وائل غنيم وثقافة التطوع.. كيف يؤثر في الشباب؟
عظيم أن يندمج الناشط السياسي وائل غنيم في المجتمع المصري بهذا الشكل الذي ظهر مؤخرا؛ حيث أعلن غنيم أنه بدأ في التطوع في مبادرة حياة كريمة؛ وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2 يناير عام 2019، وتهدف إلى تحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا على مستوى الدولة.
وائل غنيم العائد مؤخرا بعد غياب عن البلاد منذ عام 2013، عائد بنشاط ملحوظ ومشاركة فعالة في المجتمع، ويمكنه المساهمة في نشر ثقافة التطوع بين الشباب، وهي ثقافة بالفعل موجودة لدى الكثير من الشباب لكنها تحتاج إلى المزيد من جهود الشباب، وبإمكان وائل غنيم المشاركة بشكل فعال من خلال إنشاء منظمة للتطوع في مصر تجمع جهود الشباب المصري وتستغلها الاستغلال الأمثل؛ إذ يتمتع غنيم بقبول لدى الكثير من الشباب المصري.
وأعتقد أن غنيم مرّ بمراحل صعبة أثناء وجوده في أمريكا، وظهر ذلك من خلال عدد من الفيديوهات التي بثها عبر حسابه على فيسبوك، إلا أن غنيم العائد حاليا إلى القاهرة استفاد من تلك التجربة، وبدأ في الانصهار داخل مجتمعه المصري بشكل أكثر تأثيرا.
يحتاج المجتمع المدني في مصر إلى مثل هذه الثقافة، مع إتاحة الفرصة للشباب للاندماج في منظماته المختلفة التي تساهم بشكل كبير في التنمية وتدعم العمل الخدمي والمدني وترسخ ثقافة العمل العام في المجتمع؛ لأنه من الأعمدة المهمة جدا في التأثير داخل المجتمع.
فكثير من منظمات المجتمع المدني في مصر لا تحكمها المؤسسية، ويتحكم بها قيادات تتحكم بها وتتخذ قرارات فردية، وهي تحتاج إلى كثير من الإصلاح.
وقد ساهمت شخصيا في التطوع بعدد من منظمات المجتمع المدني؛ مثل: منظمة كاريتاس مصر ومركز سيتي التابع لكاريتاس مصر خلال أوقات الفراغ أثناء دراستي الجامعية؛ وذلك للمساهمة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع التعليمي في مصر، فضلا عن المشاركة في التطوع بعدد من الجمعيات الأهلية الأخرى.
ويبلغ عدد المتطوعين في مصر نحو ثلاثة ملايين متطوع، وفق ما أظهره تقرير الأمم المتحدة، حيث تبلغ نسبة المتطوعين من النساء 956،247، في حين تبلغ نسبة الرجال 773،487، إلا أن الحقيقة الواضحة هي أن مستويات العمل التطوعي في مصر تظل في حدود متواضعة، وتحتاج كثيرا من العمل والجهد للاستفادة من الطاقات الشبابية.
وتشير دراسة أعدها الباحث عبد الله فيصل بعنوان سياسات العمل التطوعي في مصر، إلى أن من أبرز الأسباب التي تمنع الشباب عن المشارکة المجتمعية، وفقا لآراء عينة من الشباب تم استطلاعها، بمركز بصيرة هي البطالة، والضغوط الحياتية، وعدم وجود فرص تناسب اهتمامات الشباب، إضافة إلى عدم اهتمام الشباب بالمشارکة، في حين أن النسبة الأکبر من الشباب المستطلعين لا يجدون هناك سببا محددا لعدم المشارکة، وتُظهر تلك النتيجة أنه بنسبة ملحوظة لا يوجد مانع واضح أمام الشباب لعدم تطوعهم، بالإضافة إلى أن التعلل بالبطالة لا يعد سببا قويا في منع الشباب عن التطوع؛ حيث إن البطالة تعني أن هناك أوقات فراغ أکبر يمكن استثمارها في التطوع، بالإضافة إلى أن المشارکة في الأعمال التطوعية تساهم في دعم المعارف والخبرات الشخصية، وتعزز من فرص الحصول على فرصة عمل مدفوع الأجر.