سنوات قليلة فى ذلك من خلال:

1- تعاقد مصر مع شركة سيمنز الألمانية لعمل ثلاث محطات توليد كهرباء، الأولى فى محافظة بنى سويف بصعيد مصر، والثانية فى العاصمة الإدارية الجديدة، والثالثة فى البرلس بقدرة انتاج 14.4 ألف ميجا وات، حيث بلغت التكلفة للثلاث محطات 6 مليارات يورو.
2- إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية فى بلبان بأسوان بالشراكة مع القطاع الخاص بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار.
3- إنشاء أكبر محطة توليد طاقة من الرياح فى العالم بجبل الزيت بالبحر الأحمر بتكلفة بلغت 12 مليار جنيه.

وانحصر الإرهاب وانخفضت معدلات الجريمة، وذلك بعد أن لقن الجيش المصرى خفافيش الظلام درسا قاسيا بالقضاء على آلاف الإرهابيين ممن كانت تمولهم وتأويهم دول أهل الشر على الحدود المصرية فى معارك الشرف والصمود والنضال، ومع رجال الشرطة البواسل الذين قدموا أرواحهم لتخليص الوطن من الإرهاب وفتحوا الطريق أمام التنمية والعيش الكريم لأبناء الشعب بدمائهم الذكية الطاهرة.

ومع إلغاء حالة الطوارئ عام 2017 م نتيجة التتبع والرصد لأجهزة وزارة الداخلية المصرية والتحرك السريع لجهاز الأمن الوطنى فى ضبط جميع المخططات وودأ العمليات الإرهابية، أعاد إلى مصر استقرارا أمنيا يشهد به الجميع.

وها هى مصر تنفذ مشروع حياة كريمة ليستفيد منه 60 مليون مصرى، وتقضى على العشوائيات وتعيد وجه مصر الحضارى فى تنفيذ مشروعات القاهرة التاريخية، وإنشاء أكبر وأسرع شبكة نقل جماعى من خلال تنفيذ مشروع المونوريل والقطار الكهربى، وكذا تشييد آلاف من الطرق والجسور والأنفاق فى ربوع مصرنا الحبيبة ليشهد بها الجميع.

عاشت مصر حرة أبية بشعبها الكريم الصبور مع ربان سفينتها الرئيس عبد الفتاح السيسى.