سيدة الصحراء.. أربعينية تكافح من أجل لقمة العيش بعد طلاقها: بأكل بناتي بالحلال وبطلب من ربنا ياخدني بتراب السكة
المساعد ربنا، أنا بسعى وهو بيرزق.. بهذه العبارة لخصت سيدة أربعينية، قصة كفاحها من أجل لقمة العيش، والتي اعتادت على السفر يوميًا من مدينة قليوب التابعة لـ محافظة القليوبية إلى القاهرة، متحدية كل ظروف الحياة تاركة بناتها اللاتي هن في عمر الزهور، لتوفر لهن احتياجات المعيشة.
وروت السيدة نجلاء عبد المنعم عبد العاطي البالغة من العمر 45 عامًا، لـ القاهرة 24، قصة كفاحها، حيث تعمل بائعة شاي وسندوتشات بمنطقة صحراوية على طريق السويس منذ أكثر من 13 عاما، لتجني قوت يومها بعد أن تخلى عنها زوجها تاركًا لها 3 من البنات.
قصة كفاح سيدة أربعينية
وقالت نجلاء عبد المنعم: بحمد ربنا على اللي قسمهولي والصبر اللي عطاه لي.. أنا بكافح وأشقى على بناتي، جهزت البنت الكبيرة وجوزتها، وبسعى لتجهيز إخواتها الصغيرين زيها بالحلال، وكل اللي يهمني في الحياة دي كلها راحة بناتي لأني ساكنة بالإيجار بعد ما اطلقت من جوزي اللي تجوز عليا عشان يخلف الولد.
ولفتت نجلاء إلى أنها عملت قبل ذلك كـ بائعة فاكهة، ولكنها تعرضت لإصابة في يدها، ولم تعد حالتها الصحية تسمح لها بالاستمرار في هذه المهنة، لتتجه بعد ذلك للعمل في بيع الشاي والسندويتشات حتى تتمكن من سد احتياجات المعيشة، قائلةً: اللي بكسبه في اليوم بحوش منه 50 جنيه على جنب عشان الإيجار وعندي التزامات وأقساط بتاعت جهاز البنات، والباقي بمشي بيه اليوم.
وأوضحت نجلاء عبد المنعم: يومي يبدأ من 4 ونص الفجر، على ما بصحى وأجهز حاجتي وأبدأ أتجه من قليوب لـ القاهرة، والمنطقة اللي عاملة فيها الخيمة وشها حلو عليا وبقى عندي زبون واليوم اللي بغيب فيه بيتصلوا يسألوا عليا.. كلهم ولاد بلد وجدعان ومعظمهم عمال شغالين في نفس المنطقة دي.
تحديات وصعوبات من أجل لقمة العيش
واستكملت: بواجه بعض الصعوبات ومنها الحر والشمس، وبتمنى يكون عندي كشك أقف أبيع فيه بدل الخيمة ووقفة الشارع، وخصوصًا إن الظروف الجوية مش مساعدة على الشغل في الحر، بس لو فضلت أمشي ورا الجو انهاردة حر وبكرة هوا وبعده مطرة أكل عيشي هيروح ومش هلاقي الجنيه ومش هعرف أعيش.. أنا لو قعدت في البيت أتعب والعيا يصيبني والزباين هينسوني.
الرزق بتاع ربنا.. الرضا بالمقسوم
وأضافت نجلاء: الرزق بتاع ربنا.. عطاني كتير عطاني شوية كله بتاع ربنا، هو اللي قاسملي بيه من قبل ما أطلع الصبح أسعى عليه.. أنا مش هتبطر على ظروفي وعيشتي، بحمد ربنا كل يوم على حالي وعلى رزق اليوم، لإن مفيش حد بيساعدني، عشان كدا مفكرتش طول السنين اللي فاتت دي أقعد في البيت.. هفضل أشتغل وأعمل قرش لعيالي لحد ما أموت.. طلباها من ربنا ياخدني بتراب السكة.
ووجهت نجلاء رسالة للذين يشكون من البطالة، قائلة: مفيش حاجة اسمها مش لاقي شغل اسعى ودور وربنا هيرزقك.. لو مفيش شغلانة راضية تقبلك اجمع كانز من الزبالة وبيعه وهات قوت يومك بالحلال بدل قاعدة القهاوي وحطة الإيد على الخد.. اللي عايز يشتغل وعنده هدف ربنا بيبعتله رزقه وبيوفقه.
واختتمت نجلاء عبد المنعم حديثها قائلة: بتمنى من ربما الرضا والستر وأفضل واقفة على رجلي عشان أقدر أشتغل وأكمل جهاز بناتي، وأجوازهم واطمن عليهم، وأزور بيت ربنا بحجة كبيرة مش محتاجة أكتر من كدا يارب.. في ستات كتير بتغضب بسبب مصروف البيت، دي لازم تحمد ربنا على النعمة اللي هي فيها وتمشي بيتها وحالها بأقل التكاليف طالما في راجل بيشتغل وهي قاعدة في البيت، لكن اللي زيي وبتسعى وتشتغل وتنزل من بيتها عشان خاطر عيالها فـ دي بمليون راجل وربنا هيباركلها في أقل مكسب هي بتكسبه.