نفسي أدفن مع الرسول.. تعرف على آخر رسائل الحاجة راجيا وحلمها بجبل عرفات قبل وفاتها
نفسي أدفن مع الرسول.. بهذه الكلمات كانت الحاجة راجيا حسني التي تاهت بعد تعرضها لحالة إغماء قبل وصولها لجبل عرفات بـ 3 كيلومترات تمني نفسها قبل وفاتها بأن يرزقها الله سبحانه وتعالى حُسن الخاتمة وأن تدفن مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
آخر رسائل الحاجة راجيا
وكتب نجلها الشاب أحمد سامي، منشورا منذ قليل عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "كانت بتقولي أنا نفسي أدفن مع الرسول بس بعد ما أحضر فرحك".
ونشر نجل الحاجة راجيا، صورة لوالدته وهى تدعو له ولخطيبته إسراء من خلال ورقة بها أسماؤهما من أمام الكعبة المشرفة، مشيرًا إلى أنه كان على وشك إتمام الزواج وكان يحصل على رأيها في شراء الأثاث المنزلي وباركت له على اختياراته.
سر الحلم بعرفة
وحول مآثر الحاجة راجيا التي توفيت في المملكة العربية السعودية أثناء أداء مناسك الحج، كتب صديق نجل الراحلة عبر حساب نجلها أحمد سامي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أحمد نام أخيرا، ومظنش أنه يمانع كتابتي للكلمتين دول.. من السويعات اليسيرة اللي قعدناها بعد الخبر، عرفت قد ايه-مع قربي- اني معرفش حاجة عن طنط.. كم الخير اللي كانت بتعمله والصدقات الجارية من ابار حفرتها وبناء مساجد.. وتعاهد فقراء بالاسم وفلوس سايباها هنا وهنا لأعمال خير وغيره.. علاقتها مع ربنا وقد ايه صادقة في ده -ونحسبها كذلك ببشرى ربنا الجميلة- اه نعرف انها ملتزمة بشعائر الدين، تحث على الصلاة والقران، وتنفر من الحرام وما قرب اليه، لكن المَعين القلبي اللي كان يتفجر منه الأنهار ديه مكانش باين لينا.. كانت حلمت اليوم اللي قبل استضافة الله لها بانها بتحاول تتسلق جبل قمته بيودي للسماء، فكانت بتحاول تطلع وتعبت في النص، فقالت للي بتحكيله "مش عارفة ده معناه ايه بس ادعيلي اموت بعرفة" وكان نفسها تدفن جنب النبي.. وتاني يوم على طول جبر الله خاطرها (صدقت الله فصَدَقها) ..فكرني بالأعرابي اللي آمن، ودخل غزوة فجاله نصيبه من الغنيمة، فقال للنبي: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أُرمى هاهنا - وأشار إلى حلقه - بسهمٍ فأموت فأدخل الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: " إن تصدق الله يصدقك، بعد شوية، جابوه للنبي صلى الله عليه وسلم يُحملُ قد أصاب السهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق الله فصدقه " . ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته (لبس النبي) وصلى عليه، ودعا: " اللهم هذا عبدك، خرج مهاجرًا، فقُتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك " .
وافتكرت الآية (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)[الحجرات: 15]، والآية: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.. دروس الست العظيمة ديه متقطعتش بوفاتها، لسه بتعلمنا يعني ايه صدق في العلاقة مع الله، يعني ايه معية الله وجبره وبره بمن يصدقه، يعني فعلا كم التيسير والفتح والبركة والدعوات والمساعدات مش منطقي.. فعلا “إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ”، بتعلمنا يعني ايه ان الواحد يجمع بين جمال الباطن وصلاح الظاهر وان مفيش تعارض بينهم.. وبرضه الجمع بين العبادات من تعاهد للقران وقيام الليل والصيام، وبين اعمال الخير المختلفة، وان برضه مفيش تعارض بل ان عبادات القلب هي وقود محرك وبوصلة موجهة لاي عمل خيري.. كنت حابب اختم بدعاء ليها، بس غصب عني كل ما ابدا في ده الاقيني بدعي لنفسي واقول يارب زيها، يارب اللي في قلبها، يارب صدق زيها، يارب الحقني بها!.. حابب أشكر كل اللي سعى وساعد أوعرض مساعدة أو دعى.. ربنا يجمعنا كلنا في جنته في ظل عرشه".
وكان نجلها كتب عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، منشورا أول أمس الثلاثاء، جاء فيه "عاوز أوصل لأمي" بعد أن فقد التواصل معها، وأن آخر اتصال من هاتفها المحمول كان من خلال أحد الحجاج الذي أبلغه بأنه مغمى عليها وملقاة على الأرض، ثم جرى غلق الهاتف المحمول ليبدأ بعدها رحلة البحث عنها قبل أن يتلقى مساء أمس الأربعاء نبأ وفاتها.