اعتقال 1311 شخصًا وإصابة عشرات الضباط وتحذيرات من العنف.. ماذا يحدث بفرنسا؟
تشهد فرنسا موجة اضطرابات جديدة، على خلفية مقتل الشاب نائل على يد فرد شرطة خلال اليومين الماضيين، وهو ما تسبب في خروج الآلاف من الفرنسيين للتظاهر ضد الحكومة، تزامنًا مع حدوث أعمال شغب في كافة المدن الفرنسية.
وتعيش فرنسا حالة من الفوضى على خلفية مقتل الشاب نائل، وهي ما تتمثل في إغلاق الشوارع والمدن الرئيسية وتوقف حركة القطارات والمواصلات في عدة مدن، كذلك وقوع أعمال تخريب من قبل المتظاهرين ضد الحكومة، في الوقت الذي حذرت فيه بعض الدول رعايها من السفر لفرنسا خلال هذه الأيام على خلفية الفوضى التي تعيشها باريس، ومن أبرز هذه الدول بريطانيا وبولندا.
ووقعت عدة مواجهات بين قوات الشرطة الفرنسية والمحتجين في مختلف المدن الفرنسية، نتج عنها وقوع عشرات الإصابات في أفراد قوات الشرطة، بالتزامن مع إلقاء القبض على أكثر من 1000 محتج ضد الحكومة، في الوقت الذي عقد فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعًا طارئًا مع أعضاء حكومته بالأمس للوقوف على آخر التطورات.
حالة من الفوضى الكبرى في فرنسا
وذكرت وسائل إعلام فرنسية صباح اليوم السبت، أنه وقع إصابة 7 ضباط من أفراد الشرطة بالرصاص خلال أعمال الشغب في مدينة ليون أمس، كذلك وقعت بعض الإصابات بين رجال الأمن في مختلف المدن الفرنسية، فقد أصيب نحو 150 شرطيا خلال أعمال الشغب ليلة أمس الجمعة، وسط استعدادات أمنية مكثفة في مقاطعة نانتير بفرنسا قبيل ساعات من تشييع جثمان المراهق الذي قتل على يد الشرطة.
وقال وزير الداخلية الفرنسي في تصريحات له صباح اليوم عن مقتل الشاب نائل: سنرى ما سيُقرره الرئيس ماكرون بشأن فرض حالة الطوارئ، وسنحترم القضاء وسنتعلم درسا سياسيا واجتماعيا وقانونيا، والشرطي الذي قتل المراهق نائل موجود في السجن وهو قيد التحقيق الرسمي، لقد أدركت فور إبلاغي بالخبر أننا سنواجه مشكلة كبيرة، ولكن الدولة الفرنسية لم تخف شيئا.
ومن ناحية أخرى، قال رئيس جمعية أصحاب الفنادق والمطاعم الفرنسية: إن الفنادق شهدت موجة من إلغاء الحجوزات جراء الاضطرابات، ومن جانب آخر، توقفت حركة المواصلات في مدينة ستراسبورج بفرنسا، في الوقت الذي ظهرت فيه آثار التخريب في متاجر جراء أعمال الشغب في ضاحية روني سوبوا بباريس.
وشهدت مدن فرنسية مجددا أعمال شغب بشأن وحشية الشرطة أمس الجمعة لليلة الرابعة على التوالي، وقال رئيس بلدية ميتز الفرنسية: لقد وقع تدمير المكتبة العامة بالمدينة بعد تعرضها لحريق كبير، وسط نقص كبير في قوات الأمن والشرطة بالمدينة.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم السبت، اعتقال 1311 شخصا بعد ليلة رابعة من أعمال الشغب في فرنسا، وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، إنه جرى القبض على أكثر من 1000 شخص رغم الوجود الأمني الهائل وغلق خطوط النقل، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
ونشرت الشرطة الفرنسية نحو 45 ألفا من رجالها عبر كافة المدن الفرنسية بعد منتصف الليل، بما في ذلك الوحدات الخاصة، بغرض السيطرة على أعمال العنف.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، في بيان لها اليوم السبت، إنه جرى إشعال النيران في أكثر من 1350 سيارة في البلاد في الليلة الرابعة من أعمال الشغب في البلاد، إلى جانب اندلاع ما إجماليه 2560 حريقا في الطرقات العامة، وأنه تمت مهاجمة 31 مركز شرطة في كافة أنحاء البلاد.
وفي ذات السياق، أشارت وكالة الصحافة الفرنسية، إلى وجود مذكرة استخبارية تحذر من تزايد العنف خلال الليالي المقبلة في فرنسا وأن يتسم بأعمال تستهدف رموز الدولة الفرنسية.
سقوط جرحى من رجال الشرطة في فرنسا
في الوقت الذي تتحدث فيه الشرطة الفرنسية عن وجود عناصر متطرفة مستعدة للمواجهة في ضاحية نانتير، وسط سقوط جرحى من رجال الشرطة في مواجهات شملت مدنا فرنسية كبرى وضواحيها، وتمتد المواجهات في فرنسا لمدن ليل وليون ومرسيليا وستراسبورج ونانت.
وقُتل شاب من أصل جزائري عمره 17 عاما في نانتير، الثلاثاء الماضي، على يد عنصر شرطة فرنسي من مسافة قريبة خلال عملية تدقيق مروري، وبررت الشرطة الواقعة أن الشاب كان يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء، وفق المدعي العام، مما تسبب في وقوع اضطرابات في كافة أنحاء فرنسا.
وفتح مكتب الادعاء العام في فرنسا يوم الخميس الماضي، تحقيقا رسميا بتهمة القتل ضد الشرطي الذي أطلق النار على الشاب في نانتير، وقال عمدة نانتير باتريك جيري، إن الشاب سوف يُدفن اليوم السبت.
