عيديّتي علاج المرضى.. مغامرة طبيب مصري بمعسكرات النازحين بالسودان في عيد الأضحى
وسط ما يعانيه السودان الشقيق من اضطرابات واشتباكات مسلحة عكرت صفو الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك؛ قرر طبيب مصري، يدعى عبدالعاطي المناعي، الاحتفال بالعيد على طريقته الخاصة، ليتوجه إلى إحدى معسكرات النازحين بولاية الجزيرة، لتقديم خدمات طبية مجانا للمرضى السودانيين.
طبيب مصري بالسودان يقضي عيد الأضحى بعالج المرضى
منذ بدء الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أصر الدكتور عبد العاطي المناعي على البقاء بالسودان، للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى، خصوصا مع تأثر عدد كبير من المستشفيات بالاشتباكات وخروجها من الخدمة.
ومع تحسن الأوضاع بالعاصمة الخرطوم وإتاحة القدرة على الانتقال والتحرك من مكان لآخر، لم يتردد المناعي في التوجه لأحد معسكرات النازحين في ود مدني بولاية الجزيرة، والتي تبعد عن العاصمة الخرطوم 160 كم جنوبا، ليؤدي دوره الإنساني والمهني في تقديم خدمات طبية للمرضى، بمساعدة 2 من التمريض.
رسم البسمة في قلوب الأطفال هون عليه عناء الطريق
واعتبر عبدالعاطي المناعي، لـ القاهرة 24، أن قضاء إجازة العيد في معكسر النازحين من أجمل الأعياد التي مرت عليه، فرغم مشقة العمل لكنه شعر بمتعة لا توصف؛ لقضائه حوائج المرضى، فضلا عن الفرحة العارمة والطمأنينة، التي سادت بين السوادنيين؛ لتواجد طبيب متخصص بينهم.
حرص الطبيب المصري أثناء تواجده في المعسكر على رسم البسمة وإدخال السرور في قلوب الأطفال وإخراجهم من ذكريات المعارك الصعبة، الأمر الذي هون عليه عناء الطريق ومشاهد الدمار، التي رافقته خلال رحلة انتقاله من العاصمة الخرطوم.
أكد الدكتور عبدالعاطي المناعي، أن مدينة ود مدني بولاية الجزيرة الموجودة بها معسكرات النازحين بعيدة عن النزاعات وتسودها الطمأنينة، مشيرا إلى تراجع حدة الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، آملا في استقرار الأوضاع بالقريب العاجل.
تأثر مصادر الدخل والإنفاق من جيبه الخاص
وأرجع المناعي، أسباب حبه لدولة السودان وتمسكه بالبقاء حتى هذه اللحظة، إلى علاقة حب للشعب السوداني لنحو 15 عاما، ملأتها زيارات وود وصداقات، مشيرا أنهم مرضاه في مصر وهو طبيبهم في السودان.
تأثرت مصادر دخل المناعي بالنزاع الذي نشب بالسودان، وتوقفت عيادته الخاصة هناك عن العمل، ورغم ذكل حرص على تقديم خدماته الطبية للمرضى بشكل مجاني، أملا في عدوة الأوضاع لما كانت عليه ليُعاود فتح عيادته الخاصة مرة أخرى.