هل التواصل الاجتماعي منافس للصحافة؟
إلى كل من يهتم بشأن الأخبار ونشرها عبر صفحته الخاصة.. أقول لكم بكل وضوح أنه لا يمكن الاعتماد على الفيس بوك خاصة، والتواصل الاجتماعي بشكل عام كمصدر للخبر، دون الرجوع إلى المواقع والصحف المعروفة والمعتمدة التي تتحمل مسئولية نقلها له.
وإذا ثبت كذب خبر ما فسوف تفقد مصداقيتها. وأيضا لابد من التفرقة بين الخبر والرأي.. فمن حقك أن تقول رأيك كما تشاء مهما كان، ولكن ليس لك الحق في نشر خبر كاذب دون التحقق منه لمجرد أنك وجدته يوافق هواك، أو أخذتك شهوة النشر والسبق.
وهنا تكون قد خلطت الأمور، وساهمت في التضليل وربما الضرر لأفراد أو كيانات أو دول بأكملها، وقد تضر بوطنك نفسه دون أن تشعر، بينما تظن أنك تحسن صنعا.
في ظل الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي أصبح هناك جرأة على الكتابة وكل يدلو بدلوه، وظهر مايسمى بالمواطن الصحفي، وذلك فتح بابا كبيرا ساهم في الكثير من البلبلة لأنه اقتحم واقعنا فجأة وبدون تعلم لكيفية التعامل معه، كما أن فيس بوك أتاح مؤخرا خاصية البث المباشر لكل من له حساب عليه دون قيد أو شرط، مما زاد الطين بلة، ولا ينكر أحد أن هذه الظاهرة قدمت العديد من الفوائد، وساهمت في كشف الكثير من الحقائق، وساعدت العدالة بتوثيق بعض الجرائم في كثير من الأحيان.
ولا يمكن أيضا إنكار دور تلك الوسائل في إثارة قضايا معينة لولاها لم يكن يعلم عنها أحد، ولكن يجب تنظيم الأمور وضبطها لتفادي الأخطاء، وللأسف لم يأخذ الأمر بالاهتمام الكافي، وقام البعض بمهاجمة مواقع التواصل الاجتماعي واتهامها الدائم فقط دون تقديم الحلول.
أعتقد أنه لابد من اتخاذ بعض الإجراءات الحاسمة للأمر والعمل على التوعية بشكل حقيقي يحترم عقل المتلقي بمخاطبته وإقناعه، وتلك مسئولية الدولة أولا ولكن عن طريق الاستعانة بكل صاحب كلمة ورأي محترم، عمل في المقام الأول على بناء جدار ثقة متين بينه وبين الناس، حتى يتلقون منه ويستمعون له ويقتنعون بما يقدمه لهم، وذلك ليس بالأمر السهل في زمن أصبح التشكيك فيه سمة غالبة، وبكل صراحة هؤلاء قلة قليلة ربما بكل أسف لا يتصدرون المشهد الحالي من الأساس.
لا يجب أن نغفل فكرة اقتحام التكنولوجيا لحياتنا بشكل مفاجىء ومتسارع جدا، مما أدى إلى حالة شديدة الارتباك، ربما لا يدركها كثيرون ولكنها حقيقة.
وأغلب ما نسمع عنه أو نره من أمور عجيبة هي نتاج هذه الحالة، وقد تستغرق وقتا حتى يتم استيعاب هذا التطور المذهل، والهائل في عالم الاتصالات بشكل خاص كونه موضوع المقال، والذي جعل المعلومة أسرع في الانتشار من البرق بغض النظر عن صحتها أو كذبها، ولنعلم أنه عندما تضطرب المجتمعات نفسيا تصبح أكثر عرضة لتصديق الشائعات، وتلك الأزمة الكبرى.. ولهذا وجب التنبيه والانتباه.