الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مشردة الحي الراقي من صاحبة أملاك إلى النوم على الرصيف.. الحاجة فايزة تروي مأساتها: تزوجت ثري عربي وابن أخويا نصب عليا وباع شقتي

محرر القاهرة 24 مع
حوادث
محرر القاهرة 24 مع الحاجة فايزة
الجمعة 18/أغسطس/2023 - 09:10 م

قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر..ربما يتعرض أي منا إلى نصب أو خداع بأي موقف خلال حياته، وهو أمر وارد، ولكن أن تأتيك الطعنة من القريب، وآخر من تتوقع غدره، فإن الأمر يكون بمثابة الكارثة والطامة، وفي قصتنا هنا روت لنا الحاجة فايزة صاحبة الـ 85 سنة مأساتها بعين تملؤها الحسرة على ما مضى ولسان حالها يصف بمرارة ما تعرضت له في داخل مصر وخارجه، حيث تعرضت للنصب على يد نجل شقيقها، وذلك بعد أن تبنته وهو في عمر الزهور، واعتبرته ابنا لها، لأنها كانت لا تستطيع الإنجاب، وربته حتى كبر وترعرع واحتال عليها في نهاية المطاف، حيث كتبت له الشقة وما أن ظفر بها ظهر وجهه الخفي وتنصل من روابط الدم والرحم بينهما، واستولى على شقتها وطردها في الشارع لتصبح مشردة بالحي الراقي وبلا مأوي أو معين.

استغاثة الحاجة فايزة مشردة الحي الراقي

لم ترحم الأيام فايزة منذ خرجت للدنيا زهرة جميلة تبحث عمن يرعاها ويقدر على صونها، حيث بدأت حياتها عام 63 بمهنة داخل مجال السينما والمسرح، وفي عام 76 سافرت إلى دولة الكويت تحلم بثروة من الحلال تكفيها في رحلة الحياة وتضمن لها العيش آمنة من غدر الأيام حيث جمعت وادخرت من كد الغربة أموالا تكفيها لتعيش بأمان داخل وطنها.

بداية القصة كانت الحاجة فايزة تعيش حياة هادئة بمنطقة المهندسين، وفي أيامها الأولى وبداية حياتها لم تكن الأمور سهلة ولم تكن الظروف وردية، فعندما بلغت العشرين من العمر تزوجت الحاجة فايزة عباس، الموظفة، آنذاك بهيئة السينما والمسرح من زميل لها يعمل مدرسا للموسيقى، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث مات زوجها بعد عامين فقط من زواجهما، لتصبح أرملة في سن صغيرة، فكانت فكرة السفر للخارج جزءا من الخروج من دائرتها القاتمة التي عاشتها لتبدأ منها حياة جديدة. 

 

العودة إلى مصر وبدء حياة جديدة.. والسقوط في فخ النصابين 

وسعت الحاجة فايزة في غربتها بعد سفرها إلى الكويت نحو تأمين مستقبلها، بالعمل والحصول على المال الحلال، وهناك أعجب بها مديرها في العمل وطلب الزواج بها وتزوجته بالفعل، وكان من عائلة ثرية جدا في الكويت، وعاشت معه أجمل قصة حب إلا أن زوجته الأولى وعائلته عكروا صفو تلك القصة، وواجهت الحرب وطواحين من المشاكل والمشاجرات لا تتوقف، إلى أن طلقها زوجها الكويتي وحصلت على كافة مستحقاتها وعادت إلى مصر لتعيش في الشقة التي حصلت عليها من محافظة الجيزة، وفكرت في ادخار أموالها في إحدى شركات توظيف الأموال وقتها، لتلاقي صدمة حياتها الجديدة وتتعرض للنصب في مبلغ مالي كبير.

وفكرت في الزواج مرة أخرى، وتزوجت تلك المرة وعاشت معه وقتا، إلا أن نصيبها لم يكن أحسن حالا من سابقه، حيث عرفت المشادات والمشاحنات الطريق إلى حياتهما، لتنتهي الزيجة بالطلاق، وحصلت منه على مستحقاتها وهنا فضلت الحاجة فايزة العيش بمفردها علها تنال حياة هادئة، حيث خرجت للمعاش المبكر، وحاولت تدبير أمورها مكتفية بمعاشها الشهري، ورتبت حياتها على هذا النحو، لكن القدر كان له رأي آخر وتصريفات مختلفة.

محرر القاهرة 24 مع الحاجة فايزة 

حكاية سيدة جار عليها الزمان بعد غدر أقرب الأقربين   

توالت مشكلات الحاجة فايزة من مشكله إلى أخرى، وهي لا حيلة لها، وفكرت ببيع شقتها الكائنة بالمهندسين آنذاك، لتعيش بأكتوبر ونشرت إعلانا لبيع شقتها وجاء لها شاب وفتاة وسيمان، على أنهما زبائن للشقة، واحتالا عليها وسرقا منها حقيبتها ومبلغا ماليا في ذلك الوقت ليتملكها اليأس من نيل حياة هانئة، ومرت الأيام والسنون وعاشت الحاجة فايزة أياما هادئة مكتفية بمعاشها الشهري ولم تكن تستطيع الإنجاب لأسباب طبية عندها، واتخذت من نجل شقيقها ابنا لها، حيث ربته وأحسنت إليه ولم تكن تبخل عنه بأي شيء إلى أن كبر وترعرع وحاولت تأمين مستقبله وكتبت له شقتها الوحيدة باسمه عله يحسن عنايتها في الكبر، وتحصد ما زرعته من خير معه.

بينما أظهر نجل شقيقها وجهه الحقيقي القبيح، فلم يقدر تلك المعاملة الحسنة، وما فعلته معه، وإحسان التربية، وانتظر الحاجة فايزة عندما كانت تزور أولياء الله الصالحين كعادتها من كل جمعة، واستولى على الشقة بموجب تنازلها عنها له، وطردها منها وألقى أثاثها وملابسها في الشارع، وخاب ظنها أنها بعدما تنازلت عن الشقة له فسيحسن معاملتها وسيرعاها عندما يعلو رأسها الشيب، ولكن هيهات، فغدر بها وطردها من المنزل في موقف يشيب له الولدان.
 

جسد الحاجة فايزة لا يحتمل مزيدًا من الصدمات 

عاشت الحاجة فايزة بالشارع مشردة بلا مأوي، تقيم بالشارع وتتعرض للسرقة تارة وللمضايقات تارة أخرى، ممن حولها، وحاولت أن تذهب إلى أقاربها، ولكن الجميع تنكر لها، وتخلي عنها أقرب الأقربين، ولم تجد مأوى لها، فطالبت الحاجة فايزة المسؤولين بإيجاد مأوي لها وأصبحت عرضة للحيوانات الضالة بالشوارع، كما أن عمرها ناهز الـ85 سنة من العمر ولا تطيق أي صراعات تنخر مجددًا في الجسد الهذيل، ففي حياتها الكثير من المآسي والليالي المعتمة التي واجهتها، وسكن جسدها كثير من الأمراض بدءا من مرض السكري والضغط وصولا إلى اعتلال الأعصاب، وهي الآن تقيم بالشارع بلا مأوي ولا جليس سوى ما تبقى من محتويات شقتها.

حتى ملابس السيدة العجوز لم تسلم من أذى نجل شقيقها، ورفض أن يعطيها ملابسها بعد أن هرمت، ووثقت به ولم يوافق علي إعطاءها أي من أشيائها وظلت السيدة تقيم بالشارع، حيث دارت بها الأيام من أميرة الأميرات وزوجة ثري خليجي إلى مشردة بلا مأوي.

تابع مواقعنا